أكد 49% من متابعي حساب «الوطن» عبر صفحتها على «انستغرام» والمشاركين في استطلاع للرأي، أنهم استفادوا من الخدمات والمواعيد الطبية بالمراكز الصحية سواء الحكومية أو الخاصة عن بُعد «خدمة التطبيب عن بُعد»، أكد 178 مشاركاً الاستفادة من الخدمة، في حين بلغ إجمالي عدد الذين لم يستفيدوا من الخدمة والمشاركين في التصويت 183 شخصاً بنسبة 51% من إجمالي عدد المشاركين البالغ 361 شخصاً.

وأشار عدد من المشاركين بالاستطلاع إلى الاستفاد من الخدمة المقدمة في توفير الوقت والجهد والمسافة للاستشارة الطبية، وقال أحد المشاركين: «نعم استفدنا بصورة ممتازة من هذه الخدمة التي وفرت علينا الكثير من الوقت والجهد فشكراً للقائمين عليها».

بينما أشار أحد المتابعين إلى أن خدمة التطبيب عن بُعد ممتازة من ناحية الاتصال والمواعيد، بينما أوضح البعض أنهم لم يستفيدوا من تلك الخدمة وألغيت مواعيدهم بسببها، حيث قال أحد المشاركين: «لم استفد من تلك الخدمة، فقد ألغيت مواعيدي بالكامل ولم استلم أدويتي التي احتاجها». من جانبه أكد أحد المرضى (أ.أ) (أبو احمد)، أنه تعرض شخصياً لتجربة سلبية مع التطبيب عن بُعد، حيث يحتاج للكشف على شبكية العين بشكل مباشر من الطبيب المختص وإجراء تصوير وإجراء عملية وحقن للعين لإيقاف النزيف، مؤكداً أنه بسبب الأوضاع الحالية تعذر مروره بهذه المرحلة، وتم رفض استقباله رغم حالته الحرجه ومعاناته منذ 8 أشهر.



الأطباء البحرينية.. الإيجابيات والسلبيات

وأكدت رئيسة جمعية الاطباء البحرينية د.غادة القاسم، أن خدمة التطبيب عن بُعد ساهمت في توفير وقت المريض والطبيب على حدٍ سواء، حيث أشارت إلى أنها أسهمت في راحة المرضى من ناحية عدم الحاجة لترك المنزل والتوجه إلى المستشفى وانتظار الطبيب ومواجهة الازدحام المروري وغيرها من العوامل التي قد تؤخر المريض الوصول للموعد، إلى جانب توفيرها راحة للطبيب حيث يمكنه متابعة المرضى بصورة مستمرة وتعديل جرعات الأدوية في حال الحاجة لذلك. وأشارت إلى أن الإيجابيات من خدمة التطبيب عن بُعد، تتمثل في الحد من انتقال الأمراض المعدية وتقليل عدد المرضى الذين يحضرون للمؤسسات الصحية ما عدا الحالات الطارئة والحرجة فقط. وأشارت إلى أن المشكلة التي قد تواجه تلك الخدمة تتلخص في عدم إمكانية فحص المريض سريرياً مما ينشأ عنه صعوبة في تشخيص المرض إلى جانب عدم إمكانية مناقشة بعض الحالات أو الأمور المتعلقة بعلاج المريض عبر التطبيب عن بُعد، كما أن عدم التواصل المباشر وفقدان لغة التواصل بالجسد مع المريض يتسبب بفجوة بين المريض والطبيب خصوصاً وأن مهنة الطب إنسانية تتوجب الكثير من التواصل والمشاعر المباشرة.

آفاق استثمارية جديدة في القطاع الصحي

مؤسس مبادرة أطباء الواجب د.ضياء زيدان، أكد أن الاستشارة الطبية عن بُعد يمكنها الاستمرار في المستقبل حتى بعد الجائحة، لكنها قد تؤثر على المستقبل الاستثماري في القطاع الصحي الخاص تحديداً إذا تمت بشكل فردي لكنها قد تفتح مجالاً استثمارياً آخر إذا تمت عن طريق استشارات مدفوعه بسعر رمزي خصوصاً في تخصصات جديدة منها الجلدية على سبيل المثال والتي لا تحتاج لفحوصات جسدية مثل تخصص العظام أو الأنف والأذن والحنجرة والتي لا يخدمها التطبيب عن بُعد في جميع الأحوال خصوصاً إذا كانت الحالة مستعصية.

