* مجلس الشيوخ الأمريكي يبحث مصير 1.8 مليون مهاجر غير شرعي

واشنطن - نشأت الامام، وكالات

من المتوقع أن يجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته إلى إجراء تخفيضات جذرية في البرامج غير الهادفة إلى تقديم طلب ميزانيته الاثنين، حتى مع مئات المليارات من النقد الجديد في متناول اليد، فيما انكب مجلس الشيوخ الامريكي على مناقشة ملف الهجرة الحساس مع محاولة الديمقراطيين والجمهوريين التوصل الى اتفاق لحماية 1.8 مليون شاب من المهاجرين غير الشرعيين من اجراءات الطرد، فيما يتطلع ترامب "للتوصل لاتفاق" بخصوص التشريع الجديد.



وفي حين أن الكونغرس أوقف سقف الإنفاق الصارم الأسبوع الماضي، مما سمح بإنفاق 300 مليار دولار إضافية على مدى العامين المقبلين، لا تزال إدارة ترامب تحث على التقشف الشديد لبعض بنود الحكومة الاتحادية.

وقال تقرير صادر عن البيت الابيض الاحد ان ميزانية ترامب ستحدد "مجموعة خيارات صعبة من اصلاحات الانفاق" لتخفيض العجز بمقدار 3 تريليون دولار على مدى عقد من الزمن.

وقال مايك مولفانى رئيس ميزانية البيت الابيض فى بيان "تماما مثل كل عائلة امريكية، فان الميزانية تتخذ خيارات صعبة، وتمول ما يجب علينا، ونخفض ما نستطيع، ونخفض ما نقترضه".

وهذه التخفيضات في الإنفاق ستستمر تقريبا في ميزانية ترامب الأولى، مع استثناء رئيسي هو وزارة الدفاع.

وقال البيت الابيض في مقابلة مع الصحافيين ان ترامب يسعى الى دفع دفعة كبيرة الى البنتاغون للسماح "بجيش جاهز اكبر واكثر فتكا".

وقال المسؤولون ان الميزانية ستعطى الاولوية ايضا لامن الحدود - واقترحت توظيف ما يقرب من الف من عناصر الدوريات وموظفي الهجرة اكثر من ميزانيتها السابقة.

وبحسب مراقبون استطلع آرائهم "الوطن" سيطلب البيت الأبيض من الكونغرس أموالاً طائلة ربما تتجاوز العشرين مليار دولار في برامج أمن الحدود، وعودة دخول ترامب في نقاشات شرسة حول الهجرة في كابيتول هيل.

وسيذهب بحسب التوقعات نحو 2.7 بليون دولار مباشرة إلى قدرات الاحتجاز لدى وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك. وبهذه الاموال، ذكر البيت الأبيض من قبل ان الوكالة قد تحتجز في المتوسط 52 الف مهاجر غير شرعي.

ويرغب ترامب أيضا في الوفاء بوعود حملته لتعزيز التمويل لمكافحة الإدمان على المواد الأفيونية وتحسين الرعاية الصحية المخضرمة.

وتدعو الميزانية إلى ما يقرب من 17 مليار دولار في "الإنفاق المتصل بشبائه الأفيون"، مع توجه الغالبية العظمى إلى العلاج والوقاية والتعافي.

وبالنسبة لرعاية المحاربين القدماء، فإن ميزانية ترامب ستخصص 85.5 مليار دولار، أي أعلى بكثير من مستويات العام الماضي.

الى ذلك فقد دعا عضو الكونجرس السابق فى حزب الشعب الجمهوري الى اعادة صياغة سريعة لميزانية الرئيس فى نهاية هذا الاسبوع بعد صفقة الانفاق التى اختلفت فى الكونغرس الجمعة.

وقال مولفانى الاحد ان ترامب سيطلب المزيد من التخفيضات لوزارة الخارجية ووكالة حماية البيئة هذه المرة بينما يحث المشرعين الجمهوريين على مقاومة الرغبة فى زيادة الانفاق على برامج الرعاية الاجتماعية.

