«ثروة البحرين الحقيقية هي أهلها الكرام وشمائلهم السامية».. بهذه الكلمات عبر جلالة الملك المفدى، خلال لقائه وفدي مجلسي الشورى والنواب لتسلّم الرد على الخطاب الملكي السامي، عما يكنه من تقدير واعتزاز بأهل البحرين وما يحملونه من شمائل عربية أصيلة، وما يقدمونه من دور فعّال في عملية البناء والتنمية التي تعيشها المملكة في العهد الزاهر لجلالته.

رسالة جلالته خلال اللقاء لخصت الرؤية الملكية السامية لهذا الوطن ومستقبل أبنائه، من خلال الحرص على تعزيز قيم المجتمع وأخلاقه النبيلة، والعمل على رقي الوطن، وهي صفات متوارثة في هذا الشعب الأصيل من غابر الأزمان، عززتها الرؤية الملكية لبناء وطن حضاري متطور يقوم على العدل والمساواة وإحقاق الحقوق لجميع أبنائه دون تمييز أو تحييز. ولاشك أن رفع رد المجلسين على الخطاب السامي يمثل متطلباً دستورياً حسب المادة «74»، إلا أنه يمثل أيضاً تجديداً للبيعة، وبما يزخر به الخطاب السامي من أفكار ورؤى سامية هدفها الأول رفعة هذا الوطن وتحقيق آمال وأحلام أبنائه، وخارطة طريق لكل مرحلة من مراحلة العمل والبناء التي تعيشها المملكة، وتنعكس بشكل أساسي على استقرار ورفاه المواطن. ورغم ما احتواه الرد على الخطاب السامي من تفاصيل كثيرة للإنجازات، حسب الرؤية والتوجيه الملكي، إلا أنني سأركز في مقالتي هذه على ما تحقق من مؤشرات التعافي الاقتصادي، والتي استطاعت تجاوز ما تمر به البحرين والعالم من ظروف استثنائية بسبب الجائحة، إلا أن الإصرار والعزيمة والعمل المشترك، والقيادة الفذة لفريق البحرين، بقيادة سمو ولي العهد، نجحت في تحقيق المعادلة الأصعب في الحفاظ على حياة وصحة المواطن والمقيم وفي ذات الوقت تعزيز التنمية الاقتصادية بشكل واضح من خلال البرامج العديدة التي أطلقتها الحكومة.

الإمارات.. قلعة شامخة لن يهزّها الإرهاب

شكّل الاتصال الهاتفي لجلالة الملك المفدى بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد العمل الإرهابي الذي استهدف المدنيين والمنشآت الاقتصادية في أبوظبي، رسالة بحرينية واضحة المعالم، مفادها أن البحرين كانت وستبقى السند الحقيقي لأشقائها الخليجيين والعرب في كل ظرف وزمان ومكان. كما حمل اتصال جلالته صوت كل بحريني وطني غيور على وطنه وأمته وعروبته ضد العدوان الحوثي الإرهابي على أشقاء لنا، واستهدف أرواح الأبرياء الآمنين والذي يتنافى مع جميع الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية.

رسالة بحرينية إلى الأهل والإخوة والعزوة في الإمارات، نحن معكم وسنكون دائماً سنداً لكم، كما كنتم على الدوام سنداً لنا، فما يجمعنا أكبر من علاقات بين دول وشعوب، هي علاقة أشقاء ودم واحد وتاريخ مشترك.

لذلك ستبقى الإمارات، بحفظ الله، قلعة شامخة عربية لن يهزّها إرهاب أو ينال من عزمها ومجدها عدو أو حاقد.