تمكنت البحرين خلال السنوات الأخيرة من أن تكون مركز جذب للعديد من المعارض والمؤتمرات الإقليمية والدولية، واستطاعت بفضل توجيهات القيادة الرشيدة من تنظيم واستضافة الكثير من الفعاليات المتنوعة التي وضعت البحرين على قائمة الدول المختارة في السياحة والسفر وإقامة المناسبات، سيما بعد النجاحات الأخيرة التي تكللت بها معارض الصناعات المختلفة والعطور والأغذية والنفط والدفاع والجواهر والحدائق وغيرها.

وسعت البحرين من خلال أجهزتها المعنية، ومازالت تسعى، إلى لفت انتباه وأنظار الشركات والفعاليات الدولية والشرق أوسطية للميزات النسبية التي تتمتع بها كملتقى للفعاليات والأحداث، خاصة منذ نوفمبر عام 1991 بعد افتتاح مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات القائم حاليا وسط مدينة المنامة، والذي وضع المملكة ضمن أهم مناطق استقطاب صناعة المعارض في المنطقة والعالم.

وهناك عاملان لتحرك البحرين الحثيث للاستثمار في قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات، والاستفادة من أجواء الأمن والاستقرار التي تتمتع بها، وتوظيف الحوافز الاقتصادية المشجعة التي تتوفر بها، وتتيحها بيئتها التجارية التنافسية، وهما: ما تدره صناعة المعارض في العالم من دخول تعد كبيرة نسبيا، حيث تُقدر قيمتها بـ 1,6 تريليون دولار أمريكي، وتستقطب سنوياً أكثر من 3 ملايين عارض، ونحو 260 مليون زائر، حسب بعض التقديرات، والوعي الوطني بقيمة صناعة المعارض وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للبحرين باعتبارها محوراً مهماً من محاور سياسة تنويع مصادر الدخل وتحريك عجلة الاقتصاد وتحقيق الرؤية المستقبلية 2030.


وكان وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد بن راشد الزياني قد أكد في تصريح له أن التصاميم الهندسية الأولية لأرض المعارض الجديدة "مركز البحرين الدولي للمعارض" المزمع إنشاؤه بجانب حلبة البحرين الدولية في منطقة الصخير، والتي ستشغل مساحة تقدر بـ 100 ألف متر مربع على الأقل، قد تم الانتهاء من إعدادها، وأنه سيتم طرح المناقصة الخاصة بها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2018.

ويُنتظر وضع حجر الأساس لهذا المشروع الضخم فور إقرار هذه التصميمات المبدئية وإرساء العطاءات وتوفير مصادر التمويل التي تقدر تكلفة الإنشاء الأولية بما يزيد عن نصف بليون دولار أي ما يعادل 200 مليون دينار بحريني، ويتوقع الشروع في بنائه خلال هذا العام، والانتهاء من كل أعمال البناء والتشييد في غضون سنتين إلى سنتين ونصف.

ويضم مركز المعارض الجديد في مرحلته الأولى التي تمتد على مساحة 40 ألف كيلو متر مربع العديد من المرافق بجانب ساحات وقاعات العرض المجهزة التي تتناسب مع جميع أنواع المعارض والمعروضات، إضافة للقاعات المخصصة والمجهزة لاستضافة المؤتمرات والفعاليات المختلفة، فضلاً عن المجمعات التجارية المخصصة للتسوق وأماكن الطعام والإقامة أيضاً، حيث سيتم بناء فندق مخصص للزوار والعارضين والسائحين المتوقع انخراطهم في فعاليات المعرض المستقبلية.

ويعكس التحرك البحريني لإنشاء مركز المعارض الجديد مدى الأهمية التي بات يحتلها قطاع صناعة المعارض في المملكة، وذلك على ضوء العديد من الأسباب، منها: زيادة الإقبال على مملكة البحرين واختيارها لإقامة العديد من الفعاليات، فضلاً عن زيادة المساحات المخصصة للمعارض التي أقيمت خلال الفترة الأخيرة في المملكة نتيجة شدة الإقبال عليها سواء من جانب العارضين أو الزوار والسائحين من داخل المملكة وخارجها، والرغبة الجارفة في المشاركة بها، ومنها معرض الإسكان والدفاع الأخيرين، بالإضافة إلى أهمية الاستفادة بما تتمتع به البحرين من بيئة تنظيمية مغرية وبنية تحتية متكاملة، وهو عامل مهم يحفز كبرى الشركات المحلية والإقليمية والعالمية على التواجد والمشاركة في الفعاليات والأحداث المهمة التي يمكن تنظيمها واستضافتها في البحرين.

وكانت وحدة للدراسات التحليلية والاستشارات الاستراتيجية قد أكدت على هذه الميزة النسبية التي تتمتع بها المملكة، حيث اعتبرت في تقرير نشر في ديسمبر الماضي أن نمو قطاع "المعارض والمؤتمرات" البحريني أمر غير قابل للنقاش عام 2018 نتيجة لوجود وتوافر العديد من العوامل أهمها: البنية الأساسية المتميزة وبيئة الأعمال الميسرة التي تتوفر بها.