الحضور يستذكرون مناقب الفقيد وجهوده في تعزيز التعايش السلمي

جميلة سلمان: أعمال الشيخ خالد الوطنية ستبقى في وجدان الوطن

أحمد بن خليفة: الشيخ خالد أفنى عمره بخدمة البحرين والثقافة العربية



القس عزيز: الشيخ خالد مثل السنبلة المليئة بالخير

سرحان: خالد بن خليفة كان قمة في العطاء يحمل فكراً نيراً

ثامر طيفور

أقام مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، أمسية تأبين في ذكرى الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في مركز عيسى الثقافي، بمشاركة ممثلي الديانات المختلفة في البحرين، والدبلوماسيين وسفراء عدد من الدول الأجنبية، وشخصيات رسمية.

واستذكر الحضور مناقب الفقيد الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، وجهوده في دعم وتعزيز التعايش السلمي، وخدمته الطويلة للثقافة العربية والبحرينية، وحرصه على نقل التاريخ وحفظه، من خلال عمله في جامعة البحرين، ورئاسته لمجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي، ومركز عيسى الثقافي.

وقال الشيخ أحمد بن خليفة بن دعيج آل خليفة شقيق المغفور له في تصريح لـ«الوطن»: «هو أخي وصديقي، كان يملك علاقات ممتدة مع العوائل جميعهم، نحضر هذه الأمسية الحزينة، لإحياء ذكراه بمحبة الناس، كعائلة نسعد بذكراه الطيبة بين الناس، جميع من عملوا معه يحبونه، الذكرى الطيبة هي ما تبقى، والكلام الطيب الذي نسمعه هو أفضل ما يمكن أن يبقى في ذكراه».

وأضاف الشيخ أحمد بن خليفة: «خالد بن خليفة أفنى عمره بإخلاص وخدمة الوطن، وخدمة الثقافة والعلم، ويعد فارساً من فرسان المنطقة العربية في مساعيها لتعزيز الصورة الحضارية والتاريخية للأم العربية».

وتابع: «خالد بن خليفة كان حاملاً لراية سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، في نشر قيم التسامح وترسيخ قيم التعايش السلمي، رحم الله الفقيد الكبير وألهمنا جميل الصبر والسلوان، متضرعين للعلي القدير أن لا يراكم في عزيز مكروه».

بدورها، قالت جميلة سلمان النائب الثاني السابق لرئيس مجلس الشورى: «ليس هناك أصعب من أن ترثي الأخت أخاها، وأن تقف وتأبنه بحسرة كبيرة، وألم وجرح، فنحن لا نتحدث عن الشيخ خالد كرجل وطني فقط، بل نتحدث عن رجل إنساني ومعطاء بشتى المعاني والمستويات بعيداً عن أعماله الوطنية التي ستبقى محفورة في وجدان الوطن».

وأضافت سلمان: «كان الفقيد أقرب الأصدقاء لزوجي المرحوم محمد راشد بوحمود، بل الأخ الذي لم تلده أمه، وكان معنا جزءاً لا يتجزأ من أفراحنا وأحزاننا، ويقف بجانبنا دوماً».

فيما قال القس هاني عزيز راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية، ورئيس جمعية البيارق البضاء لـ«الوطن»: «نجتمع اليوم في تأبين وذكرى الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، الذي أشبهه بالسنبلة المليئة بالقمح، دائماً ما تميل لكثرة الخير الذي تحمله، لقد كان مثل السنبلة المليئة، معرفة، تاريخ، ثقافة، مع وداعة وتواضع وإكرام وتجبيل للآخر، ندعو الله أن يعزي جلالة الملك وأسرته وجميع من عرف الشيخ خالد».

من جانبه، قال الدكتور منصور سرحان عضو مجلس الشورى السابق ومدير المكتبة الوطنية السابق: «قليل هم الموهوبون الذين يجعلون من حياتهم شعلة نشاط متقدة تنير دروب الآخرين، ويرفدون ساحات الفكر والثقافة بأفضل ما لديهم من نتاج فكري وعطاء متواصل حتى وإن كان ذلك على حساب صحتهم، وقليل هم الذين يمتلكون قدرات إبداعية مختلفة ومتنوعة تجمع بين الفكر والثقافة بمختلف مجالاتها، ويوظفونها في خدمة أبناء وطنهم، ومن بين أولئك الذين اجتمعت تلك الصفات في المغفور له بإذنه تعالى الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، الذي هو كما في علم الجميع أحد رجالات البحرين المخلصين».

