مثلث الثورات

لم أستغرب مطلقاً من اشتعال حركات الاحتجاج في إيران، فمثلث حريق الثورات والمتمثل في الجوع والظلم والقمع كان ينقصه قليلاً من جرأة الشعب الإيراني ليفجر ثورة لن تهدأ بالسهولة التي يروج لها النظام الإيراني، هذا النظام الذي تفنن في دفع مليارات الدولارات ليشعل الفتن في عدد من الدول ويتدخل عبر طوابير خامسة أو عبر ميليشيات تستنزف خيرات الجمهورية الإيرانية الإسلامية، بينما تغافل النظام الإيراني عما يعانيه المواطنون الإيرانيون من مثلث آخر يتمثل في الفقر والبطالة والجهل. لست مع الثورات مطلقاً في أي دولة، ولكن الوضع في إيران مختلف فالتضييق الذي يعيشه الشعب الإيراني في ظل الانفتاح العالمي يجعلني أتعاطف مع احقية الشعب في «الثورة» من أجل الخلاص من نظام بائس أناني، لم يلتفت لمواطنيه وأحقيتهم في العيش برفاهية وعدالة وحرية وهي أبسط مفاهيم مثلث التنمية التي تقوم على أساسها الدول.

في يوم من الأيام عبث النظام الإيراني بأمن وطني الغالي البحرين، ومازال يحاول العبث بطرق مختلفة، سواء عبر إعلام يشوه ويزور الحقائق، أو عبر احتضان الإرهابيين وتدريبهم وتجهيزهم للقيام بعمليات تخريبية تستهدف مناطق معينة في مملكة البحرين وتستهدف رجال الأمن، أو عبر التفرقة العنصرية والمتمثلة في المذهب. فليركز النظام الإيراني في نفسه، وليركز في حل مشاكله الداخلية، وليركز في إرساء مبادئ العدالة والحرية بين أبناء شعبه، فهذه فرصة ذهبية ليكف النظام الإيراني أذاه عن غيره ولينشغل في نفسه، فمطالب الشعب الإيراني شرعية ولا يختلف عليها أحد، مثلثات عديدة يواجهها النظام الإيراني أأمل أن يلتفت لها لإصلاح الوضع في إيران.

مثلث «ممثلو الشعب»

القدوة، الثقة، والمسؤولية هي مثلث آخر يجعل الشخص مؤهلاً لشغل منصب «ممثل الشعب»، فهل يعقل تأجيل جلسة تناقش قضايا تشريعية خاصة بالشعب دون سبب مجدي، أيعقل ألا يكتمل النصاب من قبل السادة النواب الذين حصلوا على ثقة المواطن ليمثلهم في المجلس النيابي، هل يرضى سعادة النائب أن يقول له طبيب يعالجه بأنه لن يستطيع معالجته لانشغاله بتشجيع المنتخب مثلاً.. إن تشجيع المنتخب شيء وطني لا جدال فيه، ولكن الأطباء لم يهجروا المستشفيات، ولا المدرسين اعتذروا عن أداء واجبهم التعليمي بحجة تشجيع المنتخب أو أي عذر مشابه!! فأين منكم القدوة والثقة والمسؤولية.

قبل هذا الخبر طالعتنا الصحف المحلية بخبر مفاده بأن النواب لا يتواجدون بعد صلاة الظهر؟ أوليس العمل عبادة؟

أتمنى من السادة النواب الحاليين، والمرشحين الذين ينوون خوض الانتخابات القادمة أن يتذكروا هذا المثلث جيداً.

مثلث الضرائب

لست ضد الضرائب، وأؤمن بأن الدولة لن تستطيع تحمل كل هذه النفقات في المستقبل القريب نظراً للظروف الاقتصادية الراهنة، وكل الكلام و«التحلطم» الشعبي لن يثني الحكومة عن فرض مزيد من الرسوم أو الضرائب مهما اختلف اسمها.

فالحقيقة هي أنك إذا ما أردت أن تحصل على الخدمة فيجب عليك أن تدفع نظيراً أو «رسماً» او «تعرفة»، ولكن هناك مثلث للضرائب يجب ألا يغيب عن القائمين على تحصيل هذه الضريبة وهي الجودة، السرعة، العدالة. فعندما أدفع لك مبلغاً نظيراً خدمة فأنني سأطالب أن تكون الخدمة المقدمة لي ذات جودة عالية، شأنها شأن الخدمات أو المنتجات التي أحصل عليها من القطاع الخاص، كما أنني عندما أدفع لك رسماً على الخدمة فإنني أريد الخدمة في أسرع وقت، أي لا مجال لأن يرد علي موظف خدمات الزبائن بالعبارة البيروقراطية التي حفظها الشعب البحرين وهي « انتظر دورك» أو «أوراقك عند المسؤول»، وعندما أدفع لك رسماً فإنني أريد أن أشعر بالعدالة، فكما سأدفع، يدفع ابن فلان، كلاً حسب دخله!!

ونأمل ألا ينسى القائمون على تحصيل الضرائب هذا المثلث.