عقد الاجتماع الأول للمشاورات السياسية بين مملكة البحرين وجمهورية إندونيسيا، والذي استضافته العاصمة الإندونيسية جاكرتا، برئاسة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وعن الجانب الإندونيسي، المدير العام لشؤون آسيا والمحيط الهادئ وإفريقيا بوزارة الخارجية ديسرا بيركايا.

وفي بداية الاجتماع، أعرب د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، عن سعادته بزيارة جمهورية إندونيسيا الصديقة، من أجل تفعيل مذكرة التفاهم للتشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين، والموقعة في سبتمبر 2015، مؤكداً أن مملكة البحرين تولي أهمية خاصة لتعزيز علاقات التعاون مع هذا البلد الإسلامي الكبير في مختلف المجالات، بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الصديقين.



وتم خلال الاجتماع، تناول السبل الكفيلة بتطوير علاقات التعاون الثنائي، وفي المحافل الدولية، كما تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن هناك العديد من المقومات المشتركة بين مملكة البحرين وجمهورية إندونيسيا، والتي تمهد الأرضية لشراكة قوية وممتدة، فقد عكس موقع الأرخبيل في البلدين خصائص الانفتاح، والثقافة، وحركة التجارة، والتنوع في إطار الوحدة، كما إن البلدين لديهما إسهامات مهمة من خلال عضويتهما في المنظمات الإقليمية والدولية، فهناك تعاون على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا "آسيان" بهدف إيجاد قوة اقتصادية قادرة على التفاعل والبناء مع العالم، وتعاون آخر في إطار "حوار التعاون الآسيوي"، الساعي إلى تعزيز التفاهم والصداقة بين الدول الآسيوية.

واستعرض وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، مبادئ السياسة الخارجية لمملكة البحرين والتي رسمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وتقوم على المبادئ الدولية والإنسانية الأصيلة والراسخة، وترتكز على قيم العزة والحكمة والإخاء والتفاعل، وتهدف إلى نشر السلام والاستقرار والوسطية، وتحقيق أمن ورفاهية ورخاء المواطن، كما تعكس النجاحات الكبيرة والمكتسبات المتوالية، لريادة المملكة في الإصلاح الشامل، والتنمية المستدامة، والمبادرات النوعية.

وأكد، أن العلاقات بين البلدين مؤهلة إلى مزيد من التقدم والتطور على جميع الأصعدة، خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن هناك رغبة متبادلة لتعظيم التعاون المشترك في مجالات الطاقة، والصيرفة الإسلامية، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، بالإضافة إلى مجالات أخرى، مثل: إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، البني التحتية، السياحة، المعارض المختلفة، الرعاية الصحية، الشباب والرياضة، وتبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية. وفي هذا الصدد، تم تبادل العديد من الأفكار والرؤى بشأن الكثير من الفرص الاستثمارية المتميزة التي يمكن من خلالها تنمية أطر التعاون الاقتصادي والاستثماري، انطلاقاً من التنسيق بين رؤية البحرين الاقتصادية 2030، والرؤية الاستراتيجية لإندونيسيا لبناء مجتمع المعرفة.

ونوه وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، بالدور الإيجابي والمقدر الذي تضطلع به الجالية الإندونيسية بمملكة البحرين، وبإسهاماتها في مسيرة النهضة الوطنية، مشيراً إلى حرص المملكة على توفير المعايير الملائمة، وضمان سلامة وحماية الجاليات المقيمة كشركاء في التنمية والإنسانية. وهو ما انعكس في تصنيف مملكة البحرين مؤخراً، ضمن الفئة الأولى في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المعني بمكافحة الاتجار بالبشر، كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط تحصل على هذا التصنيف المتقدم.

ورداً على إشادة الجانب الإندونيسي بمواقف مملكة البحرين الثابتة والداعمة لإندونيسيا بشأن مواجهة الأعمال الإرهابية؛ شدد د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، على أن مواقف المملكة واضحة وثابتة وفاعلة، تجاه كل ما يتعلق بهذه الظاهرة الخطيرة، كون الإرهاب يشكل أهم التحديات التي تواجه دول العالم، ومن أخطر انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك في ظل قيام دول مارقة برعاية وإدارة وتمويل الإرهاب، وتقديم الملاذ الآمن لجماعاته، بغرض السيطرة على مقدرات الدول الأخرى، وزعزعة السلم والأمن الدوليين، مؤكداً أن المعالجة الشاملة للإرهاب، فكراً وممارسة ورعاة، هي الأنجح والأكثر تأثيراً، خاصة إذا تضافرت الجهود الدولية للقضاء على هذه الآفة.

ومن جهته، أعرب المدير العام بوزارة الخارجية الإندونيسية ديسرا بيركايا، عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون والتنسيق مع مملكة البحرين الصديقة، مؤكداً أن البحرين حققت إنجازات تنموية جديرة بالإشادة، بفضل قيادة وحكمة جلالة الملك كزعيم إصلاحي يفخر به العالم الإسلامي، متمنياً لمملكة البحرين، قيادة وشعباً، المزيد من التقدم والازدهار.

وفي ختام الاجتماع، تم التوقيع على محضر الاجتماع الأول للمشاورات السياسية بين البلدين، واتفق الجانبان على عقد الاجتماع الثاني للمشاورات السياسية في مملكة البحرين.