بين 200 و250 طفلاً في البحرين يولدون بمشاكل في القلب

500 عملية قسطرة تداخلية ناجحة 130 منها خلال 2022


سماهر سيف اليزل



كشف قائد الخدمات الطبية الملكية بالوكالة العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، أنه منذ افتتاح وحدة مركز الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة لعلاج وجراحة أمراض القلب للأطفال في مارس 2022 بمركز القلب، تم إجراء 117 عملية قلب مفتوح للأطفال ممن يعانون من تشوهات القلب منذ الولادة وتكللت جميعها بالنجاح، بإشراف فريق متكامل من ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال لإجراء مثل هذه الجراحات مما له الأثر الكبير على الخدمات المقدمة في قسم قلب الأطفال في الخدمات الطبية الملكية.

وأكد خلال مؤتمر صحفي أمس، في مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، أن هذه العمليات الجراحية المعقدة للقلب المفتوح ساهمت في تقليل العبء المادي وعناء السفر على المرضى وذويهم.

وأشار إلى أنها تجرى ولأول مرة في البحرين، مع وجود فريق مختص وبتقنيات تواكب أحدث تطورات الطب في مجال جراحات القلب بصورة عامة وعمليات القلب المفتوح على وجه الخصوص، مما له الأثر الإيجابي على المنظومة الصحية في المملكة.

وأوضح العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، أن قسم قلب الأطفال بالمركز يقوم، بحسب الخطة الموضوعة من قبل الخدمات الطبية الملكية لتحقيق الجودة والتميز في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين في البحرين ضمن المعايير العالمية وبما يحقق التنمية المستدامة، بعلاج الكثير من حالات تشوهات القلب الخلقية لدى الأطفال والبالغين، منذ أكثر من 10 سنوات.

ولفت إلى أنه مع توفير كافة التقنيات والخبرات اللازمة، تم إجراء أكثر من 500 عملية قسطرة تداخلية قلبية ناجحة في مركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان و130 منها تمت خلال عام 2022، منذ افتتاح مركز الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة لأطفال يعانون من تشوهات خلقية في القلب، ما خفض عدد الحالات التي تحتاج لإجراء جراحي، وفق حيثيات معينة تعتمد على عدد من الإجراءات والتقييمات الطبية المستمرة.

فيما أكد مدير المركز اللواء طبيب فؤاد عبدالقادر، أن الخدمات الطبية الملكية -مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب- هو أحد المراكز الوطنية والدولية الرائدة لتشخيص وعلاج ورعاية المرضى المصابين بأمراض القلب، وكذلك لخلق ونشر المعرفة من خلال البحوث والتعليم.

وأوضح أنه أيضا بمثابة مركز إحالة من المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى ليستقبل مرضى القلب من الأطفال والبالغين مع وجود الطاقم الطبي المتكامل والمحترف لتقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية.

وذكر عبدالقادر أن إجمالي عدد الأسرة يبلغ 148، بالإضافة إلى 20 سريرا للعناية المركزة للقلب، و10 للعناية المركزة للجراحة 3 منها للأطفال و7 للكبار، تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع مع أفضل استشاريي واختصاصيي العناية المركزة للأطفال، بالإضافة إلى توفر غرف العمليات المتطورة والمتكاملة وغرف عمليات هجينة.

وبين أن المركز يشهد الكثير من مجالات التطوير وفقا لخطة مدروسة، مؤكدا أن المركز يتميز في الوقت الحالي بتقديم خدمات جراحية متطورة في مجالات مختلفة وخصوصا في مجال جراحات القلب المفتوح والقسطرة، حيث يشهد المركز منذ افتتاحه العديد من الطفرات في الوقت الراهن.

وأوضح أن تلك الخدمات تتطلب تجهيزا فنيا وطبياً يستوجب أن يكون الكادر الطبي والفني والتمريضي على دراية تامة بها، بالإضافة إلى تلقيهم التدريب الجيد للتعامل مع الأجهزة والحالات المختلفة.

ولفت إلى أن إحصائيات مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب خلال 2022 بلغت في العيادات الخارجية 20669 للمرضى البالغين والأطفال، في حين بلغ إجمالي عدد حالات قسطرة القلب للبالغين والأطفال 2878، وشهد إجراء 347 عملية قلب مفتوح للبالغين والأطفال خلال العام ذاته، في حين استقبل قسم الطوارئ بالمركز عدد 7389 من البالغين والأطفال.

وحول الأجهزة الطبية الجديدة التي سيتم توفيرها في المركز، ذكر عبدالقادر أن المركز يسعى دوما للارتقاء بمستوى الرعاية والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين حسب المعايير العالمية مع وجود الطاقم الطبي المتكامل من ذوي الخبرة في هذا المجال.

وأشار إلى أنه سيتم توفير جهاز المساعدة البطينية "LVAD"، الذي يتم زرعه جراحيا في المرضى المعرضين لقصور القلب الشديد على حسب حالته، ويساعد على ضخ الدم من البطين الأيسر إلى جميع أجزاء الجسم وهي تقنية متقدمة أصغر حجما وأكثر متانة وموثوقية للزرع مما يوفر لهم فرصة للتعافي من فشل القلب، إلى جانب توفير أجهزة "الإيكو" المتطورة وصولاً لأقصى دقة في التشخيص مما يترتب عليه التقييم المناسب وصولا للعلاج المناسب.

