أبوظبي - خالد الطيب

أكد وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يمثل المظلة المرموقة للعمل القومي الهادف، الذي ركز على تمكين الأدباء والكتاب العرب حتى يشكلوا مستقبل المنطقة والتأكيد على مكانتها اللائقة بين أمم العالم".



وأضاف في كلمة، خلال اجتماع الاتحاد الـ27، الذي تستتضيفه أبوظبي حالياً، أن الاتحاد يمثل منارة فعالة لمناقشة الأمور المهمة في العمل العربي المشترك والخروج بقرارات تجد طريقها الصحيح نحو التطبيق الفعال.

وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن "لثقافة التسامح وبناء الهوية بين الآن والآخر وهو موضوع مهم ليتم اختياره كموضوع لهذا المؤتمر".

وبين أن التسامح والتعايش السلمي في الإمارات العربية المتحدة، والذي يهدف إلى الحياة في سلام مع الآخرين واحترام معتقداتهم وثقافاتهم المختلفة فالتعددية والتنوع في خصائص السكان هو مصدر قوة في المجتمعات البشرية"

وقال وزير التسامح الإماراتي "إن رسالتنا إلى العالم من الإمارات و الأمة العربية كلها أننا حريصون كل الحرص على تحقيق التعايش والتواصل والحوار الهادف بين الجميع لتحقيق السلام والاستقرار لكافة ربوع العالم، وأن الإمارات تمثل نموذج يحتذى به في التعايش الإسلامي، العلاقة بين التسامح والهوية لتحقيق المصالح العربية المشتركة

وشدد آل نهيان " على نقطة البداية والتي يجب أن يتم بتحديد مفهوم واضح للهوية مع الاتفاق لكافة أبعادها ومن ضمنها منظومة القيم والعادات والتاريخ التراث العربي الإسلامي الأصيل والمعاصر عناصر الولاء والانتماء والتعددية في خصائص السكان وعوامل التجانس الثقافي مع الرموز الوطنية والقومية التي تمثل عنواناً ساطعاً لأعمالهم وإنجازاتهم وكيف أن ذلك كله يسهم في تأصيل الهوية والامتداد بها

وأضاف "يجب علينا كعرب أن ندرك أهمية الإحاطة بعناصر هذه الهوية وتعميق مشاعر الاعتزاز بها لكونها أمر ضروري لبناء قدراتنا التنافسية في العالم والتعود على معاملة الآخرين معاملة الند والنظير في إطار فهم ذكي بطبيعة وأبعاد العلاقات بين الأمم والشعوب في عصر أصبح فيه العالم قرية صغيرة".

وبين آل نهيان "أن المناقشات والمداولات حول الهوية هي وسيلة مهمة لتثبيت تاريخنا العريق وتأصيل عروبتنا فنحن أصحاب حضارة وهوية غريقة وأفكارنا متدفقة الأمر الذي يؤهلنا للنمو بمسيرة البشرية دون تشدد ولا تعصب ونحن قادرون على أن نتعامل مع الداخل دون أي مساس بالهوية على الإطلاق".

وأضاف "لا خوف على هذه الأمة الخالدة طالما نتمسك بمبادئنا ونؤدي دورنا بنشر القيم وندرك قدراتنا ونحرص على تنميتها لأعلى مستوى فه وتاريخنا حافل بإنجازاتنا الباهرة".

وأوضح آل نهيان "أن وجودنا اليوم من أجل بحث التسامح والهوية هو تعبير قوي عن دور الأدب والفكر حول تشجيع التفاعل الناجح بين الحضارات والثقافات المختلفة وبناء العلاقات بين مختلف الشعوب على أساس تعاوني متخلصين بذلك من الصور النمطية عن الآخرين".

وحمل آل نهيان الأدباء والكتاب مسؤولية تصحيح المجتمعات ودفعها نحو التعايش السلمي والتقبل كونهم قادة للفكر وعليهم بذل كل الجهد من أجل إنتاج عمل فكري وأدبي ليكون وسيلة للانفتاح بين الأمم والشعوب حتى يتعرف كل منها على تاريخ وحضارة الآخر ليتعايش الجميع بسلام".

وأضاف "يجب أن يكونوا الكتاب والأدباء ضمير هذه الأمة ليتخذوا من أفكارهم وإنتاجهم الأدبي منصة انطلاق لنشر ثقافة التعايش بين العالم وأن موضوع هذا الندوة هو موضوع مهم ووجودكم هنا دليل على حرصكم على تصحيح واقع الأمة والتعرف على التحديات التي نواجهها بحكمة وأمانة وعرض الحلول المقترحة".

وشارك وفد أسرة الأدباء والكتاب المشارك في اجتماعات المؤتمر العام 27 للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 19-22 يناير 2019 برئاسة الشاعر إبراهيم بوهندي رئيس الأسرة وعضوية كل من نائب الرئيس د. راشد نجم والأمين العام للأسرة د.فهد حسين ورئيس العلاقات العامة والإعلام د.صفاء العلوي بالإضافة لعضو مجلس الإدارة د. عبدالقادر المرزوقي ود. ضياء الكعبي

وسيشارك الوفد في اجتماعات المؤتمر ومداولاته والأمسيات الشعرية التي أطلق عليها في هذا المؤتمر "مهرجان ناصر جبران الشعري"، وهو اسم الشاعر الإماراتي الراحل تقديراً لدوره الكبير ومسيرته الإبداعية الراقية على المستوى المحلي والعربي .. وكذلك الندوة الفكرية المصاحبة بعنوان "ثقافة التسامح وبناء الهوية بين الأنا والآخر" والتي ستقدم فيها العديد من الأوراق البحثية.

وقال الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب د. حبيب الصايغ في كلمته التي ألقاها "نحن نعود اليوم إلى أبو ظبي لمطلع عام سمته الإمارات عام التسامح، نعود إلى حيث انطلقنا قبل 3 سنوات سنين وفي ذاكرة كل منا إضاءة وإضاءات، ها نحن نضع السنوات الثلاث الماضية في الركن الأقصى من الرأس والقلب ماضين إلى مستقبل ينبني على الحاضر ويتجاوزه ولم أكن وحدي أميناً لاتحادنا العام كنا جميعاً أمناء أوفياء وتحقق ماتحقق بعمل وإرادة وإصرار الجميع، فالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ومجموع أعضائه وهو كل عضو فرد وسر عبقرية..هذا الاتحاد قائم على المحبة قبل العمل أو الهدف المشترك وعلى العمل والهدف المشترك مع المحبة وبعدها وقبلها

وتابع "كنا في منتصف هذه الدورة بالجزائر ودمشق وبغداد والقاهرة وقلنا إننا استعدنا بمصر وبغداد لكن تبين لنا بعد ذلك أنه تعبير خاطئ أن الإنسان لايستعيد روحه وجسده".

وأضاف الصايغ "نحن على أعتاب مرحلة جديدة للعمل العربي الثقافي المشترك مرحلة تحقق أغراض نظامنا الأساس وتبقى بتعاون الجميع بالوسائل والأهداف مع التذكير بأنه تحديات المرحلة كبيرة ولابد من عمل شاق جاد نخن تحقيق أهم مانصبو إليه ومنه نأسسة اتحادنا العام أبعد وأعمق والعمل على تمكين الكتاب الشباب كما حدث في البحرين".