أكد السفير البريطاني لدى البحرين، أليستير لونغ، أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأخاه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، من أبرز الداعين إلى أهمية السلام والحوار خلال الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.

وفي حديث لوكالة أنباء البحرين (بنا) عقب زيارة ديفيد لامي وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة، أوضح السفير لونغ أن الزيارة التي قام بها الوزير إلى مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية كانت تهدف إلى الاستماع إلى "أصدقاء مقربين" خلال هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة.

وكان وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة قد أجرى خلال زيارته في وقت سابق لمملكة البحرين محادثات مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية حيث بيّن السفير لونغ أن هذه الاجتماعات أكدت على قوة العلاقات بين المملكة المتحدة ومملكة البحرين، والتزام الجانبين بالتعاون المستمر لمعالجة التحديات الإقليمية.

وحول الشراكة الإستراتيجية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة وتوافقها مع الأولويات الخمس التي أعلن عنها وزير الخارجية البريطاني وتتضمن أزمة المناخ وتعزيز الأمن العالمي وتعزيز التنمية الدولية وتعزيز حقوق الإنسان وتعزيز التجارة العالمية؛ أوضح السفير لونغ أن هناك تقاربًا كبيرًا بين البلدين، مشددًا على أن العلاقة بينهما لا تقتصر على اللقاءات الدورية، بل تتعلق بمعالجة القضايا العالمية الكبرى بشكل مشترك مؤكدًا أهمية وجود آليات مستمرة للحوار والتعاون، وأن زيارة وزير الخارجية البريطاني تدل على أن هذه الجهود تقودها الإرادة السياسية القوية والصداقة الوثيقة بين البلدين.

وأشاد السفير لونغ بالدور المحوري الذي تلعبه مملكة البحرين من خلال رئاستها لجامعة الدول العربية هذا العام من أجل إيجاد الأرضية المناسبة للحوار وتعزيز السلام في المنطقة، كما أثنى على جهود مملكة البحرين تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة العاهل المعظم خلال قمة البحرين التي استضافتها المملكة في مايو الماضي، والتي وصفها بأنها ناجحة من الناحيتين اللوجستية والدبلوماسية.

وقال لونغ إن دور البحرين في رئاسة الدورة الحالية من أعمال القمة العربية كان واضحًا، حيث تم التوصل إلى توافق حول قضايا ملحة مثل القضية الفلسطينية والتعليم والرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية، وحول دعوة البحرين لعقد مؤتمر دولي للسلام، أشار السفير إلى أن هذه المبادرة مرحب بها من قبل المملكة المتحدة، وقال إن مكانة البحرين المميزة تمكنها من استضافة مثل هذا المؤتمر، مشيرًا إلى علاقات البحرين الدبلوماسية القوية مع مختلف الأطراف الإقليمية وموقفها المتوازن الذي يجعلها الوسيط الأمثل لمحادثات السلام المستقبلية.

وأضاف أن البحرين تدرك أهمية التوقيت المناسب لعقد هذا المؤتمر، لافتًا إلى أن التركيز الحالي يجب أن يكون على تهدئة النزاعات الحالية قبل الانتقال إلى مناقشة أفق السلام المستدام.

وأكد السفير أن محادثات وزير الخارجية البريطاني شملت مناقشة القضايا الإقليمية الملحة، بما في ذلك الأوضاع في لبنان وغزة، والجهود المستمرة للعمل نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما شدد البلدان على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية في هذه المناطق؛ معربًا السفير لونغ عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة، مع التأكيد على الهدف المشترك في إيجاد طريق نحو السلام.

وقال إن زيارة وزير الخارجية البريطاني شملت أيضًا منشأة الإسناد البحري البريطانية في البحرين، حيث تم اطلاعه على عمليات القوات البحرية المشتركة التي تضم 46 دولة، وتعمل هذه القوات على مكافحة الأنشطة غير القانونية مثل تهريب المخدرات والقرصنة وتهريب الأسلحة، والتي تهدد استقرار المنطقة.

وأشاد السفير لونغ بدور البحرين في دعم هذه الجهود متعددة الأطراف، خاصة في حماية الطرق البحرية التي تعتبر حيوية للتجارة الدولية، كما أشار إلى التهديد المتزايد الذي تشكله الهجمات الحوثية في باب المندب، مؤكدًا رفض أي محاولة لربط هذه الهجمات بالوضع في قطاع غزة، معتبرًا أن هذا الربط يضلل الرأي العام.

وتطرق السفير إلى العلاقة العريقة التي تربط بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، والتي تمتد لأكثر من 200 عام، مما يجعلها واحدة من أعرق العلاقات في المنطقة، مؤكدًا أن هذه الصداقة مبنية على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة والالتزام بالتعاون لمعالجة التحديات الإقليمية والدولية.

وأعرب السفير عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا، والاستدامة، والبيئة والتعليم، مشيرًا إلى أن هناك رؤية مشتركة بين البلدين لتحقيق النمو الشامل، والعمل على مشاريع تعود بالنفع والفائدة على اقتصادات البلدين ومجتمعاتهما، وأضاف أنه سواء كان الأمر يتعلق بالتعاون في التكنولوجيا الجديدة أو الاستثمار في الاستدامة، فإن مملكة البحرين والمملكة المتحدة تدركان أهمية الجهود المشتركة لدعم الازدهار المستقبلي لكلا البلدين".

واختتم السفير لونغ بالقول إن زيارة وزير الخارجية البريطاني عززت الشراكة الإستراتيجية بين البلدين بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاءات رسمية، بل أظهرت توافقًا حقيقيًا في الرؤى بين البلدين حول قضايا السلام والأمن والتعاون الاقتصادي.