بيروت - بديع قرحاني

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، ورئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل البرامج الانتخابية للتيارين إضافة إلى أسماء المرشحين المحتملين للانتخابات النيابية المقررة في 6 مايو المقبل.

واعلن الحريري برنامجه الانتخابي وأسماء مرشحي "المستقبل" على كافة الاراضي اللبنانية في حفل حاشد في قاعة البيال وسط بيروت. وتوجه الحريري بالشكر إلى النواب وأعضاء كتلة المستقبل الذين لم يترشحوا هذه المرة، وذلك على عملهم ومسيرتهم المشرفة في البرلمان، وفي الكتلة النيابية وفي المجال السياسي. كما توجه بالشكر بشكل خاص، الى رئيس الحكومة الأسبق الرئيس فؤاد السنيورة، الذي أعلن عزفه عن الترشح لهذه الدورة الانتخابية وقد وصف الحريري السنيورة "بالرجل الذي أعطى لسنوات طويلة نموذجاً باهراً، عن المشرع، والوزير، ورئيس الحكومة، ورجل الدولة".



واضاف الحريري ان "المرشحين الذين نعلن عنهم اليوم، هم من كل الطوائف، من كل المناطق، من كل الجذور الاجتماعية والثقافية والعملية، بينهم الصبايا والشباب، صغار العمر والأكبر قليلا، و وجوه جديدة، ونواب حاليون يجددون طلب ثقتكم".

وتابع الحريري "جميعهم سيكونون يدا واحدة، في خدمة أهلنا في كل لبنان، في خدمة لبنان، وخدمة مشروع لبنان المستقبل، لبنان الذي نطمح اليه جميعا والذي يليق بكم وبنا.. المرشحون القادمون من النشاط المدني، والاجتماعي، والنقابي، ومن وجع الناس، والمرشحون القادمون من عالم الاعمال، من حقيقة المبادرة الخاصة، والمشاريع الإنتاجية، سيكونون يداً واحدة".

وقال الحريري "سوف يكونون يداً واحدة في الحملة الانتخابية، وسيكونون يداً واحدة بعد الحملة، عندما يدخلون إلى البرلمان بأعداد مشرفة بإذن الله، ليمثلوا تيار المستقبل، وقواعد المستقبل، ومشروع المستقبل، للبنان أفضل. مشروع الشرعية والاعتدال والعيش المشترك، مشروع الدولة التي دستورها ومؤسساتها وجيشها، وقواها الأمنية، وحدها تحمي لبنان، هذا هو الاعلان الانتخابي الوطني، ولكن كل منطقة، وكل دائرة، سيكون لها فريقها من المرشحين، وبرنامجها الخاص، لخدمة المنطقة وخدمتكم.لكن الأهم ان كل واحد وواحدة منا، نحن المرشحين، الذين نتقدم بطلب ثقتكم، أو بطلب تجديد ثقتكم، جميعنا ملتزمون، برؤية تيار المستقبل، وبرؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري للبنان، ولدورنا في لبنان".

واضاف الحريري "مشروع قائم على حماية الامن الاجتماعي والعملة الوطنية، والنهوض بالاقتصاد، لإيجاد فرص العمل للشباب والشابات في بلدنا، مشروع سنأخذه معنا، بدءا من هذا الأسبوع، على ثلاثة مؤتمرات دولية، جمعنا العالم فيها، من اجل حماية لبنان وأمانه واستقراره، وللنهوض باقتصاده و تخفيف الأعباء عنه، ولكي لا تضيع البوصلة، فان صوتكم في هذه الانتخابات، سيكون جوابا، على سؤال بسيط: هل تريدون لهذا المشروع ان يستمر؟ لانه إذا أعطيتم أصواتكم لمرشحي المستقبل، الذين أتوا ليطلبوا ثقتكم اليوم، بكل فخر، وبكل تواضع، تكونون بذلك قد أعطيت أصواتكم لي انا، سعد رفيق الحريري، وأعطيتم بذلك تيار المستقبل ايضا، القرار قراركم، والجواب جوابكم، والتيار تياركم، والمرشحون مرشحوكم، والصوت صوتكم. هذا البلد، يحميه رب العالمين . وامان أهلنا، وسط الحروب والحرائق من حولنا، اتٍ بفضل الله سبحانه وتعالى، ومن بعد رب العالمين، حماية البلد، وأمان البلد، وأمل البلد، ومستقبل البلد، ياتي من القرارات والمواقف والثوابت، التي يمثلها تيار المستقبل، ومشروع المستقبل. لقد حمى رفيق الحريري البلد بدمه، فليس كثيرا علينا ان نحميه نحن بأصواتنا، وكل صوت تعطوه في هذه الانتخابات، للمرشحين على لوائح المستقبل، هو صوت، لرفيق الحريري أولا، ولاستمرار مشروع رفيق الحريري، وهو صوت لسعد الحريري، وصوت للبنان، لاستقرار لبنان، لاقتصاد لبنان، لسيادة لبنان، ولعروبة لبنان. وجئت لاقول لكم: من يحب سعد، عليه ان ينتخب لوائح المستقبل اينما كانت، وفي كل الدوائر، من يريد ان يصوت لسعد، عليه ان يصوت لمرشحي المستقبل، للوائح المستقبل، ويجعل من صوته، يوم الانتخاب، الخرزة الزرقاء التي تحمي لبنان".

