صدر العدد الجديد 57 من «مجلة الثقافة الشعبية»، لصيف 2022، مفتتحاً بقلم رئيس التحرير علي عبد الله خليفة، الذي تناول «منظمات التراث الثقافي العالمي وفن الممكن»، عارضاً للاجتماع الذي عقده الاتحاد الإيطالي للفنون الشعبية، بمشاركة وفد من مملكة البحرين، ممثلاً عن «المنظمة الدولية للفن الشعبي»، برئاسة علي عبد الله خليفة، إذ خلص الاجتماع إلى «ضرورة تشجيع الحوار بين الثقافات والتقريب بين الشعوب من خلال تشجيع الفرق الوطنية والأهلية للمشاركة في المهرجانات الدولية لتعزيز التعارف والتفاهم وخلق حوارات وصداقات شخصية وتعاون جماعي مشترك».

وتصدر العدد مقالاً لمدير التحرير ورئيس الهيئة العلمية الدكتور محمد النويري، تناول فيه «الحكاية الشعبية ما كان وما ننتظر أن يكون»، متطرقاً لأهمية دراسة الحكاية الشعبية، التي لا تقتصر دراستها على اختصاصٍ بعينه، «ذلك أن الخصائص التي تسمها جعلت منها كونا آسراً يتجاوز لحظة الحكي. لذلك كانت مدار اهتمام مشاغل فكرية ومعرفية عديدة، لسانية وعرفانية وسردية ودلالية وأدبية»، وذلك انطلاقاً من كون الحكاية «ليست مجرد نص. وإنما هي في الأساس شفاهية ومقام وسياق وسينوغرافيا وإخراج وأداء».

وانطلاقاً من باب (آفاق)، تنطلق الدراسات في التطرق لمختلف النطاقات التي تعنى بالثقافة الشعبية، حيث تناول الدكتور فرج الفخراني بالدراسة «(محلنة) الطرز الفرعية في القص الشعبي؛ قراءة في مدرسة الملاءمة الثقافية» مسلطاً الضوء على اتجاه دراسة القصة الشعبية من حيثُ الملاءمة الثقافية.



فيما تضمن باب (أدب شعبي) أربع دراسات، بدءاً بدراسة أحمد قنشوبة حول «جماليات الشعر الشعبي الصوفي الحديث في منطقة الجلفة»، واتم الدكتور أحمد الخصخوصي، دراسته حول المنشد الصوفي التونسي الشيخ عبد المجيد بن سعد، تحت عنوان «المختلف والمؤتلف»، فيما تتطرق دراسة للباحث عبد الله العمري، لـ «الشعر الشعبي العربي» متناولةً أساليبه وأغراضه، بالإضافة لمقالٍ مترجم ترجمه وأعده عبد القادر عقيل، حول «الجاثوم؛ المخاوف الكابوسية في الخيال الشعبي»، بقلم (تشارلوت روز ميلر) المتخصصة في دراسة الظاهر الكابوسية والأحلام والحكايات الخرافية في التراث الشعبي.

وجاء باب (عادات وتقاليد) متضمناً ثلاث دراسات، الأولى للباحث حسني مليطات، حول «سردية الزواج في بلدة بيت فوريك»، فيما ذهب الدكتور أحمد الوارث، لدراسة «العنصرة في المغرب؛ عيد صيفي بانشغالات معيشية»، وهو احتفال يحتفل به أثناء موسم الحصاد في فصل الصيف. ومن المغرب إلى الهند، حيثُ احتفال شعبي آخر هو «احتفال بونغال في ولاية تامِلنادو الهندية»، وهو احتفال ضارب في القدم، يحتفل فيه بولادة كبار الآلهة، حيثُ يقام هذا الاحتفال في منتصف أبريل، بالتزامن مع السنة الجديدة لأهل تامِيل نادو.

وفي باب (موسيقى وأداء حركي) نقرأ دراسة للدكتور منجي الصويعي حول «الخطاب الجسدي والتعبيرات الدلالية لدى مجموعة (الڤُوڤو) بالجنوب الشرقي التونسي»، والتي فقدت في الفترة المعاصرة بعدها الدلالي والرمزي، وتحولت إلى مجرد مشهد فرجوي وترفيهي وتنشيطي يرمى من ورائها غاية مادية، وأصبحت بمثابة منتج ثقافي اقتصادي، فتحول بذلك من موروث شعبي لثقافة محلية إلى ظاهرة فلكلورية مناسباتية. وفي سياق الرقص ذاته، يدرس الباحث سفيان اجديرة «دلالات الرقص الصوفي المغربي»، مقدماً قراءة لوجه من وجوه العلاقة التي يتقاطع فيها الجسد بالحقل الصوفي. أما الدكتور عادل النفاتي، فبحث «الأداء الحركي والعروض الفرجوية عند قناوة العيساوية»، متطرقاً للتأثير الأفريقي في الثقافة المغاربية، وعلى وجه الخصوص الطابع الروحاني منه.

وتضمن باب (ثقافة مادية) دراسة عن «العمارة القروية ببلاد زيان؛ نسق ثقافي متجدد»، للباحث جواد التباعي، ودراسة أخرى لمحمد بو عيطة حول «الحلي التقليدية المغربية؛ التقنية والبعد الدلالي». فيما قدم سيد أحمد رضا، قراءة استعراضية لكتاب «الطريق إلى العاصمة القديمة» للباحث صلاح الجودر، وذلك ضمن باب (فضاء النشر). أما باب (نافذة على التراث الشعبي البحريني)، فتضمنت مقالاً عن «المرواس؛ آلة الإيقاع الأساسية في فن غناء (الصوت)»، للباحث إبراهيم راشد الدوسري.

يذكر أن مجلة "الثقافة الشعبية" مجلة فصلية علمية محكمة، تصدر من مملكة البحرين، بالتعاون مع "المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV)". وتصدر بنسختين، مطبوعة وإلكترونية، إلى جانب كونها تترجم إلى ست لغات عالمية على موقعها الإلكتروني (www.folkculturebh.org).