يوسف ألبي

في عالم كرة القدم يعلم الجميع أن اللاعب الناجح والمرغوب فيه لدى الشارع الرياضي والجماهير، لا بد أن يكون جاداً أثناء المباريات وأن يلعب لمصلحة الفريق لا لمصلحة نفسه ورغباته، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، من أجل تحقيق طموحات الجماهير العاشقة للفريق ألا وهو الفوز بالبطولات والإنجازات، وهو الهدف الأسمى لدى العاملين في الفريق من لاعبين والجهازين الفني والإداري والمالك، الذين ينتظرون بفارغ الصبر تحقيق ذلك النجاح.

فاللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا نجم فريق باريس سان جيرمان، لا شك أنه واحد من أفضل اللاعبين في العالم ولا خلاف وجدال على ذلك، ولكن نيمار في شخصيته الكثير من السلبيات والتي تؤثر على مردوده مع الفريق بشكل كبير، فهو واحد من اللاعبين والذي دائماً ما يستعرض ويكون أنانياً في المباريات بشكل مبالغ فيه بهدف أن يحصل على الحصة الأكبر من المديح على حساب الفريق، فالجميع يشاهد ذلك دون استثناء، ففي كثير من الأحيان يكون في موقف مناسب للتسجيل، ولكن بسبب تهوره واستهانته بالخصوم يضيع تلك الفرص وسط ذهول الجميع، على عكس بعض اللاعبين مثل ميسي ورونالدو وليفاندوفسكي وهاري كين وغيرهم من اللاعبين الذين يكونون جادين ولا يعرفون سوى التسجيل أمام المرمى، فحتى لو أضاعوا تلك الفرص الحقيقية للتسجيل، فيكون ذلك من غير قصد أو بعامل الحظ في بعض الأوقات، ولا شك أن الجميع سيساندهم لمعرفتهم جيداً بطريقة لعب هؤلاء اللاعبين، كما أن نيمار في بعض الهجمات يكون لا بد منه تمرير الكرة لزملائه، الذين يكونون في مواقع مهيأة للتسجيل، ولكن بسبب كبريائه وتهاونه اللامحدود لا يمرر الكرة لهم فتضيع الهجمة بطريقة محبطة ومؤسفه، بالإضافة إلى أنه دائماً ما يريد تنفيذ الركلات الحرة وضربات الجزاء ولا يعطي الفرصة لأي لاعب آخر والجميع شاهد ما حدث بينه وبين الأوروغوياني كافاني الهداف التاريخي لباريس في بداية هذا الموسم، فهذه السلوكيات يجب ألا تظهر من لاعب بقيمة نيمار، فهناك أساطير يتنازلون لمصلحة لاعبين آخرون، فرأينا بداية هذا الأسبوع وفي مباراة ريال مدريد أمام ديبورتيفو ألافيس في الليغا تنازل رونالدو عن تسديد ضربة الجزاء لصالح بنزيما في لفتة رائعة من اللاعب البرتغالي، بالإضافة إلى أن الأيقونة ليونيل ميسي نجم برشلونة في الكثير من الأحيان كان يعطي نيمار نفسه لتسديد بعض الركلات الحرة أو الجزاء وغيرها من الحالات المشابهة لذلك.



فتلك الطرق والأساليب التي يتبعها نيمار في مبارياته تخلق نوعاً من العدائية بينه وبين باقي لاعبي الفريق، مما يشكل بعد ذلك عبئاً كبيراً على المدرب، بالإضافة إلى عدم الرضا عليه من قبل جماهير النادي، الذين لا شك سيطلقون صافرات الاستهجان على نيمار، والتي ستؤثر عليه بشكل كبير على أدائه في المباريات، فلذلك يجب على اللاعب البرازيلي التخلي عن سياسته من أجل أن يكون ناجحاً بشكل أكبر فيما تبقى من مشواره الكروي.