صنعاء - سرمد عبدالسلام

أكدت مصادر يمنية أن "المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفتث عقد لقاء مع زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، مساء الأربعاء، هو الأول له منذ توليه مهمته الجديدة في اليمن، مضيفة أن "المبعوث الأممي اشترط على الحوثي تسليم الجماعة المتمردة الأسلحة الثقيلة من أجل ضمان نجاح المفاوضات والعملية السياسية مستقبلا".

وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ "الوطن" أن "وحدة خاصة من جهاز الاستخبارات التابع للميليشيا تولت تأمين اللقاء بسرية تامة، حيث جرى نقل المبعوث الأممي على متن سيارات رباعية الدفع نحو إحدى المناطق في صعدة حيث يتواجد عبدالملك الحوثي في ظل إجراءات أمنية سرية ومشددة".



وأشارت المصادر إلى أن "أعضاء الفرقة الاستخباراتية المكلفة بالمهمة طلبت من المبعوث الأممي ترك هاتفه الخاص وساعة اليد وأشياء أخرى في مكان إقامته كنوع من الاحتياطات الأمنية، قبل أن تقوم بمرافقته على متن 3 سيارات رباعية الدفع نحو صعدة معقل المتمردين شمال اليمن". وقالت المصادر إن "اللقاء الذي جمع زعيم المليشيا بالمبعوث الأممي استمر قرابة ساعتين ونصف.

وأوضحت المصادر أن "المبعوث الدولي نقل للحوثي استياء أمين عام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام من استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية صوب الأراضي السعودية وأن هذا الأمر يجب أن يتوقف من أجل المساعدة في تسوية أرضية مناسبة لبدء جولة جديدة من مفاوضات السلام، من شأنها إيقاف الحرب التي تسببت في مآسي إنسانية كبيرة تثير قلق المجتمع الدولي، كما أبلغه بأن تسليم السلاح الثقيل الذي بأيدي الجماعة يعتبر شرطا أساسا لنجاح المفاوضات، والعملية السياسية مستقبلاً".

بدوره، رحب الحوثي بالمبعوث الأممي الجديد متمنياً أن يكون له دور إيجابي وفعال في وقف الحرب، ولم يتردد الحوثي في شن هجوم شرس على المبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، متهماً إياه بعدم الحيادية خلال فترة عمله.

وأبدى الحوثي استعداده للدخول في مفاوضات جادة مقابل وقف الغارات الجوية وفتح الموانئ والمطارات اليمنية التي يسيطر عليها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية.

وتطرق الحوثي في حديثه إلى العمليات الإرهابية التي تبناها تنظيم الدولة "داعش" في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الشرعية ومنها عدن وشبوة وحضرموت خلال الـ 24 ساعة الماضية، في مقابل مزاعمه حول النجاح الكبير الذي تحققه الأجهزة الأمنية التابعة للمتمردين في مناطق نفوذها رغم المهرجانات الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال السنوات الثلاث الماضية ومنها الاحتشاد الأخير في ميدان السبعين في 26 مارس الجاري والذي أقيم بعد يومين من وصول المبعوث الدولي إلى صنعاء، في رسالة مبطنة منه إلى أن جماعته ستكون شريكا يعتمد عليه في محاربة تنظيم الدولة "داعش" والتنظيمات الإرهابية.

لكنّ مراقبين سياسيين قالوا إن "الأمر ينظر إليه بريبة حيث يدل ذلك على تنسيق بين المتمردين و"داعش"، مشيرين إلى أن "الحوثي يحاول من خلال هذا الحديث إرسال إشارات مطمئنة لبعض الدول الكبرى من خلال إصراره على التطرق لهكذا مواضيع في أول لقاء له مع المبعوث الأممي".

وذكروا أن "تنظيم "داعش" كثف من عملياته الإرهابية في مناطق الشرعية اليمنية مؤخراً بالتزامن مع الضغوط الكبيرة التي تمارس على على القوات الشرعية من أجل وقف الحرب والانخراط في مفاوضات سياسية تضمن مكاناً مناسباً للحوثيين فيها بحسب تصريحات سابقة ومتطابقة لمسؤولين أوروبيين مؤخراً".

وقالت المصادر إن "المبعوث الأممي أعرب عن استيائه من الممارسات القمعية التي تمارس بحق أفراد حزب المؤتمر الشعبي العام، غير أن زعيم الحوثيين رفض الاتهامات وأكد أن جماعته أحبطت مؤامرة صالح الذي كان يستهدف الفتك بجماعته مؤكدا أنه ورغم ذلك فإن الحوثيين حاولوا لملمة الجراح التي تسببت بها أحداث ديسمبر وفتحت ذراعيها مجددا لقيادات المؤتمر من أجل فتح صفحة جديدة من الشراكة بينهما، على حد زعمه".

ويأتي اللقاء بعد أقل من 72 ساعة على قيام ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بإطلاق 7 صواريخ باليستية على مناطق متفرقة في المملكة العربية السعودية جرى اعتراضها من خلال منظومة الدفاع الصاروخية التابعة للقوات السعودية.

وكان المبعوث الدولي الجديد مارتن غريفتث قد وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء السبت الماضي في زيارة استهلها بلقاء قيادات حوثية وأخرى في حزب المؤتمر الشعبي العام، وبعض المكونات الأخرى في إطار مساعيه الرامية للبحث عن سبل من شأنها الدفع بعملية سلام جديدة لإيقاف الحرب في اليمن والتي دخلت منذ أيام عامها الرابع.