يجب تصحيح عدد من الأمور الفنية قبل مواجهة السعودية

عمر البلوشي

شهدت الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026م تعادل منتخبنا الوطني 2-2 مع نظيره الإندونيسي، حيث كان بالإمكان أن يحقق المنتخب فوزاً مهماً يعزز من حظوظه في المنافسة بشكل مبكر مع الوصول للجولة الثالثة من التصفيات.

ولم يتهاون منتخبنا إطلاقاً في هذه المواجهة التي دخلها بروح وعزيمة كبيرين من أجل تحقيق الفوز، وظهر منذ بداية المباراة أن رجال الأحمر يتفوقون في الأداء على منافسهم المدعم بلاعبين محترفين في أوروبا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إلا أن هناك بعض الأمور الفنية التي حالت دون تحقيق هذا الانتصار الذي كان من المفترض أن يكون على أرضنا وبين جماهيرنا.

وبالنظر إلى أداء المنتخب في الشوط الأول، فإن الأحمر تفوق في الكثير من الجوانب خلال هذه المواجهة وأبرزها الاستحواذ وبنسبة 56.2% لمنتخبنا، و43.8% لصالح إندونيسيا.

وتفوق الأحمر في دقة التمرير داخل منطقة الخصم بنسبة 65.1%، إلا أن الفعالية الهجومية أمام المرمى كانت غائبة بشكل كبير على الرغم من البناء الجيد من الخلف، حيث واجه منتخبنا صعوبة في التمرير داخل منطقة الخصم، في ظل ضغط لاعبي المنافس على لاعبينا لانتزاع الكرة وكان لهم ذلك من خلال القطع الناجح 9 مرات لإندونيسيا و4 مرات لمنتخبنا، إلى جانب تشتيت المنافس للكرة 28 مرة ومنتخبنا 11 مرة، مما حد بشكل كبير من إمكانية تشكيل خطورة على مرمى الخصم.

وكانت أول هجمة ناجحة لمنتخبنا في الشوط الأول خلال الدقيقة 41 عندما سدد على مدن كرة قوية تصدى لها الحارس، ومن ثم لعب مدن الركنية من رأسية خطيرة من أمين بنعدي، إلا أن المنتخب الإندونيسي نجح في تسجيل هدف التعادل من خطأ وربكة داخل المنطقة.

ومع بداية الشوط الثاني، واصل منتخبنا رغبته واندفاعه في التسجيل مع نجاحه في تشكيل خطورة على منافسه، وخاصة أنه اعتمد بشكل كبير على الكرات العرضية التي وصلت إلى 25 عرضية طوال المباراة أمام 6 عرضيات فقط للمنتخب الإندونيسي.

لكن إندونيسيا نجحت في تسجيل الهدف الثاني لها في الدقيقة 74، بعدما تمكن لاعبيهم من استغلال المساحات التي تركها منتخبنا، وعدم ضغط فينيسيت على حامل الكرة، ليسجل المنافس هدف التقدم على الرغم من تفوق منتخبنا في عدد من الجوانب الفنية.

وشكل منتخبنا بعدها ضغطاً كبيراً على إندونيسيا، وحصل على العديد من الفرص المحققة للتسجيل، حيث سدد لاعبي الأحمر 11 تسديدة من داخل منطقة الجزاء، مقابل 3 تسديدات للمنتخب الإندونيسي، و13 تسديدة من خارج منطقة الجزاء أمام تسديدتين فقط للمنافس، فيما حجب لاعبوا إندونيسيا 9 تسديدة عن مرماهم، بينما لم يحجب لاعبي منتخبنا أي تسديدة، ووصلت دقة إندونيسيا في التسديد على المرمى بنسبة 100% سجلوا منها هدفين.

ويتطلب على مدرب منتخبنا الكرواتي دراغان تالاييتش إعادة ترتيب الأوراق بشكل صحيح قبل مباراة السعودية، وخاصة أن الأخضر يتميز بشكل كبير في الجانب الفني على إندونيسيا على الرغم من عدم التوفيق الذي يحالفهم خلال هذه التصفيات حتى الآن.

وذكر المدرب دراغان بأن الأخطاء واردة في المباريات، إلا أن تكرارها منذ مباراة اليابان يحتاج إلى وقفة جادة قبل مواجهة الأخضر الأسبوع القادم، إلى جانب ذكره أن اللاعبين بحاجة إلى رفع مستوى الصلابة الذهنية لديهم، والذي ذكره سابقاً بعد مباراة اليابان، ولكن مع تحسن في مكتمل في ذلك.