وقالت المحللة السياسية سارة برنار لـ "الوطن" ان ترامب اضطر الى القيام ببعض المحاسبة السريعة بعد ان قام المشرعون بتصفية صفقة ميزانية ضخمة الاسبوع الماضى، وسيقدم ترامب مجموعة من الرسائل المختلطة فى الكشف عن توصيات ميزانيته للعامين المالى 2018 و 2019 هذا الاسبوع، وهو أمر بات في حكم المؤكد.

وقال البيت الابيض ان ميزانية ترامب ستخبر الكونجرس كيف يريد الرئيس ان يرى المشرعون كيف تنفق مئات المليارات من الدولارات فى سلطة تمويل جديدة بينما يشجعهم فى الوقت نفسه على عدم صرف كل هذه الاموال.

وتقول برنار ان هناك محاولات لضغط المصروفات على الرغم من عدم ثقة البيت الأبيض في القيام بذلك تماماً.

وهذا الزعم يؤكده حديث مولفاني الذي قال لوسائل اعلام "نحن سنبين كيف يمكنك إدارة الحكومة دون إنفاق كل ذلك. هذه ستكون ميزانيتنا لعام 2019 ".

ومع ذلك، يعترف مولفاني بأن المشرعين من المرجح أن يستخدموا مبلغ 300 مليار دولار إضافي.

واضاف "لكن اذا كنت ستنفقها - وهذا بالضبط ما نعتقد ان الكونغرس سيفعله - فيجب معرفة كيف يجب ان تنفقه".

ومن المتوقع ان يجرى البيت الابيض لاول مرة الميزانية منتصف الاثنين، حيث ستعقد جلسات إحاطة بعد الظهر تحدد التمويل المقترح لمصالح التعليم والطاقة والدفاع، فضلا عن وكالة ناسا.

وسيطرح مولفانى بعد ذلك الاقتراح الشامل خلال شهادته امام لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ الثلاثاء وقبل لجنة الميزانية بالمجلس الاربعاء، في تحول صارخ عن ميزانية ترامب للسنة الأولى.

ويرى المراقبون انه من المرجح أن يأخذ المشرعون الجمهوريون توصية الخطة الوشيكة بمبلغ 716 مليار دولار في الإنفاق الدفاعي - وهو نفس المستوى الذي وقعه الكونغرس في صفقة الميزانية الأسبوع الماضي.

وضمن هذا المجموع، سوف يطلب ترامب العشرات من طائرات الدوريات الجديدة ومجندي قوات مكافحة الشغب، فضلا عن 719 مليون دولار لبرنامج ناقلات البحرية، وفقا لاستعراض وثيقة الميزانية.

وتأتي رغبة ترامب في إنفاق مبلغ ضخم على الجيش على النقيض من الميزانية التي قدمها العام الماضي، عندما كان اقتراح تمويل البنتاغون البالغ 604 مليار دولار أقل من قائمة رغبات حزبه.

ومن المتوقع أيضا أن يدعو قادة الحزب الجمهوري العالمي الى طلب الميزانية لرفع مستوى التمويل لتأمين الحدود ومكافحة إدمان المواد الأفيونية - وهي نفس الأولويات التي يعتزم المشرعون الجمهوريون استخدامها لحماية أغلبية في الكونغرس في خريف هذا العام.

ومن المتوقع أن يوافق البيت الأبيض على خطط الجمهوريين للكونغرس لإصلاح الرعاية الاجتماعية، مثل فرض متطلبات العمل لمتلقي المعونة الطبية والقيود الجديدة على الطوابع الغذائية. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يطلب ترامب من الكونغرس تحويل المزيد من التمويل إلى الإنفاذ بدلا من العلاج.

وقالت برنار "بحسب الاعلان فان الخطة المالية ستوصي ايضا بمكالمات الكونغرس من اجل زيادة الانفاق على البرامج الاجتماعية، بينما تقترح على المشرعين توفير مبالغ نقدية اضافية فى امور مثل استثمارات البنية التحتية".

