استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه ، في قصر القضيبية هذا اليوم فخامة الرئيسة كاتالين نوفاك رئيسة المجر الصديقة والوفد المرافق ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، بمناسبة زيارة فخامتها لمملكة البحرين.

ولدى وصول ضيفه البلاد الكريمة إلى قصر القضيبية ، جرت لفخامتها مراسم الاستقبال الرسمية ، وعزف السلامان الوطني المجري ، والملكي البحريني ، فيما أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بزيارة فخامتها.



ثم صافحت فخامتها كبار المستقبلين من الجانب البحريني، فيما صافح جلالة الملك المعظم أعضاء الوفد المرافق لفخامة الرئيسة.

بعد ذلك عقد حضرة صاحب الجلالة العاهل المعظم اجتماعاً ثنائياً مع فخامة رئيسة المجر ، جرى خلاله استعراض علاقات التعاون والصداقة الوثيقة بين البلدين الصديقين ووسائل تعزيز وتطوير مسارات التعاون المشترك على كافة الصعد بما يعود بالخير والمنفعة على الشعبين الصديقين ، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع ومستجدات القضايا الإقليمية والدولية موضع الاهتمام المشترك .

وأعربت فخامتها عن شكرها وتقديرها لجلالته على ما حظيت به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

بعد ذلك عقد جلالة الملك المعظم وفخامة رئيسة المجر جلسة المباحثات الموسعة بحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، كما حضرها أعضاء وفدي البلدين ، حيث تفضل حضرة صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية ، فيما يلي نصها:

فخامة الرئيسة كاتالين نوفاك، رئيسة المجر،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسرنا أن نرحب بفخامتكم والوفد المرافق في ضيافة مملكة البحرين، وأن نعرب عن بالغ اعتزازنا بعلاقات الصداقة الوثيقة والمتميزة التي تجمع بين بلدينا، مؤكدين، بهذه المناسبة الطيبة، على حرصنا ورغبتنا الخالصة للمزيد من التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم مصالحنا المشتركة.

ولا يفوتنا هنا، إلا أن نشير إلى زيارتنا الرسمية التي قمنا بها لبلدكم الصديق قبل حوالي ثلاثة أعوام، حيث أتيحت لنا فرصة التعرف على إرث المجر ومنجزات شعبها الحضارية على مر تاريخها العريق، والتي حازت على اعجابنا الكبير، إلى جانب ما شهدنا من نهضة عصرية متسلحة بالتحديث العلمي والسبق المعرفي، ومتحصنة بقيم التعايش السلمي المتحضر، وجميعها مجالات نهتم بها ونحرص على انعكاسها ضمن مسارات تعاوننا المشترك.

ويسرنا أن نعرب لفخامتكم عن ارتياحنا من سير أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة، وما توصلت له من نتائج طيبة ومبشرة بالخير والنفع لبلدينا الصديقين، بالإضافة إلى ما تبذله من جهود حثيثة على مستوى التعاون السياسي لتنسيق المواقف تجاه كافة التحديات والقضايا الإقليمية والدولية، وجميعها مخرجات قيّمة ستثري، دون شك، مسيرة عملنا المشترك، وكما نطمح له معاً، لتقوية وتنمية علاقات الأخوة والصداقة بين البحرين والمجر.

ومن منطلق اعتزازنا لكل ما يربط بلدينا الصديقين من آمال وطموحات تعزز من تقاربنا الإنساني، فإنه ليسعدنا أن نمنحكم وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أعلى وسام، والذي يعبر عما تكنه بلادنا للمجر الصديقة من تقدير واحترام ومحبة كبيرة. فأهلاً وسهلاً بكم وبالوفد المرافق مرة أخرى، مع تمنياتنا لكم بدوام التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة بمنح فخامة الرئيسة المجرية وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى تقديرًا لجهودها في دعم مجالات التعاون المشترك بين البلدين ، فيما قامت فخامتها بمنح جلالته وسام الاستحقاق "غراند كروس" وهو أعلى وسام يمنح لرؤساء الدول ، تقديرًا لدور جلالته وجهوده في تعزيز علاقات البلدين الصديقين.

وقد ألقت فخامة رئيسة المجر كلمة هذا نصها



​​أشكركم في البداية على الدعوة الكريمة

كما أشكركم على حسن الضيافة خصوصًا ما شهدناه جميعًا أمس واليوم

أفتخر بشكل شخصي بهذه الفرصة لزيارة بلدكم الجميل البحرين

كما أفتخر بكوني أول رئيس للمجر يزور مملكة البحرين لأول مرة

وبذلك يمكن أن نعد هذه الزيارة، زيارة تاريخية في علاقاتنا الثنائية

وآمل كذلك بأن ينعكس هذا في الخطوات القادمة التي نتخذها معًا نحو تقوية علاقاتنا الاقتصادية والثقافية والسياحية

وهذا سيساهم في تحقيق تعاون أكبر بين بلدينا

أشكركم صاحب الجلالة لحرصكم الشخصي وحرص حكومتكم وأؤكد لكم أيضًا بأن المجر على استعداد تام لتكون شريكًا فعالاً لمملكة البحرين

ربما نختلف قليلاً في ثقافتنا ولكننا نتشابه بشكل كبير في عمقهما

نعتز كثيرًا بتقاليدنا وعائلاتنا وثقافتنا

ولا يمكن التفريط بثقافتنا أو عائلاتنا أو هويتنا الوطنية

وأعتقد بأن هذا يقربنا أكثر

كوني أمًا لثلاثة أبناء، أستطيع أن أؤكد أهمية دور الأمومة والأبوة في حياتنا جميعًا ولا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر

وأستطيع أن أؤكد على أهمية المحافظة على العلاقات العائلية

إنها أساس بلدنا وبدون علاقاتنا العائلية نفقد أساس بلدنا

وفيما يتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة بين بلدينا، فإنني سعيدة اليوم بتوقيعنا على مذكرتي تفاهم بين شركتين وبين بلدين

وبذلك يمكن تعزيز علاقاتنا الاقتصادية بشكل أكبر في المستقبل

وإنني شاكرة لدعم جلالتكم لنا

كما أود أن أعبر عن أسفنا وتعازينا الخالصة للخسائر المترتبة على الحرب في أوكرانيا

وأود أن أوضح لجلالتكم بأنه أكثر من 150 ألف مواطن مجري يعيشون في أوكرانيا

إنهم في تهديد مستمر ويتأثرون بشكل كبير بالحرب في أوكرانيا

ويمكن من هذا المنطلق أن نشترك معًا في إيقاف هذه الحرب للوصول إلى محادثات سلمية

وفي هذه المنطقة بالتحديد تعرفون أهمية السلام

وإن جلالتكم بشكل خاص تقدرون أهمية السلام ونتطلع منكم التأكيد على ذلك في تلك المنطقة حتى نستطيع الحفاظ على سلامة شعوبنا في المجر وأوروبا بسبب ما تخلفه هذه الحرب من أثر علينا وما يمكن أن يسببه التصعيد للحرب في أوكرانيا

أشكر جلالتكم مرة أخرى على دعوتكم الكريمة وحسن الضيافة

كما أشكركم على إتاحة الفرصة لمشاركتكم بما يجول بخاطرنا اليوم لنتمتع بعلاقات ثنائية متميزة بين مملكة البحرين والمجر

​هذا وقد أقام حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم مأدبة غداء تكريماً لفخامة رئيسة المجر الصديقة والوفد المرافق.

وقد تشكلت بعثة الشرف برئاسة سعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية.