تأكيدًا على أهمية زيارة جلالة الملك المعظم لجمهورية الصين الشعبية..

أكد السيد ني روتشي، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين، تميز العلاقات الصينية البحرينية، التي تعتبر في طليعة علاقات الصين مع الدول العربية، مشيدًا بالأبعاد المهمة لنتائج زيارة دولة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، بين الفترة من 29 إلى 31 مايو 2024، حيث شارك جلالته حفظه الله ورعاه في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته سفارة جمهورية الصين الشعبية مع وسائل الإعلام في مملكة البحرين حول نتائج زيارة دولة التي قام بها جلالة الملك المعظم، حيث وصفها السفير الصيني روتشي بالزيارة الناجحة وشكلت علامة فارقة في العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية.

وقال إن الرئيس شي جين بينغ أقام خلال الزيارة مراسم استقبال كبيرة لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، مشيرًا إلى أن الجانبين اتفقا على رفع مستوى العلاقات الصينية البحرينية إلى شراكة استراتيجية شاملة بمناسبة الذكرى الـ 35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تم التوقيع على 11 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون في مختلف المجالات بين البلدين الصديقين.

وأضاف السفير الصيني أن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه التقى خلال الزيارة بدولة السيد لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، والسيد تشاو لي جي رئيس مجلس الشعب بجمهورية الصين الشعبية، حيث تبادل جلالته معهما وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وتوصلا إلى العديد من التوافقات.

وقال السيد ني روتشي إن هذا العام يصادف الذكرى الـ 35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ومملكة البحرين، مؤكدًا أن زيارة جلالة الملك المعظم أيده الله فتحت فصلًا جديدًا في العلاقات بين البلدين.

وأوضح السفير الصيني أن إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والبحرين تعتبر في "أفضل فترة في تاريخ" العلاقات الصينية البحرينية، مبينًا أن العلاقات الصينية البحرينية تأتي في طليعة علاقات الصين مع الدول العربية.

وأكد السيد ني روتشي مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، مشيرًا إلى ما جاء في البيان المشترك من تأكيد على أن الجانبين سيواصلان تقديم الدعم الثابت المتبادل بشأن القضايا التي تنطوي على المصالح الجوهرية لكل منهما، إذ تؤكد الصين دعمها الثابت للبحرين في حماية سيادتها وأمنها واستقرارها، وتعارض بحزم أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين، كما وأكدت البحرين على تمسكها الراسخ بمبدأ (الصين الواحدة)، وتدعم الصين في حماية سيادتها وسلامة أراضيها.

وبين السفير مواصلة العمل على تعميق وترسيخ التعاون الاقتصادي والتجاري، وأهمية إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة لمواءمة استراتيجيات التنمية في البلدين، وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، ودعم البحرين في تحقيق التنمية في مجال التنويع الاقتصادي.

وقال إن تبادلات البلدين الثقافية والشعبية أصبحت أوثق وأكثر عمقًا، مشيرًا إلى أنه في اليوم الذي وصل فيه جلالة الملك المعظم إلى الصين في 29 مايو، تم تسيير أول رحلة لشركة طيران الخليج من شنغهاي إلى البحرين بنجاح وبحجز تذاكر بالكامل، وكان أكثر من 90٪ من الركاب الصينيين يزورون مملكة البحرين لأول مرة، مما يدل على اهتمامهم القوي بـ "لؤلؤة الخليج الجميلة".

وأكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تعاون البلدين على تعزيز السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية، مشيرًا إلى أنه خلال اللقاءات والمباحثات، أطلع جلالة الملك المعظم الجانب الصيني على نتائج القمة العربية الـ 33، وأعرب عن شكره للصين على تمسكها المستمر بالموقف العادل، كما أكد الرئيس شي جين بينغ أن الصين والبحرين تشتركان في نفس الموقف بشأن القضية الفلسطينية، وبين استعدادها للعمل مع البحرين والدول العربية الأخرى لتعزيز حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

وأوضح سفير الصين أن كلًا من الصين والبحرين ستساهمان بشكل مشترك وأكبر في السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية. بالإضافة إلى استعداد الطرفين لتعزيز التعاون لضمان تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى وبناء مجتمع صيني عربي مشترك لمستقبل مشترك في العصر الجديد، فضلًا عن العمل معا لتنفيذ نتائج القمة الصينية الخليجية الأولى، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتقديم مساهمات مشتركة، مؤكدا أهمية التركيز على تنفيذ مخرجات القادة وبناء المجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك.

وقال إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أوضح في خطابه الأهمية المثالية للعلاقات الصينية العربية للسلام والتنمية والتبادل الثقافي والحوكمة العالمية، وأضاف أن الرئيس الصيني أعلن أن القمة الثانية بين الصين والدول العربية ستعقد في الصين في عام 2026، وسوف تسهم في رسم مخطط واضح لتعميق التعاون الصيني العربي.

واعتمد الاجتماع إعلان بيجين وخطة عمل تغطي الفترة من 2024 إلى 2026، بما في ذلك خطط لمواصلة تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنمائي، لا سيما في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والطاقة، والعلوم، والتكنولوجيا، والثقافة.

وأكد سفير الصين اهتمام بلاده والدول العربية بالعمل من أجل العدالة، إذ تم اعتماد بيان مشترك بين الصين والدول العربية حول القضية الفلسطينية، وتقدير بلاده الكبير لمبادرة جلالة الملك المعظم لتنظيم مؤتمر دولي للسلام، وجهود جلالته لتعزيز السلام في الشرق الأوسط.

وأشار السفير إلى أن هذه المبادرة التي جاءت في ختام القمة العربية 33 والتي عقدت في مملكة البحرين، مبادرة مهمة ومتميزة لاقت الاحترام والتقدير العالمي.

وردًا على أسئلة الصحفيين أكد سفير الصين وجود جهود كبيرة لجعل هذه الزيارة مثمرة للغاية، مشيرًا إلى أن اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها خلال الزيارة تغطي جوانب مهمة منها الاستثمار والصحة والتجارة والاقتصاد الرقمي والتنمية الصناعية، إضافة إلى التعاون بين جامعة بكين وكلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين).

هذا ونوه سفير الصين بأهمية اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، موضحًا أهمية تنمية العلاقات المالية والتجارية بين البلدين، مؤكدًا ضرورة فتح بنك صيني بالبحرين في ظل توسع الحجم الاستثماري بين الصين والبحرين.