* سفير الإمارات بلبنان: مقبلون على قمة اقتصادية.. كيف يشارك لبنان دون حكومة؟

* وليد جنبلاط : المختارة خط أحمر

بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)



أكد قيادي بارز في "تيار المستقبل"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أن "سنة "حزب الله" لن يطأوا بيت الوسط في بيروت"، في إشارة إلى مقر إقامة الحريري، وذلك تعليقا على تكرار سنة "حزب الله" معزوفة طلب اللقاء مع الحريري.

وتساءل القيادي في "تيار المستقبل"، "كيف يمكن للرئيس المكلف أن يستقبل مجموعة نواب وهناك في صفوفها من يتهمه بالعمالة للمحور الأمريكي الإسرائيلي. أشخاص من هذا المستوى لن يطأوا بيت الوسط"، في إشارة إلى مقر إقامة الحريري.

في غضون ذلك، رفع النواب المستقلون السنّة من سقف خطابهم بعد جرعات دعم تلقوها في اليومين الماضيين من تصريحات لمسؤولين في "حزب الله" اللبناني، على رأسهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، في حين لم يصدر أي موقف من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أو مقربين منه، بانتظار ما ستصل إليه مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل لإيجاد حل لمعضلة توزير سنّة "حزب الله".

وبينما يبدو الوضع الحكومي مجمداً حتى إشعار آخر، وبعد رفض الحريري استقبالهم، أعلن "اللقاء التشاوري" الذي يضم النواب السنة "عن سحب التنازل لجهة عدم اختيار الحقيبة التي سيتولاها الوزير الذي سيمثلهم". وقال النائب فيصل كرامي، "بعد رفض الحريري لقاءنا، نؤكد للمرة الثالثة على طلب الموعد، لأن لا حكمة بالرد على السلبية بسلبية مماثلة، تاركين للحريري حرية اختيار الموعد المناسب"، لافتاً إلى أن "المسألة سياسية ودستورية وليست شخصية مع الحريري، والمبادرة إلى طلب الموعد هو تنازل بالشكل من قبلنا".

ونقلت "المركزية" عن مصادر سياسية، أن ""حزب الله"، لن يغير موقفه إزاء العقدة السنية، ويستفيد من المطلب الذي يرفع لواءه أعضاء اللقاء التشاوري، لمنع العهد والدائرين في فلكه من الحصول على الثلث المعطل في الحكومة المقبلة. ذلك أن الجميع، بمن فيهم الحزب، يجرون حسابات حكومية ذات طابع استراتيجي بعيد المدى، معتبرين أن الفريق الوزاري العتيد من المفترض أن يعمر حتى الانتخابات النيابية المقبلة، بحسب المصادر.

ولفتت المصادر إلى أن "الحزب قد لا يسمح للرئيس عون وفريقه، بأن يمسك بورقة الثلث المعطل التي تتيح له تحكماً شبه مطلق بالحكومة". ولم يغب عن بال المصادر التذكير بأن العلاقة على خط رئاسة الجمهورية - "حزب الله" ليست في أفضل حالاتها، بدليل التسريبات الإعلامية عن لقاء "عاصف" جمع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بباسيل، عشية خطاب نصر الله الأخير، إضافة إلى اعتراض عون العلني على تمسك "حزب الله" بمطلب توزير السنة المعارضين.

وعلى خط "تيار المستقبل"، قال مصدر قيادي في التيار للمركزية، تعليقاً على تكرار سنة "حزب الله" معزوفة طلب اللقاء مع الحريري: "كيف يمكن للرئيس المكلف أن يستقبل مجموعة نواب وهناك في صفوفها من يتهمه بالعمالة للمحور الأمريكي - الإسرائيلي. أشخاص من هذا المستوى لن يطأوا بيت الوسط"، في إشارة إلى مقرّ إقامة الحريري.

وبدا واضحاً تمسك "التيار" بالحصول على الثلث المعطل في الحكومة، وذلك في تغريدة للنائب سليم عون قال فيها: ما ذنبنا، فخامة الرئيس، ونحن، إذا كان حقنا وحجم تمثيلنا، يتجاوز ثلث الحكومة؟ كما أشار وزير الاقتصاد رائد خوري، وهو من حصة عون، في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، إلى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون كان دائماً "بي الكل" و"أم الصبي" وأم البلد بكامله". واعتبر "أنه أكثر من يعاني من الشلل الحاصل على صعيد تشكيل الحكومة فهو المتضرر الأول، لأن هذا العهد هو عهده.. وسيسعى كما فعل دائماً لإيجاد الحلول المناسبة". ونفى علمه من أي حصة سيمثل السنة المستقلون.

