إن التعليم هو سبيل نهضة الأمم ورفعتها، ولقد بذلت جهوداً كبيرة من قبل وزارة التربية والتعليم حتى لا تتعطل مسيرة التعليم نظير الظهور المفاجئ لفيروس «كوفيد 19»، تكللت بالنجاح الباهر وخصوصاً مع الثورة الرقمية التي يعيشها العالم عامة والتطور في البنية التحتية التي تحظى بها مملكة البحرين وتطور خدمات الحكومة الإلكترونية.

فكان استثمار التكنولوجيا واستثمار منصات التعلم الإلكتروني في المدارس والجامعات طوق النجاة الذي أدى إلى استمرار تعليم الطلبة، وكان هذا التحول السريع بمثابة قفزة لم يكن الجميع مستعداً لها، ولكنها كانت البديل الأنسب والأسرع للحفاظ على صحة الطلبة مع استمرار العملية التعليمية، ولكن بعد عامين من التعليم عن بعد يجب تقييم التجربة واستثمار إيجابياتها ومعالجة السلبيات التي ظهرت.



فالتعليم عن بعد له العديد من الإيجابيات، ولكن هل كل المتعلمين الذين يدرسون عن بعد منسجمين مع هذا النوع من التدريس، وإلى جانب تدريبهم على مهارات التعامل مع هذه البرامج والنظم تمت التهيئة النفسية على هذا الآلية الجديدة؟!!

إن أولياء الأمور والطلبة والمعلمين وجدوا أنفسهم فجأة مجبرين على التعامل مع برامج وتعلم مهارات قد يكون بعضهم يحتاج إلى تأهيل لاستخدامها، ولكن الشيء الأهم والعمود الرئيس في نجاح المنظومة هو المعلم؛ لأن من المفترض أن يأخذ بيد طلابه وأن يحقق الهدف بإيصال المعلومة بطريقة توازي الطرائق التقليدية.

والمشكلة التي أريد لفت النظر إليها أن بعض المعلمين بدأوا يتأثرون بعدم رؤيتهم للطلبة وعدم شعورهم بتأثير ما يشرحونه لهم كما يحدث في الفصول الاعتيادية، وبدأ البعض منهم يشعر بشكوك، مثل عدم اهتمام الطلبة بالدرس أو محاولة الغش في الامتحانات.

إن بعض المعلمين تأثروا بالجائحة وإلى جانب دورهم الأساسي وهو تعليم الطلبة لعبوا دور المحققين منشغلين بالشك والتحقق رغبة في كشف أبعاد جريمة الغش التي قد لا تكون موجودة في الأساس، وبدؤوا يعقدون من حياة طلبتهم ويجعلوهم يشعرون بالضيق من هذه المواد، وفي بعض الجامعات بدأ هؤلاء الطلبة في التفكير بالانسحاب من المادة كحل، وبذلك يكونون قد خسروا وقتاً كانوا هم في أمس الحاجة له لتسريع تخرجهم من الجامعة لكي يستطيعوا الانخراط في الحياة العملية وبناء مستقبلهم.

رفقاً بأبنائنا فيكفيهم أن يعيشوا أوقاتاً عصيبة، وشكراً لكل معلم ساهم في استمرار العملية التعليمية بنجاح وأدرك الأبعاد النفسية التي يمر بها الطلبة وأولياء أمورهم وكان متفهماً للوضع الراهن.

هدى عبدالحميد