كتبت- زهراء حبيب:

عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة زوجة أب( 26 سنة) بحرينية من أصول عربية بالسجن 7 سنوات قتلت ابنة زوجها "زهراء" ذات 9 سنوات، تحت وطأة التعذيب بضربها وحرقها بالمكواة حتى تسبت بوفاتها، وفي الوقت نفسه برأت المحكمة الأب (37 سنة) من تهمة الاشتراك مع زوجته في التسبب بوفاة ابنته من زوجته السابقة.



وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أنها أوقعت أقصى عقوبة بحق زوجة الأب، ومن منطلق حرصها على العدالة، أهابت بالمشروع بالتدخل بتشديد عقوبة الضرب المفضي إلى الموت، حتى تتناسب العقوبة مع بعض الأفعال الإجرامية البشعة والتي تحمل ذلك الوصف والتكييف القانوني لتلك الجريمة.

وجلبت الطفلة زهراء ذات 9 سنوات إلى مستشفى الملك حمد من قبل الإسعاف بعد أن أبلغ ذووها عن سقوطها في دورة المياه بمنزلها الكائن بالحد، لكنها كانت فارقت الحياة.

وا
كتشف الأطباء بعد الكشف، وجود كدمات ورضوض وحروق بمختلف أنحاء جسمها، وعلى الفور تم إبلاغ الشرطة بالواقعة، وعرضتها على الطبيب الشرعي لتبيان سبب وفاتها حيث، الأب نفى منذ بداية الأمر، تعنيف طفلته زهراء من زوجته السابقة، ودفع بأن الحروق في رقبتها سببها مشاجرتها مع شقيقتها الصغرى التي سكبت عليها الماء الحار.

وفي يوم الواقعة خرج الأب وكانت الطفلة زهراء بصحة جيدة، وأبناؤه الخمسة الأحداث ونجل شقيقه ترعاهم زوجته، وما إن اختلت المتهمة بالطفلة "زهراء" حتى تجردت من مشاعرها الإنسانية، فلم ترحم ضعفها وتوسلاتها فاعتدت عليها بالضرب عمداً على ظهراً، محدثة بها إصابات رضية جسيمة وكدمات بالرئة اليمني وبأنسجة وعضلات الخصرين صاحبها نزيف دموي غزير غير متجلط بالبطن، حتى تسببت تلك العوامل والإصابات الجسيمة إلى وفاتها نتيجة لصدمة نزفية وهبوط حاد بالدورة الدموية، فسقطت بدورية المياه دون حراك.

وقال إنه تزوج بزوجته الحالية "المتهمة" عام 2012 وأنجب منها طفلين فتاة وولد يترواح أعمارهم بين 3 والعامين، وأن لديه من زوجته الأولى المجني عليها ذات 9 سنوات وشقيقها 11 سنة، وشقيقتها 10 سنوات، منوهاً بأنه انفصل عن أمهم عام 2010 وهي مقيمة بموطنها ولم يجلبهات للبحرين بتاتاً، وجلب أبناءه الثلاث منها فقط.

وأكدت عمة الطفلة"شقيقة الأب" بأنها كانت تلاحظ وجود علامات إصابية على المجني عليها، عندما كانت تأتي لزيارتها وهي مرتدية الحجاب والملابس ذات الأكمام الطويلة، وعند سؤالها لشقيقها وزوجته قالا إن ذلك للحفاظ على شعر رأسها من السقوط، بيد أنها شاهدت رضوضا وجروحا بساعديها وآثار حروق برقبتها من الناحيه اليسرى، وعندما سألت الأب عن ذلك غضب، وقال لها إن هذا الأمر لا يخصها وليس من شأنها أن تتدخل به.

وكشف تقرير الطبيب الشرعي الحقيقة، بأن سبب وفاة الطفلة زهراء جراء تعرضها لإصابة بليغة في ظهرها معاصرة وحديثة أدى لوقوع نزيف في البطن، وأكد أن الإصابات الظاهره في الظهر لا تحدث بمجرد السقوط بل نتجة أثر التعدي عليها بعنف.

وأشار الطبيب الشرعي إلى وجود إصابات من أدوات صلبة غير خشنه السطح كالضرب بقبضة اليد والركلات على سبيل المثال، ومنها حدث بجسم اسطواني كعصا أو خرطوم، وأن الأثار الحرقية الموجودة على جانب الظهر تتشابة مع شكل المكواة وأن الأثار على الرقبة لا تحدث من السوائل.

وأكد أن الاصابات على ظهر الطفلة الجسيمة أدت إلى نزيف وهي إصابة غير جائزة الحدوث من مجرد السقوط بدورة المياة أو الدفع، بل من اعتداء تم بعنف ونرى بأنها لا تحدث من هؤلاء الأطفال الصغار.

وأسندت النيابة إلى الزوجين أنهما ألحقا ألما شديدا بالمجني عليها التي كانت تحت سيطرتهما بأن قامت المتهمة الأولى بتكرار التعدي على سلامة جسمها بالضرب والحرق بغرض تخويفها ومعاقبتها وتمييزها ونتج عن ذلك التعذيب الاصابات الموصوفة بتقارير الطب الشرعي، وقد أدى فعل التعذيب لموت المجني عليها .

وأكد فيصل الجمعان محامي الأب بأن موكله يشهد له بحسن معاملاته لأبناءه، ومن غير المنطقي قيامه بتعذيب أطفاله و الاعتداء على سلامة جسمهم ، دون أن يلاحظها أحد، ولا يكن لهم إلا الحب و المحبة، فضلا عن عدم وجود المتهم وقت الواقعة.

ولفت الجمعان إلى ما قرره المتهم بأن المجني عليها لم تكن تعاني من أمراض وأنه حال خروجه من المنزل يوم الواقعة كانت في حالة صحية جيدة ولا يوجد بها ثمة إصابات، وأن زوجته المتهمة الأولى قامت بالاتصال به في حوالي الساعه 7.45 مساء وأبلغته بأن المجني عليها في وضع حرج نتيجه سقوطها بحمام صالة المنزل.

فيما ذكرت المحكمة في حكمها أن المتهمة هي الشخص البالغ الوحيد الذي كان متواجدا بالمنزل أثناء حدوث إصابات المجني عليها والتي أودت بحياتها، واستبعدت المحكمة إمكانية حدوث اعتداء من أشقائها أو سقوطها أرضا وأية ذلك ما تحمله نفس المتهمة من كره وضغينة للمجني عليها قبل وفاتها وعدم شعورها بالحزن لوفاتها، حيث ذكرت المتهمة أنها تعيش حياة بائسة مع "عقربتين" "المجني عليها وشقيقتها"، وأنها تتمنى الخلاص منهما، ولفتت إلى أن العقوبة في جريمة الضرب المفضي إلى الموت، تبلغ 7 سنوات.

وبالنسبة للأب، أشارت المحكمة إلى عدم تواجده بالمنزل وقت الجريمة، وقد أكدت مشرفة مدرسة الطفلة "زهراء" بأن علاقتها مع والدها جيدة بخلاف زوجة الأب، والتي قررت لإحدى جيرانها بأنه طيب تجاه أبنائه ويحبهم، وعليه خلت الأوراق من ثمة دليل على أن المتهم الثاني قد ساهم في ارتكاب الواقعة.



--

زهراء حبيب