تسعى الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لنشر الوعي حول أهمية الاستثمار في قطاع الفضاء كما تعمل على التعريف بالعلوم المتصلة بالفضاء والتطبيقات المختلفة لها والتي باتت تشكل جزء أساسي في حياة المجتمعات المتقدمة، وفي سبيل تحقيق ذلك تنسق الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء مع وزارة التربية والتعليم بشكل مستمر. مؤخرا تلقت الهيئة دعوة من الدكتورة بدور بوحجي رئيس مركز رعاية الطلبة الموهوبين لتقديم محاضرة توعوية خاصة حول أحد أبرز الإنجازات العربية في مجال ريادة الفضاء، وقد شاركت الأستاذة شيماء شوقي المير عضوة فريق البحرين للفضاء في تمثل الهيئة وتقديم المحاضرة التوعوية والتعليمية للطلبة الموهوبين من منتسبي المركز تحت عنوان "مسبار الأمل بدايتنا للانطلاق"، وذلك في يوم الاربعاء الموافق 24 مارس 2021 عبر تقنية الاتصال المرأى (عن بعد).

بدأت المحاضرة بنبذة تعريفية عن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ورؤيتها ورسالتها وأبرز أهدافها ومشاريعها وعن دور الهيئة في الاستثمار في العناصر البحرينية الشابة لتكوين قاعدة من الخبراء في مجالات علوم الفضاء المتنوعة. تلى ذلك تقديم شروح مبسطة حول أهم علوم المستقبل وبيان علاقتها بعلوم الفضاء وتشجيع الطلبة على إيلاء الاهتمام بهذه العلوم ليواكبوا متطلبات المستقبل. ثم انتقلت المحاضرة إلى الموضوع الرئيسي وسرد لقصة مشروع مسبار الأمل الذي أصبح واقعا ملموسا نفخر به كخليجيين وعرب ومسلمين، مبينة أهمية هذا المشروع من الناحية العلمية وما سيوفره من معلومات تعتبر كنز لا يقدر بثمن للعلماء من مختلف دول العالم.

لاقت المحاضرة تفاعلا غير مسبوق من قبل طلبة المركز من الموهوبين المشاركين، كما تميزت أسئلتهم بمستوى رفيع ينم عن حسن اطلاع ودراية ممزوجان بشغف المعرفة والاستزادة من العلم.



حول تمثيلها للهيئة في مركز رعاية الطلبة الموهوبين قالت الأستاذة شيماء المير: أنا سعيدة جدا بمشاركتي في تقديم هذه المحاضرة وبلقاء هذه النخبة من طلبة البحرين. لقد كانت المشاركات كثيرة والاسئلة متنوعة وفيها كم كبير من الاهتمام وهذا ما نسعى لتحقيقه ونشره بين كافة طلبة البحرين، فهم من يعول عليهم الوطن لتولي المسؤوليات وحمل راية التطوير والتقدم لرفع أسم مملكة البحرين عاليا في كافة الميادين بإذن الله ومنها ميدان الفضاء وعلوم المستقبل. أنا فخورة جدا بهؤلاء الطلبة وأتمنى أن ألتقي بهم في المستقبل وهم علماء في كافة مجالات المعلوم والمعرفة.

وأضافت: عدد المشاركين في المحاضرة فاق توقعاتي، وطلبة المركز يبهروني في كل محاضرة أقدمها لهم. كل الشكر لوزارة التربية والتعليم ولمركز رعاية الطلبة الموهوبين على اتاحة هذه الفرصة.

من جانبها قالت الدكتورة بدور البوحجي: يعتبر التعاون والتنسيق المشترك بين مركز رعاية الطلبة الموهوبين بوزارة التربية والتعليم والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ترجمة لخطط وتطلعات قيادتنا الرشيدة، ان الاستثمار في الموهوبين وتزويدهم بالعلوم والمعارف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ودراسة الفضاء بما يحمله من اسرار حافز للكثير من الطلبة الموهوبين الذين شاركوا في تلك الورش التدريبية واللقاءات التفاعلية، الى الرغبة في تعلم المزيد عن عالم الفضاء الخارجي، كما شجع عدد من الطلبة لإعداد البحوث العلمية والبيئة التي تعتمد على المعلومات التي تزودنا بها الأقمار الصناعية ويوفرها رواد الفضاء من خلال رحلاتهم الفضائية. يتطلع مركز رعاية الطلبة الموهوبين للاستمرار في هذا التعاون المثمر وتطوير سبل التعاون المشترك لصالح الاطفال والطلبة الموهوبين والمهتمين بعلوم الفضاء.

اختتمت الدكتورة بوحجي حديثها بتوجيه خالص الشكر والتقدير للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ممثلة بسعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري على تعاونه الدائم وكريم دعمه المتواصل لكافة المبادرات في سبيل نشر التوعية ورفع مستويات الاهتمام بالعلوم والتقنية بين الطلبة وإلى الأستاذة شيماء شوقي المير على العرض المتميز والمحفز للطلبة ولحثها إياهم على إيلاء مزيد من الاهتمام بالعلوم لضمان تميزهم في المستقبل.

من جانبها قالت الطالبة هند محمد أنور من مدرسة الحد الاعدادية للبنات أن مشاركتها كانت مليئة بالمتعة والفائدة في آن واحد، خاصة وأنها قد شاركت في اغلب تلك الورش التي تم تنظيمها داخل مبنى مركز رعاية الطلبة الموهوبين عام 2019م والتي تم تنفيذها عن بعد عبر تطبيق تيمز خلال العامين 2020 و2021م.

كما ذكرت الطالبة بدرية المناعي من مدرسة تايلوس الخاصة أنها اكتسبت معلومات جديدة عن عالم الفضاء وكوكب المريخ ورحلات استكشاف الكوكب الأحمر وأهمية دراسة هذا الكوكب، وتتمنى أن يتم تنفيذ برامج أخرى من نفس النوع والمستوى مستقبلاً.

الجدير بالذكر أن الأستاذة شيماء المير سبق لها وأن شاركت في تقديم عدة محاضرات في المركز ضمن مبادرتها بالبرنامج الإثرائي "المبرمج الصغير"، والذي نفذته على مدار 3 اعوام، والذي استهدف مجموعة من الطلبة الشغوفين بالبرمجة وعلوم الفضاء من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقد وصل عدد الطلبة المستفيدين من تلك اللقاءات الإثرائية أكثر من 300 طالب وطالبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة .