عقد اجتماع عمل عن بعد بين المجلس الأعلى للمرأة وجامعة الخليج العربي تفعيلاً لاختصاص المجلس بإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالمرأة والتوازن بين الجنسين، وباعتباره بيت خبرة وطني ودولي في مجال شؤون المرأة، وذلك للاطلاع على مخرجات دراسة "التوازن بين الجنسين : مهارات ووظائف المستقبل في مملكة البحرين" التي نفذتها الجامعة بتكليف من المجلس، وفي سياق ما قدمته هذه الدراسة من مبادرات وتوصيات لصانعي القرار حول الآليات المقترحة في تحديد متطلبات المهن الواعدة ودور المناهج التعليمية والمختبرات والابداع التقني والبحث العلمي في غلق الفجوة بين الجنسين من خلال بيان وضع مخرجات التعليم وربطها بفرص العمل وتنمية الاقتصاد الوطني.

وبهذه المناسبة، قالت سعادة الأستاذة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أن هذه الدراسة تأتي تنفيذاً لمحور "البحث العلمي وإدارة المعرفة" بمبادرة "التوازن بين الجنسين في مجال علوم المستقبل"، وهي تدعم عمل المجلس الأعلى للمرأة في وضع وتطوير مفردات الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية لفترة ما بعد 2022.

وأعربت الأنصاري عن ارتياح المجلس إزاء الشراكة المثمرة مع جامعة الخليج العربي كمؤسسة أكاديمية رصينة رفيعة المستوى قادرة على مساندة المجلس في عمله على تسريع الخطى لدعم المرأة البحرينية وتجاوز التحديات أمامها، وقالت إن فريق الدراسة البحثي الذي عمل بإشراف مباشر من سعادة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي رئيس الجامعة، وقيادة الدكتورة صباح الجنيد عضو المجلس الأعلى للمرأة والأستاذ المشارك لكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي للفريق البحثي، أثبت كفاءة عالية وأمانة علمية حتى أنه تجاوز الأهداف الموضوعة لهذه الدراسة، وتمكن من الإضاءة على جوانب أخرى مهمة في مجال التوازن بين الجنسين، مشيرة إلى حرص المجلس الأعلى للمرأة بتوجيهات كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس على اكتشاف واقتناص الفرص الناشئة في مختلف المجالات ذات الصلة بتقدم المرأة البحرينية، مع التأكيد على أن المؤسسات الأكاديمية المرموقة شريك أساسي للمجلس في هذه المهمة.



وقد بحث الجانبان خطة تنفيذ توصيات الدراسة وذلك وفق منهجية تتسم بالمرونة واستثمار مؤشرات القياس النوعية لإدارة المعرفة ومعالجة التحديات ووضع التنبيهات المناسبة لإعادة توجيه الموارد والجهود الوطنية بما يتلاءم مع مجالات ومواضيع الدراسة، كما يعتزم المجلس بالتعاون مع جامعة الخليج العربي طرح موضوع الدراسة وحلولها المقترحة للمناقشة والتجويد من خلال مؤتمر دولي بالتزامن مع مناسبة يوم المرأة البحرينية والذكرى العشرين لتأسيس المجلس، وذلك بالتركيز على تأثير المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي على التوازن بين الجنسين وإسهامات المرأة واندماجها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار وجوانب الأبعاد المعرفية للتنمية والمتمثلة في التعليم (جودة مؤسسات التعليم والبرامج التدريبية)، والبحث والتطوير والابتكار والعلوم (كفاءة الباحثين والشركات)، والتكنولوجيا (طرق تدريس جديدة)، والاقتصاد (الموارد المالية اللازمة)، والبنية التمكينية (أطر الحوكمة والسياسات واللوائح).

من جانبه نوه رئيس جامعة الخليج العربي بالإنجازات النوعية التي يحققها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، والتي أسهمت في تقدم وريادة المرأة البحرينية اقليميا ودوليا، مؤكدا استعداد جامعة الخليج العربي الدائم للشراكة والتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة لتحقيق المزيد من الانجازات.

وأشار إلى أن دراسة "التوازن بين الجنسين: مهارات ووظائف المستقبل في مملكة البحرين" تشكل أرضية صلبة لتطوير التعاون بين الجانبين، وأوضح أن هذه الدراسة ستكون قناة مهمة لعرض التجربة البحرينية الغنية في مجال المرأة على المستوى الإقليمي والعالمي، وقال "نحن كجامعة خليجية شركاء معكم، ولدينا نفس الاهتمام ونفس الأهداف، ومستعدون للمشاركة عبر الكثير من المبادرات المستقبلية".

هذا وتضمنت دارسة "التوازن بين الجنسين : مهارات ووظائف المستقبل في مملكة البحرين" مسيرة التنمية في مملكة البحرين وتقدم المرأة، والمخرجات الأولية للتعليم قبل الجامعي، ومخرجات التعليم الفني والمهني، وأسباب عزوف الطالبات عن الالتحاق بالتخصصات الفنية على الرغم من انهم اثبتن جدارتهم في هذا المجال والدليل بأن تكون الأولى على خريجي التعليم الفني والمهني المطور لهذا العام (فتاة بحرينية).

وتناولت الدراسة واقع المرأة البحرينية في التعليم الجامعي من حيث الأعداد والتخصصات، والدرجة العلمية، والمهارات المطلوبة، ودور ومشاركة المرأة البحرينية في البحوث والدراسات والنشر العلمي، وواقع مشاركة المرأة البحرينية في قطاع الرعاية الصحية من حيث الكم وتحديد مجالات بروزها وتفوقها في هذا القطاع.