وأكد أن المركز في طور تطوير برنامج زراعة وإصلاح صمامات القلب عن طريق القسطرة القلبية، بالإضافة إلى تعزيز قسم إعادة التأهيل، جنبا إلى جنب مع جهاز محاكاة القلب في قسم التدريب بالمركز، مما سيؤدي إلى تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى بعيدًا عن تكبد عناء السفر إلى الخارج للحصول على هذه الخدمات والرعاية الصحية.

بينما ذكرت استشاري قلب أطفال وقسطرة وعيوب القلب الخلقية لدى الأطفال والبالغين الدكتورة سعاد العامر، أن الحالة المرضية يتم تقييمها من قبل فريق طبي مختص في علاج أمراض القلب لدى الأطفال.

وأشارت إلى أن فريق استشاري قلب الأطفال، يتضمن استشاري قسطرة قلب الأطفال واستشاري جراحة القلب، حيث تتم مناقشة الحالة بالتفصيل من خلال عرض التاريخ المرضي ونتائج الفحص السريري وكذلك مناقشة صور الأشعة وفحص التخطيط بالإضافة لصور الأشعة الصوتية "الإيكو"، ومن خلال الدراسة الشاملة للحالة يتم وضع خطة علاجية تتناسب مع تشخيص العيب الخلقي في قلب الطفل مع مراعاة حالة الطفل الصحية العامة فيما إذا كان هناك أي مشاكل صحية أخرى بالإضافة إلى عمر الطفل ووزنه، بهدف تقديم أفضل الرعاية للمريض وذويه.

وأضافت أن هناك بعضاً من الحالات التي يتقرر لها إجراء قسطرة تشخيصية أو تداخلية كجزء مهم من خطة العلاج الكاملة للطفل أو كخطوة بديلة مؤقتة قد تغني المريض عن عملية القلب المفتوح لفترة معينة من الزمن، بحيث يسمح للطفل بالنمو وزيادة وزنه لتحقيق مخرجات العملية الجراحية فيما بعد بشكل أفضل بعد وصول الطفل لعمر أو وزن معين.

وذكرت العامر، أن هناك بعض الحالات التي يتم تحويلها لإجراء عملية القلب المفتوح ولكن بعد المناقشة والتقييم الطبي يتم وضع خطة قد تكون الأفضل للمريض، حيث تم مؤخرا إجراء قسطرة قلبية تداخلية ناجحة لطفلة لم تتجاوز 3 أشهر تعاني من مشاكل صحية متعددة تم تحويلها من أجل إجراء الجراحة، وبعد المناقشة تبين أنه من الأفضل إجراء القسطرة حيث كان وزن الطفلة لا يتعدى ثلاثة كيلو جرامات وتم إجراء القسطرة لها بنجاح من قبل فريق القسطرة وبدعم الفريق الطبي المتكامل من أطباء القلب وجراحة القلب والعناية الفائقة للأطفال، والذي قام بالإشراف على حالة المريضة بالمتابعة قبل وبعد وأثناء فترة التعافي.

وأوضحت أن من التقنيات الطبية الحديثة والمتوفرة في المملكة هو تصوير القلب للأجنة، حيث نقوم بإجراء فحص الأشعة الفوق صوتية "الإيكو" للأم الحامل لتصوير قلب الجنين في الأشهر الأولى من الحمل، ويتيح هذا الفحص تشخيص ما إذا كان الجنين يعاني من أي تشوهات خلقية في القلب، وبمعرفة ذلك يتم تجهيز الوالدين وبالأخص الأم الحامل خلال فترة الحمل والوضع الخطة المناسبة لمكان الولادة والإجراءات التي يجب اتخاذها فور ولادة الطفل سواء كانت بدءا ببعض من الأدوية أو التحضير لقسطرة عاجلة أو لإجراء جراحي عاجل حسب ما تقتضيه حالة الطفل وفحوصه التي تجرى بعد الولادة مباشرة.

وأضافت أنه منذ إنشاء المركز لم يتم إرسال أي حالات بالخارج ألا بطلب من المريض، حيث بات المركز يتكفل بعلاج كافة الحالات بنسبة 100%.

استشاري جراحة القلب للأطفال بالمركز الدكتور روي فارغيس، أكد أن العمليات الجراحية وعمليات القسطرة ورعاية القلب لجميع المرضى في المركز يعزز الرعاية الأكثر كفاءة من خلال تسهيل التواصل الممتاز وتقليل وقت النقل والمسافة لمن يعاني من هذه الأمراض.

وبين أنه خلال العام الماضي تم علاج بعض المرضى منهم حديثو الولادة عن طريق "ASO" للمرضى الذين يعانون من انقلاب في الشرايين الأساسية الخارجة من القلب، و Norwood للمرضى الذين يعانون من ضمور شديد في البطين الأيسر والشريان الأورطي، وTAPVC، بالإضافة إلى معالجة بعض الأطفال من خلال إجراء عملية Ross، كما تم إجراء عدد كبير من العمليات لعلاج التشوهات القلبية الخلقية لدى البالغين من ضمنهم استبدال الصمام الرئوي والعمليات الجراحية لعيوب الـ"إبشتاين".

وأضاف أنه تم إجراء العديد من العمليات لأطفال مصابين بمتلازمات خلقية عديدة مما يجعل العمليات الجراحية أكثر صعوبة في بعض الأحيان، إلا أن الفريق الطبي تمكن من إنجاح جميع العمليات بدقة متناهية.

من جهته كشف استشاري قلب الأطفال الدكتور نيل كالس، أن هناك ما بين 200 إلى 250 طفلاً يولدون بمشاكل في القلب في البحرين، تتراوح حالات الإصابة بين التشوهات البسيطة التي لا تحتاج إلى تدخل جراحي، في حين يحتاج النصف منها لتقلي العلاج والتدخلات الجراحية بحسب الحالة.