كل من يزور البحرين لأيام بسيطة يتمنى لو أنه يعيش على أرضها، وهذا الإحساس والشعور من جميع الجنسيات لما يلمسه سريعاً من المحبة والطيبة التي يمتلكها أهل البحرين والاحترام وتقبل الآخر، والذي لم يكن وليد اللحظة بل هو متجذر في قلوب البحرينيين باعتبار بلادنا هي وطن الخير والسلام والتعايش الإنساني ودوماً تدعو إلى إرساء الأمن والاستقرار وتعزيز جهود السلام في كل مناطق العالم، فهذه هي رسالة البحرين ونهجها وهذا ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى خلال استقبال جلالته عبدالله شاهد رئيس الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وزير خارجية جمهورية المالديف بمناسبة زيارته للمملكة.

فالبحرين هي بلد التسامح والتعايش وستظل واحة للأمن والسلام والاستقرار تسعى دائماً وأبداً للقيام بدورها الحضاري والتاريخي في مد جسور التواصل والتعاون بين مختلف الحضارات والثقافات من أجل أن يعم الخير والسلام والتعايش بين الشعوب والأديان لما فيه خير البشرية وتقدمها، وحقيقة لم نر أو نشعر بأن التسامح في البحرين يكون كردة فعل أو في وقت معين مثل المناسبات التي تدعو للسلام والتعايش بل إنه نهج متأصل وسلوك بين كل البحرينيين نراهم ينسجمون ويتقبلون الآخر ويتعايشون مع مختلف الثقافات وهذا ما يجعل هناك أرضية ثابتة وراسخة في أن تكون بلادنا الحبيبة موطن حاضن للتعددية والتنوع وتلاقي الديانات منذ الأزل فالكل يمارس شعائره الدينية بكل حرية، فالجميع ينبذ جميع أشكال الكراهية والتمييز باعتبار المجتمع البحريني مجتمع شمولي.

ستظل البحرين تسير في طريقها ولن تحيد عنه قيادة وشعباً في ترسيخ قيم السلام والتعايش وتكريس مبادئ المحبة وحاضنة للتسامح فكما أكدنا بأننا نمتلك بيئة خصبة في الاعتدال والتعامل مع كافة الأديان والمذاهب والطوائف وهذا ما حصل بالفعل وأصبحنا نموذجاً فريداً ومميزاً في التعددية الدينية وكان بناء أكبر كنيسة في منطقة الخليج دليلاً على أن البحرين لديها تجربة راسخة في ضمان وتعزيز الحقوق والحريات الدينية والمذهبية جعلتها محط أنظار دول العالم كدولة ملهمة للشعوب وهذا ما جعل البحرين تحظى بمكانة حضارية رفيعة لأنها منهجها ثابت لا يحيد عن في احترام الكرامة الإنسانية التي أقرتها الأديان السماوية، نعم هذه هي بحرين الإنسانية والسلام ستبقى نموذجاً في الالتزام بالقيم التسامح والتعايش والمحبة وستستمر في حمل رسالتها الداعية للسلام.

همسة

نهج البحرين وقيادتها نابع من إيمانها بأن قيم المحبة والتسامح والتآلف هي التي دعانا إليها ديننا الإسلامي الحنيف فهو دين الوسطية والاعتدال، لذلك ستظل البحرين واحة للأمن والاستقرار ومركزاً للتسامح والتعايش والسلام.