* واشنطن أبلغت الفصائل المعارضة جنوب سوريا بألا تتوقع دعماً عسكرياً منها

* "سوريا الديمقراطية" تعلن "الطوارئ" في الرقة تحسباً لهجمات من المتشددين

* الأردن يؤكد أنه ليس قادراً على استقبال مزيد من اللاجئين السوريين



دمشق - رامي الخطيب، وكالات

لليوم السادس على التوالي، تستهدف الطائرات الحربية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد محافظة درعا جنوب سوريا لتودي بحياة المزيد من المدنيين، وذلك في إطار الهجوم العسكري المستمر لقوات النظام في منطقة تحظى بأهمية استراتيجية، حيث استمرت الحملة الشرسة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على المنطقة الجنوبية وتدخل الطيران الروسي لأول مرة في المعارك ليقصف عدة قرى في الريف الشرقي لدرعا وأهمها بصر الحرير ما أدى إلى خروج مشافٍ عن الخدمة بينها مشفى البلدة جراء قصفه من الطيران وكذلك مشفى بلدة الحراك على موقع مقتل 5 مدنيين جراء القصف العنيف.

وأصدرت غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" التي تضم كافة فصائل المعارضة في درعا بيانا حول معارك الأحد قالت فيه: "مع ساعات الصباح الأولى استكملت عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية مدعومة بغطاء جوي من طائرات الاحتلال الروسي عملياتها العسكري بغية السيطرة على منطقة اللجاة وأنى لها ذلك فاللجاة عصية. وقد عملت غرفة العمليات المركزية في الجنوب على استخدام تكتيك عسكري يقضي بالتراجع للخطوط الخلفية في محور جدل ومن ثم شن هجوم معاكس من عدة محاور أسفر عن استعادة السيطرة على محور جدل بالكامل موقعا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوف العدو. غرفة العمليات تؤكد تماسك جبهاتها ومتانتها، والآن تدكّ مواقع العدو بالرمايات العسكرية بمختلف أنواع الأسلحة".

كما أصدرت "العمليات المركزية"، قائمة بقتلى قوات الأسد تضمنت 6 مقاتلين بينهم ضابطين قتلوا في اشتباكات الأحد في منطقة اللجاة.

في سياق متصل أكدت الولايات المتحدة التي حذرت مرارا قوات نظام الأسد من شن حملة عسكرية على الجنوب وطالبته باحترام اتفاقية خفض التصعيد، أنها لن تتدخل في الصراع في الجنوب وقد جاء في نص الرسالة الأمريكية التي أرسلت إلى قادة الجيش السوري الحر "لا ينبغي أن تبنى قراراتكم على افتراض تدخل عسكري من جهتنا".

من جانبه، نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان الأنباء التي نشرتها روسيا حول انشقاقات في صفوف الجيش الحر والتحاقهم بقوات نظام الأسد حيث اصدر المرصد بيانا قال فيه "المرصد السوري ينفي الأكاذيب الروسية بأن هناك انشقاقات حصلت في صفوف المعارضة في ريف درعا الشرقي، وعدد الغارات الروسية منذ مساء السبت وحتى اللحظة ارتفع لنحو 70 غارة جوية روسية، بينها على الأقل 43 غارة جوية منذ منتصف الليل وحتى اللحظة، ولا صحة لسيطرة النظام على بصرى الحرير أو جدل، وكل ما سيطر عليه النظام هو 4 قرى فارغة لا تواجد لأي فصيل أو مدنيين بداخلها".

وتشهد محافظة درعا منذ الثلاثاء تصعيداً عسكرياً تمثل بتكثيف قوات النظام قصفها للريف الشرقي لهذه المحافظة حيث حققت تقدماً، ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في منطقة تسيطر على أجزاء واسعة منها فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأمريكي الأردني.

