أقام مجلس الدوي بحالة بوماهر بمدينة المحرق أمس أول ندوة بعد عودة النشاط المجتمعي بعنوان (التنوع الثقافي بمملكة البحرين ودوره في صنع الهوية الوطنية) قدمتها الدكتورة هدى المطاوعة خبيرة الاعلام الثقافي و الاستراتيجي والتنموي، وأدارتها الصحفية منى المطوع، شهد الندوة حضور كبير من المهتمين بالمجالات الثقافية والاجتماعية، وفي نهاية الندوة دارت حوارات ومناقشات كثيرة حول ما طرحته مقدمة الندوة.

وفي بداية الفعالية قدمت الاعلامية منى المطوع طرفا من السيرة الذاتية للمتحدثة ومراحل دراستها المختلفة ودرجاتها العلمية والأكاديمية وتخصصها المهني واسهاماتها في الكثير من المجالات الوطنية والمجتمعية والسياسية والثقافية، وأشارت إلى عضوية د. هدى المطاوعة في الكثير من المؤسسات التي تعنى بالأدب والثقافة والإعلام، وما قدمته من أفكار وتطلعات اسهمت مع جهود الآخرين في تطور مملكة البحرين.



في استهلالية الندوة قدمت د. هدى المطاوعة شكرها وتقديرها لصاحب المجلس الأستاذ إبراهيم الدوي، ثم قدمت سردا تاريخيا للتنوع الحضاري والثقافي والبشري في البحرين منذ الحضارات القديمة متطرقة في هذا الجانب إلى ملحمة (جلجامش)، حيث أشارت إلى موقع البحرين الجغرافي الذي جعلها مكان اهتمام شعوب العالم خاصة البحارة التجار الذين كان يمرون ببحر الخليج العربي والوصول إلى الأسواق البحرينية التي اشتهرت بتنوعها وثرائها الاقتصادي، مرورا بالحقب الزمنية المختلفة حتى العهد الاصلاحي الميمون، وما حدث فيه من تطور وازدهار في المجتمع بكافة مناحيه، لذلك فالبحرين منذ الأزل مكان للتنوع الثقافي والبشري ومن خلال تبيانها لأسباب التنوع بشكل عام تطرقت د. المطاوعة إلى الأسباب التي تؤدي بالناس إلى الهجرة من بلدانهم إلى بلاد أخرى يجدون فيها فرص العمل والاقامة وممارسة الهوايات المختلفة، ومن ثم يبحثون عن الطريقة التي يتميزون بها عن الآخرين حتى يحظوا بالقبول في البيئة الجديدة، ومن ثم يعيشوا في مستوى أفضل مما كانوا يعيشون به في بلدانهم الأصلية، خاصة وان ربما يكون من بينهم من يملك رؤية جديدة ربما لا تكون موجودة في المجتمع الجديد.

وتطرقت المتحدثة إلى الهجرات البشرية إلى البحرين من اليمن والإمارات عندما اسمها (إمارات الساحل المتصالح) وعُمان والكويت بحكم علاقات العمل في ذلك الوقت، ومن بينها الأسر ذات الطابع التجاري التي ارتبطت بأسر وضعها الاقتصادي أفضل، ولافتة إلى وجود أسر جاءت إلى البحرين لتحسين أوضاعها وبدأت من الصغر وكانت تقوم بالأعمال المتواضعة خاصة في الفترات الاقتصادية الصعبة التي طرأت على البحرين من كواراث طبيعية أو التي نتجت عن الحروب العالمية والمجاعات والأمراض مثل الملاريا والطاعون، متطرقة إلى الكساد الاقتصادي الذي ضرب المنطقة الخليجية والحالة النفسية التي عايشها انسان الخليج في تلك الفترة.

وفي الجزء الأخير من الندوة تطرقت المتحدثة د. هدى المطاوعة إلى التنوع في البحرين وتأثيره الكبير على المجتمع في ثقافته وتقاليده الراسخة وفي أجيال الجديدة بما يحفظ الهوية الوطنية، وفي الختام جددت المطاوعة شكرها الجزيل لصاحب المجلس مُعبرة عن سعادتها بالحضور الكبير والمداخلات والمناقشات الواعية، ثم تقدم صاحب المجلس بتكريم المتحدثة ومقدمة الندوة والتقطت الصور التذكارية.