وتابعت "من المتوقع أن تأتي هذه الاقتراحات في إضافة خاصة إلى الميزانية، نظرا لأن الوثيقة الأساسية ظلت قيد العمل منذ أشهر، وأنها ستعكس على خلاف ذلك الإنفاق على الإنفاق الاتحادي الذي تتخطى صفقة الميزانية الجديدة".

وقد سارعت إدارة ترامب إلى إعادة كتابة طلب ميزانيتها لتعكس اتفاق الميزانية الذي اختتمه الكونغرس حديثا، واضطر أساسا لتقديم رؤيتين للتمويل الاتحادي. ولم يكن لدى مسؤولي مكتب إدارة الشؤون المالية سوى 3 أيام لاتخاذ قرار بشأن كيفية تقسيم مبلغ إضافي قدره 63 مليار دولار من النفقات غير الموفرة للسنة المالية 2019.

ومن المتوقع أيضا أن تضع الخطة نظاما جديدا لمكافأة الأداء للعمال الذين يعتبرون ناجحين، وفقا لتقارير متعددة. والنظام الجديد سيوفر المليارات عن طريق الحد من زيادات الأجور التلقائية.

واختتمت برنار حديثها لـ "الوطن" بالقول ان "ميزانية الرئيس هي مجرد كتاب جميل، من الجيد أن نعرف أين أولوياته، ولكن تلك الأمور التي تحدث فرقاً، لازلنا نجهل ماهيتها".

من جهة أخرى، انكب مجلس الشيوخ الامريكي على مناقشة ملف الهجرة الحساس مع محاولة الديمقراطيين والجمهوريين التوصل الى اتفاق لحماية 1.8 مليون شاب من المهاجرين غير الشرعيين من اجراءات الطرد، فيما يتطلع الرئيس دونالد ترامب "للتوصل لاتفاق" بخصوص التشريع الجديد.

وعرض ترامب اكثر مما طلبه الديمقراطيون بشان تسوية اوضاع المهاجرين المعروفين باسم "الحالمين"، لكنه اشترط لذلك اقتطاعات كبيرة في ملف الهجرة وتمويل جدار ضخم على الحدود مع المكسيك.

وقال ترامب "بدأنا اليوم مباحثات جادة جدا حول داكا"، في إشارة إلى برنامج "الاجراءات المؤجلة للأطفال الوافدين" المعروف اختصارا باسم داكا.

وكان ترامب في سبتمبر الماضي أوقف العمل بالبرنامج الذي سمح لـ690 ألفا دخلوا البلاد خلافا للقانون عندما كانوا اطفالا بالعمل والدراسة بشكل شرعي مع حمايتهم من الترحيل، وأعطى الكونغرس مهلة ستة أشهر أي حتى 5 مارس المقبل من اجل ايجاد حل دائم لهؤلاء.

واضاف ترامب "آمل في التوصل لاتفاق"، مشيرا إلى ان الحزب الجمهوري "يرغب" في التوصل لاتفاق.

وتابع "إذا اراد الديمقراطيون التوصل لاتفاق، فان الامر يعود لهم".

ويقدم مجموعة من النواب المحافظين مشروع قانون الاثنين يتماشى بشكل كبير مع عرض ترامب.

وينص مشروع القانون على مهلة من 10 إلى 12 عاما قبل منح الجنسية لـ "الحالمين" البالغ عددهم 1.8 مليون شخص.

في المقابل، يتضمن مشروع القانون انهاء "قرعة البطاقات الخضراء"، "غرين كارد"، وهو برنامج مستمر منذ 28 عاما لتنويع الأماكن التي يأتي منها المهاجرون، ويحد من الهجرة المرتبطة بلم الشمل.

كما يتضمن تخصيص 25 مليار دولار لتدابير أكثر صرامة بشأن الهجرة منها بناء جدار على الحدود الأميركية المكسيكية كان ضمن وعود الحملة الانتخابية لترامب في العام 2016.