وبشأن مبادرة أطباء الواجب أشار إلى أن المبادرة تلقت أكثر من 15 ألف استشارة منذ بداية إطلاقها في مارس الماضي، مؤكداً أن المبادرة لا نية لها للانتفاع المادي في الوقت الحالي فهي جاءت خدمة للمجتمع في ظل جائحة كورونا، مؤكداً أن المبادرة لم تتلق الكثير من الشكاوى خصوصاً أن المبادرين من الأطباء مرخصين على أعلى المعايير المهنية.

وأوضح: «خدمة التطبيب عن بُعد تفيد المريض والطبيب على حد سواء من ناحية تقديم الاستشارة والاستفسار العادي عن أحد أعراض الأمراض أو مواعيد الأدوية والوصفات الطبية بحيث توفر الوقت والجهد على الطرفين».

وأكد أن «جودة الخدمة لا تختلف في التطبيب عن بُعد حيث يمكن للطبيب تقييم الحالة في ذات اللحظة، كما أن جودة الخدمة ستزيد من خلال إمكانية التواصل مع الطبيب بحيث يسهل التواصل مع بعض الأطباء من خلال تلك الخدمة خصوصاً الذين يصعب الوصول لهم». في حين أيدت استشارية طب العائلة د. زهرة خليفة فكرة التطبيب عن بُعد، وأكدت أنها أحد الأطباء المشاركين في تقديم تلك الخدمة للمرضى، حيث قالت: «الفكرة ممتازة، فهي تسهم في إراحة المريض من جميع النواحي، كما توفر عليه المشوار الطويل في الاستشارة الطبية».

الأطباء مع وضد

وأكدت زهرة إيمانها أن 90% من العلاج يكون بالتحاور بين المريض والطبيب وبالتالي فإن التطبيب عن بُعد يتيح تلك العملية من خلال فتح قناة تواصل وتشاور مع الطبيب عن بُعد مما يعطي مجالاً للحديث معه أكثر من الوضع العادي ويسمح للطبيب بتقديم الفائدة وإرشاده للطريق الصحيح خصوصاً إذا كان المريض يستشير الطبيب في نتائج فحص الدم أو الأشعة. وأضافت: «من تجربتي هناك الكثير من المرضى لديهم استشارات عديدة لا تستدعي ذهابهم للمركز الصحي أو للمستشفى للسؤال عنها كالاستشارات النسائية أو الأمراض المزمنة والتي قد يتغير عليها نوعية الدواء على سبيل المثال، ولذلك أقوم بتقديم خدمة الاستشارة والمتابعة للمريض وإذا استدعت الحالة أطلب منها الذهاب للمستشفى».

وأشارت إلى أنها تفضل أن يتم الاستمرار بهذه الخدمة مستقبلاً حتى بعد انتهاء الجائحة مما يسهم في تقليل الضغط على المراكز الصحيه والمستشفيات خصوصاً أن الكثير من الناس يقومون بزيارات للمستشفيات دون الحاجة أو لحالات عرضيه لا تستدعي العرض على طبيب، وأشارت إلى أن مسألة تسليم الأدوية للمرضى عن طريق توصيلها لمنازلهم أيضاً ساهمت في تخفيف الضغط على المراكز الصحية.

وتابعت «خلال الفترة الأخيرة زادت حالات الخوف والوسواس، لذلك أصبح الناس يتواصلون بكثرة مع الأطباء وبالتالي تكمن هنا أهمية خدمة التطبيب عن بُعد خصوصاً مع التباعد الاجتماعي واهمية تقليل الحضور للمستشفيات، ولذلك وجهنا البعض ممن تستدعي حالته بالذهاب للمستشفى». وفضلت أن يتم اعتماد تلك الخدمة حتى بعد انتهاء الجائحة، لكنها طالبت بضرورة تفريغ الطبيب لساعات معينه كأول ساعتين من يوم العمل أو يوم عمل معين حسب جدوله لاستقبال الاستشارات عن بُعد.