في حين اعتبر النائب المقرب من القوات اللبنانية زياد حواط، أن ""الطائف" في خطر، ولبنان الرسالة والميثاق والعيش المشترك مهدد بالسقوط. كفى أجندات إقليمية ودولية، عودوا إلى الدستور"، غرّد عضو كتلة بري النائب علي خريس قائلاً: ما يتوجب علينا اليوم جميعاً أن نتخلى عن الأنانيات والحصص، وأن تتضافر الجهود لكي نبني وطناً يليق بهذا الشعب الصامد المجاهد لكي ينعم بالأمن والأمان سياسياً وأمنياً واجتماعياً وبيئياً على مساحة كل لبنان".

من جهته، أدى المفتي دريان صلاة الجمعة في جامع محمد الأمين وسط بيروت مع لفيف من قضاة الشرع والعلماء، ولدى خروجه من المسجد تجمهر حوله عدد كبير من المصلين، معلنين رفضهم التطاول على الرئيس المكلف سعد الحريري. وقال مفتي الجمهورية، "من المعيب ما يحصل اليوم بحق رمز وطني كبير من رموز الوطن، وهو الرئيس سعد الحريري لما يتعرض له من حملات افتراء وتجريح وتشويه وتضليل تشن عليه لأهداف سياسية بامتياز، ومعروفة الغايات والمقاصد، لإعاقة دوره الوطني الذي يتزامن مع مساعيه المكثفة لتشكيل الحكومة العتيدة ضمن الأطر الدستورية والقانونية التي نص عليها الدستور. وأي كلام أو موقف خارج النظام العام والدستور لن يكون في مصلحة الوطن والمواطن".

ودعا دريان "جميع اللبنانيين إلى الترفع إلى مستوى المسؤولية الوطنية والتحلي بتغليب اقصى درجات الحكمة والوعي والهدوء والتبصر والكلمة الطيبة والارتقاء إلى مستوى المرحلة التي يمر بها لبنان وعدم الانجرار وراء دعاة الفتن وتجنب افتعال المشاكل، لأن لبنان أكبر من هذه الصغائر التي يفتعلها المحرضون والتي من شأنها تفاقم الأوضاع في الشارع"، واكد "أن دار الفتوى كانت وستبقى دار الثوابت الإسلامية والوطنية الحريصة على وحدة الصف الإسلامي والوطني وعروبة لبنان لمواجهة التحديات المستمرة ضد أبنائه"، داعياً "المعنيين إلى حسم خيارهم لمصلحة إنجاز الاستحقاق الدستوري بتأليف الحكومة لتقوم بواجباتها لخدمة الناس ومواكبة التعاطف الدولي الداعي للحرص على استقرار لبنان وأمنه في ظل مؤسساته الدستورية".

من جهته، اعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن "حملات التشهير والتزوير وصلت إلى حدود الشغب والتحدي على طرقات الجبل، انني اشكر الجيش الذي فتح الطرقات واعتقل المشاغبين لكنني أوضح بان المختارة خط أحمر أياً كانت الموازين الإقليمية".

وتابع جنبلاط "من جهة أخرى، وفي مجال النفقات، أوقفوا كل إنفاق غير مجد لكن معاشات الجيش هي أيضاً خط أحمر".

في سياق متصل، وخلال جولة لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان د. حمد الشامسي في منطقة الشمال، قال إن "الإمارات تسعى دائماً إلى إرساء التوافق السياسي ولم الشمل في لبنان الذي يمر بمرحلة صعبة". وتابع "يجب الوقوف إلى جانب رئيس الحكومة المكلف، وأن يدرك جميع اللبنانيين مصلحة بلدهم ويتوصلوا إلى تشكيل حكومتهم، خصوصاً أننا مقبلون على قمة اقتصادية عربية فكيف للبنان أن يشارك بفعالية وهو من دون حكومة".