محمد الرشيدات


عند تمام الساعة الرابعة من عصر يوم أمس وصلت إلى مطار البحرين الدولي أولى طلائع أفواج حجاج المملكة بعد أدائهم مناسك فريضة الحج بكل يسر وسهولة دونما وجود أيّ عقبات تُذكر، حيث كانوا قد همّوا بتوضيب أمتعتهم للعودة سالمين غانمين إلى أرض الوطن مغادرين مكّة المكرمة التي اشتاقوا لها قبل الخروج منها.

وكان الحجيج البحرينيون قد قاموا برمي الجمرات الثلاث، بدءاً بالجمرة الصغرى وانتهاءً بجمرة العقبة، لينطلق المتعجّلون منهم إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع، منيبين إلى الله محو السيئات وغفران الذنب، وأن يكونوا قد أدّوا شعيرة الحج بتمام العبادة وكمال الرضا من ربّهم عزّ وجل.
بعثة البحرين للحج دأبت على التنسيق مع كل الجهات المسؤولة في منافذ البحرين الجوية والبريّة منها أيضاً، كالمؤسسة العامّة لجسر الملك فهد، لتسريع إجراءات دخول الحجاج البحرينيين العائدين من الديار المقدّسة إلى المملكة عبر تخصيص مسارات خاصة لهم بعد إتمامهم تجربة دينية روحانية ألفتها قلوبهم وانصاعت لها جوارحهم وتعجّبت قلوبهم التي استشعرت عِظم الإسلام قولاً وعملاً.

هذا الفوج الأول من ضيوف الرحمن العائدين إلى البحرين ستتبعه رحلات عودةٍ لغيرهم من الحجيج حتى يوم السبت المقبل، إما من المسافرين جواً عبر مطار جدة، أو من خلال بعض المجموعات القادمة براً عبر جسر الملك فهد، حيث قامت بعثة الحج البحرينية بعمل جدول يضم مواعيد عودة الحجاج ممن كانوا على موعد مع فرحتين، فرحة إنهائهم مناسك الحج وتبادل التهاني بين بعضهم البعض في مكّة والمدينة، وفرحة كانت تنتظرهم لحظة دخولهم المملكة واستقبال الأهالي لهم في أجواء من البهجة وتبادل القبلات والأحضان ودموع الفرح بعد أن أكرمهم الله بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، بمنٍّ منه ثم بفضل الخدمات والجهود والإمكانات التي سخرتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، للخروج بموسم حج ناجح بكل المقاييس.

وكانت «الوطن» قد تواجدت في مطار البحرين الدولي لترصد سعادة الأهالي لحظة خروج حجّاج بيت الله الحرام من قاعة القادمين من الذين أعربوا عن عظيم ارتياحهم لما وجدوه من عناية ورعاية وخدمات قدمتها لهم حملات الحج وبعثة مملكة البحرين للحج، مشيدين بما حرصت عليه البعثة طيلة الموسم في تواصلها الدائم معهم، إلى جانب تفقدها أوضاع الحجاج بشكل مستمر، والتأكّد من سلامة صحّتهم من خلال اللجنة الصحيّة التابعة للبعثة التي استمرّت في إعطاء النصائح الطبية للحاج وتوفير العلاج له إن لزم الأمر.
الحاج ياسر المحميد أكّد لـ«الوطن»، وجود نقلة نوعية ومنظّمة في ترتيبات حج هذا العام، وخصوصاً في كلِّ ما يتعلّق بعمليات التفويج إلى جبل عرفات ومشعري مزدلفة ومنى، وقفت خلفها خطة بعثة البحرين للحج بالتنسيق مع الحملات المرخّصة، ما أسهم في أداء المناسك بصورة سلسة بما في ذلك الطواف والسعي والزيارات المنظمة لبيت الله الحرام من جانب الحجيج.

وأشاد المحميد بالمساعي الحثيثة التي بذلتها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة السعودية، لتقديم كلّ ما أمكن ووضعه بين يدي الحاج البحريني لتكون تجربته الدينية مليئة بالروحانية ولا تعكّر صفو أجوائها أيّه عقبات.

من جهة ثانية، أبدى الحاج الشاب إبراهيم جناحي كامل رضاه عن الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أنّه بالرغم من درجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها أجواء الحج، فإن عِظَم الشعيرة وتزاحم الحجيج في المشاعر المقدّسة كسباً للأجر والثواب كانا سبباً في الإقدام على إتمام الركن الخامس من أركان الإسلام على الوجه المُراد بعزيمة كبيرة، وبالشكل الذي يبعث الرضا في نفس المسلم على تأديته فريضة الحج بتمامها وكمالها.

عدد من ممثلي الحملات البحرينية حاورتهم «الوطن» ممن أثنوا على عظيم المخرجات التي كانت نتاج جهود وطنية تكاتفت مجتمعة من أجل التغلّب على كلّ التحديات وتوظيف الإمكانات المتوافرة لتحسين الخدمات والإجراءات المقدّمة للحجاج البحرينيين لحظة مغادرتهم المملكة وفور عودتهم إليها سالمين غانمين، إلى جانب التفاهم المثمر الذي أشرفت عليه اللجنة العليا للحج بين حملات الحج والبعثة والذي سهّل من متابعة شؤون الحجاج في محطات الحج، والتيسير عليهم أثناء تواجدهم في كل مشعر من المشاعر المقدسة كافّة، وتوفير جميع الاحتياجات التي تعينهم على أداء مناسك الحج.

صور