محمد رشاد




تشمل 27 موقعاً بتكلفة 500 ألف دينار..

تشجير السوق المركزي بتكلفة 21 ألف دينار

انتهينا من صعوبات التمويل بالنسبة للمزارع ولا زلنا نواجه تحديات ملكية الأراضي وتأجيرها

نسعى بأن يكون للمزارع البحريني دوراً مجدياً وفعالاً في سد الحاجات الغذائية


دشنت المبادرة الوطنية للتنمية الزراعية صباح أمس مشروع تشجير السوق المركزي بمحافظة العاصمة ضمن المرحلة الأولى للحملة الوطنية للتشجير تحت عنوان "دمت خضراء" بتكلفة إجمالية بلغت 21 ألف دينار، بحضور محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، وأمين عام المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، ورئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين عدنان يوسف، وعدد من الرؤساء التنفيذيين للبنوك، بهدف زيادة الرقعة الخضراء في المملكة وتخفيف الآثار الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات الكربونية تماشياً مع الخطوات التي تتخذها البحرين للحد من ظاهرة التغير المناخي السلبية.

وأوضحت المبادرة خلال استعراضها لأهداف الحملة الوطنية للتشجير أهمية تشجير السوق المركزي الذي يعد من أكثر مناطق البحرين ارتفاعاً في درجة الحرارة حسب ما أفادت إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات على الوضع البيئي والصحي والاقتصادي، مبينةً سعيها نحو العمل على كبح الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية الناتجة عن زيادة الانبعاثات الكربونية وتخفيف درجات الحرارة من خلال حملات التشجير التي تسهم في تقليل الأثر الضار على جودة الهواء، بشكل يعزز الرقعة الخضراء في المملكة.

من جانبها قالت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة إن الميزانية المخصصة لتمويل 27 موقعاً ضمن المرحلة الأولى من مشروع التشجير تبلغ حوالي نصف مليون دينار، لتنفيذ زراعة 50 ألف شجرة على مساحة تقدر بنحو 70 ألف متر مربع وبطول إجمالي يبلغ 21 ألف متر كمرحلة أولى لزيادة الرقعة الخضراء في البحرين، منوهةً أن زراعة السوق المركزي تم من خلال دعم بنكي من قبل 20 مصرفاً، مثمنة جهود كافة المشاركين في الحملة التي تم تنظيمها بدعم من المؤسسات المالية ومصرف البحرين المركزي لتعزيز الوعي البيئي والمحافظة على البيئة في البحرين وتنميتها.

وأشارت إلى أن سقف طموحات المبادرة الوطنية للتنمية الزراعية لحملة التشجير لا حدود لها وتصل إلى عنان السماء إنفاذاً لتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأمير سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة بإبراز الطابع الجمالي للمملكة، داعيةً المواطنين والمقيمين إلى المشاركة في الحملة وأن يغرسوا غرساً طيباً على أرض البحرين.

وأضافت أن المبادرة تسعى من خلال برامجها واستراتيجياتها بأن يكون للقطاع الزراعي دوراً مجدياً وفعالاً في مجال الأمن الغذائي وسد الحاجات الغذائية والبيئة والتجميلية في المملكة، مشيرة إلى أن المبادرة قدمت كل الدعم للمزارع البحريني لتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي لزيادة نسب المحاصيل الزراعية المزروعة في البحرين بما يدعم القطاع الزراعي عبر المساهمة في إدخال التكنولوجيا الحديثة في أساليب الزراعة، بالتعاون مع الجهات المعنية، وتكثيف الدورات التدريبية للمزارعين والراغبين في الدخول في مجال الزراعة.

ونوهت بأنه انطلاقاً من كون أن الاستثمارات الزراعية تمثل هدفاً رئيساً لمشروعات الأمن الغذائي فإن المزارع البحريني أصبح اليوم يتمتع بخدمات تمويلية تساعده على تنمية وتطوير أعماله الزراعية بما ينعكس على الواقع الزراعي للبحرين بالإيجاب، لافتةً إلى أنه لا زال هناك تحدٍ كبير يواجه المزارعين البحرينيين يتمثل في ملكية الأراضي الزراعية أو تأجيرها، داعيةً الأوقاف السنية والجعفرية وإدارة أموال القاصرين بصفتهم يمتلكون أراضي تصلح للزراعة بالتوجه نحو الاستثمار الزراعي لدعم الخطط الوطنية الهادفة لتحقيق الأمن الغذائي في البحرين.

وأوضحت الشيخة مرام بنت عيسى أنه حتى اليوم لا توجد بدائل لتوزيع الأراضي الزراعية على المزارعين سواء هورة عالي التي تم الانتهاء من تقسيمها على مجموعة من المزارعين البحرينيين واليوم نرى خيراتها في أسواق البحرين، مضيفةً أن العمل قائم على إيجاد بدائل للمناطق الزراعية لتوزيعها على الزارعين، تماشياً مع الخط التنموية والمستقبلية الشاملة التي تشهدها المملكة على كافة المستويات ومختلف الأصعدة.

وبدوره أكد الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد د. بطرس كلنك أن مشاركة البنك في حملة التشجير اليوم امتداد لمسيرة البنك في دعم التنمية في البحرين على مدى نحو قرن من الزمان، منذ تأسيسه في العام 1919 كأول بنك في البحرين وحتى اليوم، بما في ذلك دعم المبادرات الخضراء ذات الصلة بالاستدامة البيئية، وما لها من أهمية في النمو الاقتصادي والاجتماعي، منوهةً بأهمية الحملة وتطلع البنك لمواصلة إسهاماته في هذه الحملة في مناطق أخرى من العاصمة ومختلف مناطق البحرين، مؤكداً أن تزامن هذه الفعالية مع اليوم العالمي لمصارف يبرز دور القطاع المالي والمصرفي في دعم مختلف القضايا ذات الصلة بالبيئة والمناخ.