يشكل انطلاق القمر الصناعي البحريني الإماراتي المشترك (ضوء 1) اليوم لحظات تاريخية تضاف لسجل طويل لما يجمع بين مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة من تعاون وثيق وتنسيق مشترك ونجاحات ترجمت رؤى قيادتي البلدين، وسُطرت بسواعد أبناء البلدين الشقيقين، وإحدى ثمراته تصميم وبناء وإطلاق أول مشروع مشترك من نوعه بين البلدين الشقيقين بما يحمله من معانٍ كثيرة وما يرمز له من تآزر أخوي مميز في سبيل المضي بخطى ثابتة نحو مستقبل مزدهر مؤسس على علوم المستقبل وأحدث التقنيات لتحقيق التقدم والرخاء للشعبين الشقيقين.

وقال وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، كمال بن أحمد محمد: "إن هذا المشروع المشترك بدأ بفكرة في عام 2018 وتحول بفضل من الله وبجهود القائمين على الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ووكالة الامارات للفضاء وبدعم تمكين إلى حقيقة تحمل (ضوء 1) إلى الفضاء، ليساهم هذا القمر الصناعي في الجهود الدولية لقياس (أشعة جاما) الناتجة عن العواصف الرعدية ودراسة آثارها على صحة وسلامة الانسان وعلى سلامة صناعة الطيران"، مؤكداً: "أن هذا المشروع يعتبر نموذجا يحتذى به للتعاون العلمي والتقني لخدمة البشرية عبر الاستغلال السلمي للفضاء. وإن الهيئة ماضية قدما في تنفيذ المزيد من المشاريع لتحقيق الأهداف التي أنشأت من اجلها".

وأضاف: "بداية يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني وخالص التبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى قيادة دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بمناسبة اكتمال تنفيذ مشروع القمر الصناعي البحريني الاماراتي المشترك (ضوء 1)، وإطلاقه ظهر هذا اليوم إلى محطة الفضاء الدولية بمشيئة الله، وذلك قبل إعادة إطلاقه إلى مداره الفضائي خلال الربع الأول من العام 2022".



وأكد وزير المواصلات والاتصالات أن توجيهات ودعم جلالة الملك المفدى وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء كانت المحرك الرئيسي والدافع الأكبر لتحقيق الخطوة الأولى للدخول في مجال الفضاء تمهيداً لخطوات قادمة نسعى من خلالها لتحقيق الطموح الوطني وتنفيذ مشاريع أكبر كما ونوعا.

كما اشاد الوزير بالمتابعة الحثيثة لأعمال الهيئة من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى والتي كان لها الأثر البارز في تحفيز منتسبي الهيئة لبذل قصارى جهدهم في اكتساب العلوم والمهارات الحديثة ليشكلوا النواة الأولى من الكفاءات الوطنية المتخصصة في قطاع الفضاء، ويساهموا في تنفيذ مشاريع الهيئة المستقبلية خدمة لمملكة البحرين.

وتقدم وزير المواصلات والاتصالات بخالص الشكر وعظيم الامتنان للأشقاء في وكالة الامارات للفضاء وعلى رأسهم سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء على كريم الدعم والمساندة وحسن التعاون على جميع المستويات وفي كافة الظروف.

وتابع: " أود ان أهدي خالص الشكر والتقدير للإدارة التنفيذية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء برئاسة الدكتور محمد إبراهيم العسيري ولكافة أعضاء فريق البحرين للفضاء على ما بذلوه من جهود مخلصة في سبيل النهوض بعلوم الفضاء في مملكة البحرين وحسن متابعة وتنفيذ مشاريع الهيئة ومبادراتها طوال السنوات الماضية، وأنا على ثقة من قدراتهم في تنفيذ المزيد من المشاريع في المستقبل لتحقيق التميز ولتتبوء مملكة البحرين مكانة مرموقة في قطاع الفضاء".

من جانبها قالت وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء سارة بنت يوسف الأميري: " إن وصول "ضوء 1" بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية يتوج جهود الشراكة في القطاع الفضائي بين دولة الإمارات ومملكة البحرين، إذ أنه ثمرة للتعاون البناء بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين، ويترجم هذا المشروع الفضائي المشترك عمق العلاقات الثنائية، ومستوى الشراكة الاستراتيجية بينهما في كافة المجالات وعلى رأسها قطاع الفضاء".

وقالت: "يسعدني بهذه المناسبة أن أتقدم بالتهنئة إلى فرق العمل المشتركة من البلدين الشقيقين المتمثلة بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين الذين عملوا بدأب ومثابرة خلال السنوات الماضية من أجل إنجاز تصميم وبناء هذه القمر في دولة الإمارات وصولاً إلى نقله وتجهيزه للإطلاق بالتعاون مع شركاء المشروع. وأود أيضًا أن أتوجه بالشكر إلى جامعة خليفة وجامعة نيويورك أبوظبي على توفير مرافقهما ذات المستوى العالمي لتدريب الطلاب الذين عملوا في هذا المشروع العلمي. يعد بناء القدرات جزءًا حيويًا من جهودنا لتحفيز اقتصادنا القائم على المعرفة، وقد لعبت كلتا الجامعتين دورًا رئيسيًا في تمكين الجيل القادم من المواهب".

وأعربت الأميري عن تطلعها إلى المزيد من التعاون البناء في مشاريع فضائية جديدة بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين بما يحقق المصالح المشتركة في القطاع الفضائي سريع التطور والنمو والذي يعد أحد قطاعات اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار.