فاطمة الشيخ

الأضاحي أو "الحية بية" كما يسميها أهالي مملكة البحرين باللهجة العامية الدارجة، وهي عبارة عن سلة تصنع من سعف النخيل ويزرع بداخلها بذور الشعير أو الماش أوالحلبة، و تستخدم نشارة الخشب كسماد لها، تلك العادة الشعبية التي توارثها أبناء البحرين جيلاً بعد جيل، لإعلان الفرحة بحلول يوم عرفة وبقرب عودة حجاج بيت الله الحرام بعد تأدية مناسك الحج.



طالب الباحث البيئي شبر إبراهيم الوداعي: لنرجع "الحية بية" بالشكل التقليدي الذي اعتاد أجدادنا على صنعه للأطفال، فبعد أن طال التطور ذلك التقليد الشعبي الذي يمارسه أبناء البحرين في عيد الأضحى المبارك، برمي "الحية بية" في البحر، بعد أن كانت تصنع من سعف النخيل أصبحت تصنع من مواد غير قابلة للتحلل كالعلب المعدنية والأصيص البلاستيكي المضر بالحياة الفطرية، ويشوه المنظر الحضاري لسواحلنا.

أكد عبد الحسين ضيف "رئيس اللجنة الأهلية": يرتاد ساحل قرية دمستان مايقارب الألف فرد خلال أيام عيد الأضحى المبارك من أبناء القرية وقاطنيها والمناطق المجاورة، وتحرص بشكل خاص الأمهات على نقل عادة رمي "الحية بية" لأبنائهم وتعليمهم المغزى من تلك العادة الشعبية التقليدية، إلا أن تلك العادة لم تبق كما كانت في الماضي مما يخلف الأطنان من الأوساخ والأضاحي المتكدسة على الساحل.



وأضاف ضيف: وبعد إنقضاء المناسبة ننظم حملة تطوعية، و تتعاون معنا الفرق التطوعية التي يكون غالبيتها فرق تطوعية من الجاليات الأجنبية، و بالأخص الجالية الفلبينية، فيصل عددنا قرابة 60 شخصاً، لا ننسى أيضاً تعاون شؤون البلديات معنا فهي تمدنا بالحاويات اللازمة للتخلص من أطنان المخلفات و"الحية بية"، و توفر لنا المعدات التي تلزمنا في التنظيف كـ"جرار شيول"، كما يشاركنا بعض مرتادي الساحل من أبناء القرية .

وتابع: نسعى كلجنة أهلية للمحافظة على جمالية ساحل دمستان، فقد تضامن أهالي القرية لدفع مبالغ رمزية لاستمرارية تطوير الساحل ليخدم أهالي القرية والقرى المجاورة، إلا أن مساعي أبناء القرية متواضعة، فالساحل تلزمه بنية تحتية وخدمات، إذ لا يوجد في الساحل شارع مرصوف ولا حتى دورات مياه، كما أن الأنارة الحالية أهالي القرية من قام بتوفيرها حيث قاموا باستئجار "جنريتر" مشغل كهرباء مؤقت تبلغ كلفة إستئجاره 40 ديناراً في الأسبوع الواحد لإنارة الساحل.



ذكر حسن إبراهيم إبراهيم "عضو لجنة ساحل المالكية": يبلغ الساحل ذروته بمرتاديه في أيام عيد الأضحى المبارك، أي مايقارب 3 آلاف شخص، و بالأخص الجاليات الأجنبية التي تشاركنا فرحة العيد، المتمثلة في رمي الحية بية في البحر التي ترافقها ترنيمات الأطفال للإغاني الشعبية التي تقال عند رمي الحية بية منها:

يا حيتي يا بيتي

راحت حيه

وجات حيه

يا حيتي

غديتج وعشيتج

يوم العيد لا دعين علي

مع السلامة يا حييتيه.

كما يتواجد على ساحل المالكية العديد من الألعاب و عربات الطعام المتنقلة التي تقدم شتى أصناف المؤكولات التقليدية الشعبية و والحديثة منها، إلا أن تلك البهجة والفرحة لاتدوم على من يرتاد ذلك الساحل في صباح اليوم الذي يعقب أيام عيد الأضحى، حيث يكون الساحل في أبشع صوره تغطي رماله المخلفات وتتراكم على ضفاف ساحله أكوام متراكمة من الحية بية.

أكمله: البلدية لم تقصر في التنظيف، ولكن أمسى بعض مرتاديه يفتقرون لثقافة النظافة، فمنهم من يأكل ويترك مخلفات أكله ومنهم من يترك فحم الشواء مشتعلاً ويغادر،و البعض لا يستخدم دورات المياه بالشكل اللائق، فالبلدية تعيد صيانة المرافق إلا أن المرافق تتلف من قبل مرتاديها في أقل من شهر.