محمد الرشيدات - تصوير: علي المحري


قدمها المدرّب المعتمد غسّان الشهابي

نظّمت «الوطن» ورشة عمل تدريبية في مقرها بمشاركة صحفيّيها وكتّاب الرأي المنتسبين للصحيفة، حملت عنوان «تدقيق المعلومات»، وقام بتقديمها المدرب المعتمد في الشبكة العربية لمدققي المعلومات والكاتب الصحفي غسّان الشهابي، ضمن مشروع AFCN FactLab الذي تتبناه الشبكة والمدعوم من قِبَلِ مبادرة أخبار «غوغل».

وحرصت «الوطن» ضمن خططها التدريبية على إقامة هذه الدورة للنهوض بالمهارات والإمكانات المهنية لموظفيها وكتّابها، من خلال القدرة على التحقق والتدقيق في صحة المعلومات التي ترِدُ إليهم قبل النشر وبعده، فضلاً على الإلمام بجميع آليات ومنهجية تدقيق المعلومات والمحتوى المتداول في المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، بما يضمن الالتزام بالمعايير الموضوعية والدقة في تداول المعلومات والأخبار.
وأكد محاضر الدورة الشهابي أن الورشة تستهدف جميع الفئات من المجتمع العاملين في مختلف المجالات وليس للصحفيين فقط، من أجل التأكّد من أنّ ما يصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي صحيح وغير مفبرك وغير مضلل.

وأضاف: إننا الآن نعيش في عالم يسهل فيه التضليل وقولبة الحقائق والأخبار التي تنتشر بسرعة البرق، لذلك من الضروري بمكان تمحيص المعلومات التي تصل إلى الصحفي تحديداً قبل أن يُعيد صياغتها وإنتاجها ووضعها في قالب إخباري مناسب.

الشهابي لفت إلى أنّ الدورة سعت لتقديم معرفة بسيطة ومبدئية لكل المنهجيات التي تراعيها آلية تدقيق المعلومات، مشدّداً على أهمية توسيع نطاق مثل هذه الدورات وتقديم برامج دورية ومساقات واضحة بحيّز وفير من الوقت لدعم الصحفي فكرياً ومعرفياً فيما يتعلق بكيفية وقوفه على صحّة المعلومات التي تصله ومعاينة الصور والفيديوهات التي يستقبلها، إما للاستفادة منها في عمله مكتسباً الثقة والمصداقية من قبل الجمهور، أو ضمن نطاق حياته الشخصية.

من جانبها، أكّدت الصحفية والكاتبة زهراء حبيب أنّ هذه الدورة ثرية جداً، ونحن بأمس الحاجة إلى مثل هذه الورش المعنية بمجال تدقيق المعلومات والتأكد من صحّتها في ظل الفوضى العارمة التي تسبح في العالم الافتراضي وظهور أساليب وأدوات وطرق تزيّف الحقائق والصور وحتى الفيديوهات وتفبركها، وخصوصاً بعد دخول الذكاء الاصطناعي، الذي منح الفرصة من خلال التطبيقات العديدة لتجريد المادة الإعلامية من أي محتوى قد حلّت عليه الزيادة أو النقصان، وكلاهما تفقدان قيمتها الخبرية.

وأضافت أن الورشة تستهدف جميع العاملين في بعض المجالات التي تستند إلى تقديم المعلومة وطرحها في عملها، وبالأخص من يعملون في مجال الصحافة من صحفيين وكتاب رأي.

وأشارت حبيب إلى أن الصحفي يساوره الشك دائماً في صحة الخبر من عدمه، وهذا ما يجعله ناجحاً لحرصه على التأكد من المادّة الصحفية التي يقدّمها للجمهور، ويدفعه للتفريق بين المعلومات المضللة وأخرى لا لُبس فيها.

وأوضحت أنه من الواجب أن يكون المبحر في أقسام السلطة الرابعة لديه القدرة المتكاملة على تحليل المعلومات التي تصل إليه، وسعيه لقراءتها من جميع الجوانب، مراعياً صحتها وخلوها من أي إضافة قد تستهدف قيمتها الإخبارية، ليكون مطمئناً وقتما يضعها بين يدي الجمهور المستهدف.

بينما أوضحت الكاتبة الصحفية والمحاضرة في قسم الإعلام والسياحة بجامعة البحرين، سونيا هدريش، رغبتها منذ البداية للاشتراك في دورة تدقيق المعلومات، وذلك لأهميتها وقدرتها على توفير معلومات وأدوات وضوابط من الواجب على كل صحفي مراعاتها والاستعانة بها لكي يرتقي بمستواه المهني وبفحوى كتابته الصحفية.

وأشارت إلى أنّ أهمية الدورة تكمن فيما يتناسب مع العصر السريع الذي نعيشه في وقتنا الحاضر ودخول العديد من البرامج وتقنيات المغالطة التي يستعملها البعض بإطار ضار وغير نافع، يستهدف تضليل الرأي العام وتقديم المعلومة الخاطئة في كثير من الأحيان، وليس هذا فحسب، بل تعدّاه لأن يشوّه صورة الأشخاص ويلفّق التهم لهم.

وفي السياق ذاته، لفت اختصاصي مصادر المعرفة، والكاتب رائد البصري، إلى أنّ الدورة جاءت لتنبّهنا إلى ضرورة الأخذ بيد التدقيق والاستعانة به في التأكّد من حقيقة المعلومات التي تتدفق إلينا بكثرة من خلال نوافذ عولمية عالمية عديدة قبل أن يتم نشرها.

البصري شدّد على أن الورشة حاكت عمل الصحفي الذي يتطلب الدقة في نشر الخبر أو المعلومة بطريقة جميلة وشيّقة، من خلال الدمج بين الأسلوب النظري والعملي وتقديم النماذج الحيّة، وعرض الأخبار التي طالها الخطأ من جانب، والتحريف والنقصان من جانب آخر، وذلك من شأنه أن يوفّر للصحفي حسّاً مضاعفاً في كيفية عدم وقوعه ضحيةً للتضليل وأخذ المعلومة الخاطئة من مصادر غير موثوقة.

وفي ختام الورشة، كرم رئيس التحرير عبدالله إلهامي، المدرب غسان الشهابي، وتم التقاط صورة تذكارية جماعية مع المشاركين في الورشة.