ومع استمرار التوتر، حذر الأردن الذي له حدود مشتركة مع سوريا، من أنه لن يستقبل المزيد من اللاجئين لديه. كما أبلغت واشنطن الفصائل المعارضة ألا تتوقع تدخلاً عسكرياً أمريكياً إلى جانبها، وفق ما قال قيادي في احد الفصائل.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد مقتل 5 مدنيين في "قصف جوي روسي" استهدف بلدات الحراك والصورة وعلما في ريف درعا الشرقي.

وارتفعت بذلك حصيلة قتلى الغارات في درعا منذ الثلاثاء إلى 25 مدنياً.

وتشارك طائرات حربية روسية منذ ليل السبت، وللمرة الأولى منذ عام، في شن غارات ضد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد دعماً لقوات النظام.

وطال "القصف الجوي الروسي على الحراك"، وفق عبد الرحمن، منطقة يقع فيها أحد مشافي البلدة، ما تسبب بأضرار أخرج هذه المنشأة الطبية موقتا عن الخدمة إلى حين أعادة تجهيزها.

وترد الفصائل المعارضة باستهداف مناطق سيطرة قوات النظام في درعا والسويداء المجاورة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، الأحد باستهداف الفصائل لمدينة السويداء وقرية الدور ما أدى إلى مقتل طفلة.

وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 % من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية.

وخلال 6 أيام من الاشتباكات عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، تمكنت قوات النظام من السيطرة على أربع قرى.

ووثق المرصد نزوح أكثر من 12 ألف مدني جراء الاشتباكات غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب.

وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على كامل العاصمة ومحيطها، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية.

وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. ويحضر مستقبلها في محادثات تدور بين روسيا الداعمة لدمشق، وبين الولايات المتحدة وأيضاً الأردن وإسرائيل.

وفي عمان، قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، جمانة غنيمات، إن "القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة".

ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1.3 مليون.

بدورها، أبلغت واشنطن الفصائل في رسالة إنها لن تتدخل عسكرياً في الجنوب، وفق ما قال قيادي في احد الفصائل.

وجاء في الرسالة التي كتبت باللغة العربية "لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا".

ولم يصدر اي تعليق من واشنطن على الرسالة.

وقال القيادي في الفصيل ان "محتوى الرسالة "هو" أن أمريكا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، أي ما معناه دافعوا عن أنفسكم"، موضحاً أن الرسالة جاءت كـ"توضيح وليست رداً على طلب من الفصائل".

وأكدت واشنطن في رسالتها أنها لا تزال "تنصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري".

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال إن هناك خيارين أمام الفصائل إما "المصالحة" أو الحسم العسكري.

وتعد محافظات الجنوب إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أمريكية أردنية في يوليو الماضي.

وكانت قوات النظام سيطرت على منطقتي خفض تصعيد خلال الأشهر الماضية هما الغوطة الشرقية وريف حمص "وسط" الشمالي، ولم يبق بين المناطق الأربع سوى جنوب البلاد ومحافظة إدلب "شمال غرب".

وفي شمال سوريا، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الأحد حالة طوارئ ومنعاً للتجول لـ48 ساعة في مدينة الرقة.

وقالت "قوى الأمن الداخلي في الرقة" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في بيان إن الإجراءات تأتي بعد حصولها على "معلومات تفيد بدخول مجموعات إرهابية تعمل لصالح مرتزقة داعش" إلى المدينة.

ومنذ طرده من الرقة، شنّ تنظيم الدولة "داعش"، بضعة هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية في محيط المدينة.

ودخل حظر التجول حيز التنفيذ عند الساعة الخامسة "02:00 ت غ" على أن ينتهي الثلاثاء عند الخامسة صباحاً.

وأوضحت قوات سوريا الديمقراطية أن الإجراءات "تستهدف أوكار الإرهاب و المجموعات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار داخل المدينة".

وأفاد المرصد السوري بأن السبب الأساسي خلف هذه الإجراءات هو وضع حد لـ"لواء ثوار الرقة"، إحدى المجموعات المسلحة التي حاربت إلى جانبها سابقاً.

وأورد أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت حتى عصر الأحد من اعتقال قائد الفصيل وأكثر من 150 من عناصره.