تحكي الأساطير اليونانية القديمة عن مخلوق فريد من نوعه يدعى “اليونيكورن”، وهو عبارة عن كائن فريد من نوعه، وكما يصفه القاموس هو كائن خرافي برأس وجسد حصان يمتلك أرجلاً لأيِل، وذيل أسد، وقرناً وحيداً في وسط مقدمته. لقد كان حصان اليونيكورن موضوعاً للتأمل والتعجب لفترة طويلة، فقد كتب عنه الكثير من الكتاب في فترات متفاوتة ومنهم “ريستوتل، جنكيز خان، القديس توماس”، فقد عكست كتابات هؤلاء وغيرهم، بأنهم اعتبروا اليونيكورن كائناً حقيقياً.. وسار على نهجهم جميع الإعلاميين عندما صوروا المنتخب الروسي (الأحمر) كفريق خرافي لا يقهر ولا يذل بعد اختباره الأول الذي حقق فيه العلامة الكاملة -وسار على نفس المنوال في الاختبار الثاني أمام الفريق البولندي محققاً نتيجة جيدة بأداء راقٍ- لكنه ما لبث وإن تقهقر في شوط المباراة الثاني الذي حقق فيه المنتخب البولندي أفضلية واضحة أمام الحمر.. فظن الجميع بأن الفريق الروسي تراجع بسبب تألق البولنديون أمام حماسة الجماهير التي شجعت الفريق المستضيف بجنون.. وعندما حانت اللحظة الحاسمة للفريق الأحمر أمام الإغريق، فوجئ الفريق الروسي بجيش المناضلين اليونانيين، الذين لعبوا كأنهم يخوضون معركة من معارك بلاد الإغريق، أسقطت الفريق الأحمر على أرض الواقع مودعاً بذلك أحلامه التي اختطها بعد مباراة أولى خرافية.. فعنونت الصحافة الروسية صدر صفحاتها بـ«اذهب إلى الشيطان يا أدفوكات”. ومن ناحية أخرى ظهر الفريق اليوناني في مباراته الأولى مقنعاً إلى أقصى الدرجات، لكنه فرط في فوز مستحق على الفريق البولندي منظم البطولة.. ومع خسارته للمباراة الثانية أمام التشيك في مباراة شابها العديد من الأخطاء التحكيمية، اعتقد الجميع بأن الفريق في طريقة إلى العاصمة أثينا.. متناسين بذلك أن الفريق الإغريقي يمتد قوته من أساطيره القديمة التي حقق بها الفوز بالكأس الأوروبية عام 2004 في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ النهائيات الأوروبية وسط صدمة الجميع. لكن الفريق اليوناني حقق المستحيل أمام الروس بفضل القائد كاراغونيس ليودع الأحمر البطولة.. ويتأهل الإغريق إلى منافسات الأقوياء في الأدوار المتقدمة لمواجهة فريق من العيار الثقيل هو الفريق الألماني، وهى تمني النفس بأداء يخالف التوقعات مثلما كان عندما توجت باللقب عام 2004 بعدما دافعت عن حظوظها حتى اللحظات الأخيرة على طريقة الأساطير اليونانية القديمة.. فعنونت الصحافة اليونانية صدر صفحاتها بـ«هكذا يتأهل الأساطير”. الحقيقة أننا لا نعرف إن وجدت تلك الأساطير أم لا، ربما كانت من عالم آخر أو ربما كانت من الكائنات الأخرى.. لكن الحقيقة الدامغة بأن المنتخب اليوناني منتخب جدير بالاحترام.. منتخب استحق أن يكون بين الكبار، فأي قدر تخبئه الأيام إلى الفريق الإغريقي؟