وأوضح الحريري ان "هذا الإعلان ليس اعلانا للوائح، فاللوائح ستُعلَن لاحقا في كل دائرة، هذا إعلان لمرشحي تيار "المستقبل"".

يأتي اعلن رئيس الحكومة اللبنانية اللبنانية لأسماء مرشحي تيار "المستقبل" وسط انشقاق لعدد من عناصر ومؤيدي التيار الذين لم يحبذوا استبدال نواب حاليين بآخرين حتى وصل الامر ان النائب في "تيار المستقبل" كاظم الخير في منطقة المنية والذي تم استبداله باخر ان وصف ما قام به الحريري بـ "الخيانة" وقد عدد من مناصري تيار المستقبل في هذه المنطقة استقالتهم من التيار، فيما علق النائب السابق مصباح الاحدب رئيس حركة "الاعتدال المدني"، "خيانة الرئيس الحريري للنائب كاظم الخير بقوله "لا تفاجئنا، فسبق له ان خاننا وخان كل من وقف الى جانبه وسانده، وخان ثقة الشعب وباع البلد في سوق التسويات والصفقات الرخيصة، الانتخابات قريبة والشعب سيحاسب كل من خانه". وبالإشارة إلى تيار "المستقبل"، فقد استبدل 16 نائباً من النواب الحاليين للتيار بآخرين لهذه الدورة، وقد فسرها بعض المحللين بان "كل من عارض الحريري في تسويته السياسية مع رئيس الجمهورية ميشال عون قد تم استبعاده، وان الحريري أراد ان يمسك بزمام الأمور داخل تياره ولن يسمح بعد اليوم بمعارضته"، في وقت تشير معظم استطلاعات الرأي ان "التيار سيخسر العديد من مقاعده سواء على المستوى السني او المسيحي"، فيما غرّد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، على حسابه الخاص عبر "تويتر"، قائلا "وبدأ اعلان اللوائح في اسبوع الحسم. بعض المرشحين جدد يبدو والاخر متجدد ومنهم من صدق فيهم قول الشاعر "كجلمود صخر حطه السيل من علِ".

اما حزب "الكتائب" فقد أكد رئيس الحزب، النائب سامي الجميل، انه "لا يمكنهم القبول بالتراجع عن سيادة لبنان المطلقة وحياده"، لافتا الى أن "حياد لبنان هو الممر للاستقرار وليس الاستسلام للسلاح وللتجاوزات على حساب وطنهم واستقراره". وقال خلال اطلاق "حزب الكتائب" برنامجه الانتخابي، تحت عنوان "نبض التغيير"، "لم نخف ان نتحدث عن حق في القانون، الزواج المدني الاختياري وحق المراة باعطاء الجنسية لاولادها، هذا المشروع فيه ابداع ولكن كل شيء يبقى شعارات اذا لم يكن هناك رجال يحققون هذا المشروع، ولقد برهنا على مدى سنوات اننا قادرون ان نلتزم بما نعد به، الشخص الواحد احيانا يعمل الفرق، هناك اشخاص ياخذون الامور بصدرهم ويخاطرون بحياتهم ولا نتحدث عنهم، اريد ان اتحدث عن جان العلية الذي اوقف صفقة العصر، ومثلما حافظ على الدولة بمكانه نريد من كل نائب ان يكون جان العلية لانه الحد الفاصل بين دولة المزرعة ودولة القانون".

وأضاف "نطلب منكم إعطاءنا ثقتكم لنحقق مشروعنا. هذه الانتخابات هي انتفاضة الراي العام ونقول لكل انسان ان الشعب اللبناني يحاسب وهو ليس في جيبه احد، هذه الانتخابات هي انتفاضة الرأي العام على الخطأ والتبعية في وجه كل سياسي يعتبر نفسه فوق المحاسبة ولا يؤمن بالراي العام. نحن نطلب من الناس أن تختار بين نهجنا ونهجهم".

وسأل هل كل شيء مسموح في السياسة في 2018؟ التخلي عن السيادة وعن تضحيات الشهداء مسموح؟ وهل التقلب بالمواقف والفساد مسموح؟ وهل الاستخفاف بالملف الاقتصادي مسموح؟ هل افقار الناس وتدمير بيئة لبنان مسموح؟ عندما نقبل بأن تكون هذه الأمور مسموحة نكون كل شيء الا كتائب. لقد اخذنا خيار المواجهة وهو خيار مكلف". وتوجه إلى كل رجل وامرأة، قائلاً "مستقبل لبنان بين ايديكم ولا يوهمنكم أحد أن الأمر أكبر منكم، والقرار بيدكم باختيار القرار الصح والانتفاضة على هذه الممارسة وانتم قادرون ان تقلبوا كل التوقعات، نخوض معركة ضد كل انظمة الدولة التي تستغل في الحملات الانتخابية وضد معركة انتخابية كبيرة، نحن لا نركض وراء منصب أو مقعد أو نيابة، وسنخوض هذه المعركة إلى جانب كل من يشبهنا، هذه المعركة معركة مستقبل لبنان، نحن نتسلح بالحقيقة، واعدكم اننا سنذهب بمعركتنا الى النهاية ولن نتراجع ولن نساوم وسننتصر".