وأردفت: «النظام له مستقبل، ومن المفترض أن يتم الاستثمار فيه بالشكل الأمثل، إلى جانب مساندة الأطباء وإعطائهم الوقت الكافي للتواصل مع المرضى عن بُعد وتوجيههم للحضور للمراكز الصحية، كما يسمح بتصنيف المرضى عبر الهاتف لتخفيف الضغط على المراكز الصحية، إلى جانب استخدام التطبيقات الذكية في الكشف والتطبيب وبالتالي قد يسهم ذلك أيضاً في تقليل نسبة الأخطاء الطبية، فالعملية جاهزة لكنها تستدعي وقفة ودعم من قبل الجهة المعنية».

ونصحت المرضى بضرورة اختيار الطبيب بعناية قبل طلب الاستشارة فهي سلاح ذو حدين يجب استغلاله بشكل أمثل واختيار الطبيب المناسب.

من جانبه اختلف استشاري الأنف والأذن والحنجرة د.نبيل تمام بعض الشيء مع الأراء الطبية التي أيدت خدمة التطبيب عن بُعد، حيث فضل الكشف المباشر عن الحالة خصوصاً وأن البعد الجغرافي في المملكة يسمح بزيارة الطبيب في أي وقت ومكان، كما أن التطبيب عن بُعد قد يسهم في إيجاد اختلاف بوجهات النظر بين المريض والطبيب لاسيما في مرحلة الكشف والفحوصات والعلاج مما يتعذر معه التواصل المباشر مع المريض.

واعتبر أن وجود المريض في المستشفى مهم جداً، لكن خلال الوضع الاستثنائي الحالي ومع وجود التوصيات الطبية بضرورة التباعد الاجتماعي جعلت المرضى يخضعون للاستشارةالطبية عن بُعد تماشياً مع الإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أن التواصل المرئي خصوصاً مع التطور في التكنولوجيا ممكن أن يفيد التطبيب للأعراض والأمراض البسيطة فقط، أو أن يتم استغلال تلك العملية في النقاش مع أطباء من مختلف دول العالم واستشارتهم وعرض الحالة والفحوصات عليهم للتوصل للتشخيص المناسب في الحالات الحرجة، مشيراً إلى أنها تعد خدمة جيدة بالمجمل لكن لا يمكن تعميمها واعتمادها بشكل كلي أو اللجوء لها بشكل كامل.

وأضاف: «الخدمة تخفف الضغط على المراكز الصحية من ناحية المراجعين أو من ناحية صرف الأدوية، وبالتالي عالجنا كأطباء حالات كثيره عن بُعد مع متابعة المريض ووصف العلاج فالاستشارة عن بُعد سهلت علاج بعض الحالات وتشخيصها، لكني أرى أن وجود المريض والتشخيص المباشر أفضل في الكشف عن المرض خصوصاً في الحالات الحرجة». واتفق تمام مع فلترة المرضى عبر الهاتف أو عبر الاستشارة ولكن أن يتم ذلك وفق قواعد مدروسة بحيث يكون التقييم مهني وليس عاطفي، بحيث يكون مستقبلي المراجعين مدربين على التعامل مع مختلف أنواع المرضى مما يوفر الوقت والجهد على الطبيب والمريض.

وكانت وزارة الصحة دعت المجتمع في مايو الماضي للاستفادة من الخدمات الجديدة التي طبقتها، وذلك في إطار جهودها الرامية لضمان صحة وسلامة المرضى والحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، مشيرةً إلى «خدمة التطبيب عن بُعد» عبر الاستشارات بتقنية الفيديو، وذلك بالرعاية الأولية في المراكز الصحية عن طريق حجز موعد من مركز الاتصال.

وبينت إدارة المراكز الصحية بأن الخدمة ستكون متوفرة من الأحد إلى الخميس من 7 صباحاً إلى 12 ظهراً، وتشمل الخدمات المقدمة للاستشارات عبر تقنية الفيديو كل من الاستشارات الطبية البسيطة والاستفسارات الصحية، وطلب التحاليل المختبرية، وتجديد الوصفات الطبية، وكذلك مراجعة نتائج التحاليل المختبرية أو الأشعة وغيرها. ويمكن للأشخاص المتواجدين في الحجر المنزلي الاستفادة من هذه الخدمة؛ والتي تهدف إلى تقليل الاختلاط قدر الإمكان للحالات التي يمكن خدمتها عن بُعد دون الحاجة للتردد على المركز الصحي.