زهراء حبيب


المملكة حريصة على إبراز منظومة القيم والمشتركات بين الحضارات والثقافات
تحرص مملكة البحرين على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي والحفاظ على الألفة الشعبية وحرية ممارسة الطقوس والشعائر الدينية لمختلف الأديان، وتعمل على توسعة هذه المفاهيم والمعايير الإنسانية ليس على المستوى المحلي فقط، بل عالمياً من خلال تنظيم العديد من المؤتمرات واللقاءات الخاصة بأهمية التعايش السلمي بين الشعوب. وقبل عدة سنوات بدأت البحرين بإتخاذ خطواتها الرسمية لترسيخ وتعزيز هذه المفاهيم التي عاش في كنفها الشعب البحريني منذ القدم، وتعاقبت عليه الحضارات التاريخية التي مرت بها البحرين، ومنها صدور الأمر الملكي بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في عام 2018.

وكان الهدف من إنشاء المركز إبراز منظومة القيم والمشترَكات الجامعة بين الحضارات والثقافات، والتوعية بأهمية تلاقي الحضارات وتمازُجِها لتحقيق السِّلْم العالمي والعيش الإنساني المشترك، وكذلك تعزيز السِّلْم العالمي والعيش المشترك بين البشر من خلال ما تجسِّده المشترَكات الجامعة بين الحضارات، ناهيك عن إحداث حركة تنويرية من خلال التوعية بأهمية الحوار والالتقاء على ما اتَّفقت عليه الحضارات والثقافات من مشترَكات أخلاقية وحقوقية، والأهم مكافحة الفكر المتطرف المغذي للعنف والكراهية والإرهاب، وإظهار إيجابيات التعددية والتنوع والتسامح في حاضر المجتمع البحريني وموروثة الثقافي. وهو ما جاء لتأكيده ما كفله المشرع الدستوري هذا الحق ونص على تلك الحرية صراحة في المادة (22) من دستور مملكة البحرين والذي جاء فيها: «حرية الضمير مطلقة وتكفل الدولة حرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقاً للعادات المرعية في البلد». ويعد كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية والذي تم افتتاحه رسمياً تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم في العاصمة الإيطالية روما يوم5 نوفمبر 2018.

وفي ديسمبر 2021 وبرعاية سامية من جلالة الملك المعظم، افتتحت الكاتدرائية الكاثوليكية على أرض هبة من جلالة الملك المعظم، وتعد ثاني كاتدرائية في البحرين بعد الأولى التي بنيت قبل حوالي 81 عاماً.

ووفق آخر الإحصائيات المنشورة عن دور العبادة في مملكة البحرين، والتي تبين وجود 575 مسجداً هو عدد المساجد السنية، و762 الجعفرية، و634 مآتماً، و15 كنيسة، وكنيس يهودي، و5 دور عبادة لغير الديانات السماوية.

وفي زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، إلى مملكة البحرين في نوفمبر 2022م، لعقد البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» في دورته الأولى، والإعلان عن إنشاء «جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي»، وإقامة أكبر قداس تاريخي يقودة البابا فرنسيس في إستاد البحرين الوطني في ذات الفترة، والتي حضره أكثر من 28 ألف شخص من 111 جنسية.

وفي 30 يونيو 2024 أطلق مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي دبلوم الدراسات العليا المشترك حول التعايش السلمي، بالتعاون مع جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة، ومؤسسة جويا للتعليم العالي بمالطا.