حسن عبدالنبي ومريم بوجيري

كشف وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، عن اكتشاف كميات من الغاز ضمن حقل البحرين تقدر بحوالي 80 مليار برميل، فيما سيتم حفر بئرين للنفط تم حفر إحداهما العام الماضي وإنتاج نفط خفيف منه فيما سيتم حفر البئر الثاني خلال العام الجاري.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي الأربعاء للكشف عن تفاصيل أكبر اكتشاف نفطي بتاريخ البحرين، أنه تم تقييم الغاز المستكشف منذ سنتين قبل الإعلان، حيث تم اكتشاف أن كمية الموقع مليء بكميات استثنائية تحقق منافع كبيرة للمملكة وتميزها عن باقي دول العالم.



وأشار وزير النفط، إلى أن المملكة بصدد إنتاج الغاز بكلفة تنافسية، إلى جانب كمية إنتاج حقل البحرين والتي قدرت بنحو 80 مليار برميل، وقال: "لا زلنا نعمل على الاكتشافات في الأرض والبحر وسنعلن عنها قريباً".

وأوضح الوزير، أن الوزارة لديها كامل الاستعداد والقدرة على إيصال كميات الغاز، مؤكداً وجود 3 مصادر للغاز بالمملكة منها المستورد لكن أفضلها هو الغاز المحلي، مشيراً إلى أن حجم الغاز المستشكف يصل إلى نحو 20 مليار متر مكعب.

واعتبر الوزير، أن عملية استخراج الغاز تعد أسهل من النفط فيما يتعين فحص الطبقات لمعرفة قدرتها على إنتاج النفط. وقال: "البئران التي بدأنا بحفرهما سيتركان لفترة زمنية تتراوح بين 6 أشهر إلى عام فيما سيتم البدء بهما في العام الجاري".

وأضاف الوزير أن حفر البئرين هما أولوية بالنسبة للشركة باعتبار عدم وجود ميزانية حالية للاستخراج بشكل أكبر في الوقت الراهن، منوهاً بأهمية الاستكشاف في استقطاب استثمارات خارجية مستقبلاً لإدارة المكمن من النفط والغاز بهذه الضخامة.

وأكد الوزير أن الاستكشاف الواقع في خليج البحرين يرتبط بمكمن النفط في حقل الخف بالمملكة العربية السعودية، معتبراً أن الاكتشاف النفطي يتميز بوجود طبقة لها مواصفات تقليدية حيث تسعى الشركة لإثبات إنتاجيتة التي تضاهي المنتج في دول كثيرة منها الولايات المتحدة الامريكية.

واعتبر وزير النفط، أن المدة التي تم حصرها في 5 سنوات لا تعتبر طويلة باعتبار أن نوع النفط غير تقليدي وبالتالي الهدف هو جذب الشركات النفطية العالمية مما يتوجب التأني في تحديد النوع والكمية قبل المخاطرة بالاستثمار.

ونوه، بأن الاكتشاف النفطي الجديد من النفط الصخري في منطقة خليج البحرين الواقعة في المنطقة الغربية من حدود البحرين وبمساحة تقدر بـ 2000 كيلو متر مربع، والذي تحقق نتيجةً للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لإعطاء الأولوية القصوى للاستكشافات، والجهود الداعمة للحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وقيام اللجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بتنفيذ التوجيهات الملكية ووضع الخطط التفصيلية للاستكشافات ومتابعة تنفيذها مع الهيئات والشركات الوطنية العاملة في مجال النفط.

وأكد أن فريق الاستكشاف بالهيئة الوطنية للنفط والغاز، يقوم حالياً ببذل جهود مضاعفة للوصول بالحقل المكتشف إلى مرحلة النتاج خلال 5 أعوام، وفي ذات الوقت يجري العمل على دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا الاكتشاف.

وفيما يتعلق بكمية الإنتاج المتوقعة، قال الوزير لـ"رويترز" "لسنا متأكدين من حجم ما يمكن استخراجه من احتياطيات النفط من الحقل الذي يعتبر الأضخم على الإطلاق، لكنه أشار إلى أن المملكة تهدف لجذب شركات نفط وغاز أجنبية لتطوير تلك الموارد.

وقال الوزير إن تقييمات مستقلة أجرتها "دي جولير" و"ماك نوتون" و"هاليبرتون"، تؤكد اكتشاف الهيئة الوطنية للنفط والغاز كميات كبيرة من النفط في خليج البحرين لا تقل عن 80 مليار برميل من النفط المحكم وبين 10 تريليونات و20 تريليون قدم مكعبة من الغاز العميق.

وأضاف أنه جرى التوصل إلى اتفاق مع "هاليبرتون" للبدء في حفر بئرين تقيميين أخريين في 2018 والمزيد من أعمال التقييم لإمكانيات المكمن وبدء الإنتاج للمدى الطويل، وفقاً لـ"رويترز".

من جانبه أكد مدير الاستكشاف بشركة نفط البحرين "بابكو" يحيى الأنصاري، أن الشركة قامت في سبتمبر 2017 بحفر البئر الأول في خليج البحرين واستمر العمل به لمدة عام، متوقعاً المزيد من الاستكشافات خلال الـ5 أعوام المقبلة، وبين أن مهمة الشركة هي بدء التنقيب مع وضع البئرين في مرحلة الإنتاج والتي ستستغرق عامين للاستخراج.

فيما قال النائب الأول لشركة الاستشارات النفطية جون هورم، إن الشركة لديها فريق مختص لاستكشاف وتقييم المناطق النفطية غير التقليدية، إضافة إلى عمل الشركة بشكل وثيق لتحديد التوقعات المتعلقة بحجم وعمق الطبقة النفطية في الحقل المستكشف، إلى جانب تحديد المناطق الصحيحة للتنقيب وعمق الطبقات، فيما فاق البئر المستكشف جميع التوقعات.

ولفت الوزير إلى أن هذا الاكتشاف الذي تم على أيدي فريق بحريني شاب يعد الأول بعد اكتشاف حقل البحرين في 1932، تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في ظل مسيرته التنموية الشاملة التي تسعى الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء على تحقيق تطلعاتها بدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء لتحقيق إضافة نوعية في الموارد الوطنية والمحافظة على التنمية المستدامة لما فيها خير وصالح مملكة البحرين حكومةً وشعباً.

وشدد الوزير على أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز ستواصل برامجها في مجال التنقيب عن النفط والغاز بالاعتماد على شركاتها الوطنية وبالاستفادة من خبرات شركات الخدمات النفطية العالمية، منوهاً بأنها تمثل فرصة استثمارية لشركات النفط العالمية والصناديق الاستثمارية للمساهمة في تطوير وإنتاج هذا المورد الحيوي والمهم.

من جانبه، أشار يحيى الأنصاري مدير الاستكشاف بشركة نفط البحرين بابكو إلى أن الطبقات الصخرية في الحقل النفطي الجديد تتميز بمواصفات جيولوجية بكونها أكثر قابلية لإنتاج النفط، والتي بدورها ستساعد في رفع معدلات الإنتاج لكل بئر، منوهاً بأن ذلك يجعل حقل النفط المكتشف أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية.

فيما أكد جون هورنبروك نائب رئيس شركة ديماك أن كميات النفط الخفيف والغاز المصاحب التي قد تتجاوز 80 مليار برميل مبنية على البيانات الفنية بعد إجراء جميع الدراسات والتحاليل للمعلومات المتوفرة، منوهاً بأن هذا الاكتشاف يعد إنجازاً كبيراً للبحرين في مجال قطاع النفط باستخدام آخر التقنيات الحديثة على المستوى العالمي. ​