وأضاف منصور سرحان لـ«الوطن»: «الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، كان قمة في العطاء، يحمل فكراً نيراً، وطموحاً لا حدود له، ودائماً السعي من أجل رفع اسم مملكة البحرين عاليًا في جميع المحافل الدولية، الكل يشهد له بدماثة الخلق وطيب المعشر ونكران الذات، وزان صفاته تلك تواضعه الجم وابتسامته الدائمة».

جانب من حياته

وروى الدكتور منصور سرحان، جانباً من حياة الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، وقال: «الشيخ خالد بدأ حياته العملية رائدًا من رواد العمل الأكاديمي في مملكة البحرين، فقد عمل على إحداث تغييرات جذرية في طريقة التدريس ومنهجيته في أثناء عمله أستاذ مادة التاريخ في جامعة البحرين، ارتبطت به بعلاقات وثيقة منذ أن كان أستاذا للتاريخ بجامعة البحرين، وزادت علاقتنا قوة عندما عين نائب رئيس جامعة البحرين للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي، وكان من ضمن مهامه الإشراف المباشر على مكتبة جامعة البحرين التي هي أضخم مكتبة أكاديمية في المملكة».

وتابع: «كنت حينها مديرًا لإدارة المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم، وقد أثمرت تلك العلاقة الطيبة بيننا عن تزويد مكتبة المنامة العامة عن طريقه بمجموعة من الرسائل الجامعية التي أعدت من قبل باحثين بحرينيين، وفقاً لكون مكتبة المنامة العامة المقر الرئيس للإيداع القانوني للمصنفات البحرينية، وكانت تلك لفتة كريمة لا يمكن أن تنسى، بل كانت اللبنة الأساسية التي نتج عنها تأسيس قسم المطبوعات البحرينية».

وواصل: «في بداية عام 1999 كان بزوغ فجر مشروع تأسيس مركز عيسى الثقافي ومكتبته الوطنية، فقد قمنا معاً بدور كبير في أثناء اختيارنا لعضوية مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي الذي كان تحت التأسيس حينذاك، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة. وكانت مقترحاتنا في أثناء انعقاد جلسات مجلس الأمناء يؤخذ بها نظراً لخبرتنا في مجال العمل بالمكتبات».

وأضاف: «من محاسن الصدف أن صدر في عام 2014 أمر سام تم بموجبه تعيين الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في منصب نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، وكنت حينها مديراً للمكتبة الوطنية بالمركز منذ افتتاحه في ديسمبر في عام 2008 وذلك بأمر سام من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، الأمر الذي زاد من سعادتي بتولي إدارة المركز أحد رجالات البحرين المخلصين والمؤهلين تأهيلا أكاديمياً عالياً، وأحد الأصدقاء الذين أعتز وأفخر بهم، ما أدى إلى نجاح المكتبة الوطنية وبقية فضاءات المركز في تحقيق الوظائف والأهداف المرسومة لها بكل سهولة ويسر».

وأكد منصور سرحان أن الشيخ خالد بن خليفة كان مهتماً بالثقافة والعمل على نشرها بين جميع أفراد المجتمع البحريني بمختلف فئاته العمرية ومستوياته التعليمية والثقافية هاجسه الأول، وأصبح تحقيق ذلك الهدف من بين الأولويات التي تبناها، باعتبار رواج الثقافة وانتشارها بين المواطنين لها دورها الفاعل والمؤثر في تنوير العقول والابتعاد عن جميع مظاهر التعصب والتشدد والفكر المغلق، كما يؤدي نشر الثقافة في محصلته النهائية إلى وجود مجتمع واع ومتحضر، يقدَّر تحمل المسؤولية ويؤمن إيماناً راسخاً بقيم التسامح والوسطية والاعتدال، وينبذ التعصب والتطرف بكل أشكاله».