قال رائد الأعمال خليل القاهري، إن 86% من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين تفتقر إلى العمل وفقاً للأسس المالية والمحاسبية الدقيقة، وذلك وفقاً لدراسة صدرت مؤخراً تحت عنوان "واقع ريادة الأعمال في مملكة البحرين" شملت 300 رائد عمل، محذراً من أن إهمال عملية التدقيق المالي قد يكون له تأثيرات كارثية على استمرارية تلك المؤسسات ويجعلها عرضة للتعثر والخروج من السوق.

وأكد القاهري خلال محاضرة له في "معسكر ريادة الأعمال"، أن امتلاك تلك المؤسسات لقوائم محاسبية دقيقة يكتسب أهمية خاصة مع قرب تطبيق ضريبة القيمة المضافة في البحرين، وقال إن التطبيق السلس والفعال لتلك الضريبة يتطلب أن تكون جميع الشركات والمؤسسات البحرينية مستعدة للتعامل معها من خلال نظام مالي محاسبي دقيق لديها، وإلا: "سنقع في إشكاليات كثيرة نحن في غنى عنها، تماماً كما حدث عند تطبيق قانون رسوم الأنشطة التجارية".



وأضاف: " أن معظم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين التي تمثل أكثر من 95% من النشاط الاقتصادي تعاني من نقص واضح في النواحي المتعلقة بالتدقيق المالي نتيجة عدم المعرفة أو تفادياً للتكاليف، خصوصاً خلال عملية التأسيس، وخص بالذكر أنشطة اقتصادية مثل المطاعم الصغيرة وبيع العبايات وورش إصلاح السيارات وغيرها، والتي لا يتمتع معظم القائمون عليها بمؤهلات علمية عالية، أو معرفة بمفاهيم المحاسبة أو التدقيق.

ولفت إلى أن للبيانات المالية المدققة، وتقرير المدقق حولها، تأثير إيجابي على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، على الصعيد الداخلي لجهة مراقبة وتقييم الأعمال والأداء للسنة السابقة، والتخطيط للسنوات اللاحقة والمستقبل، وعلى الصعيد الخارجي مع مختلف الأطراف الذين لهم علاقة بالمنشأة.

وأكد أهمية ذلك تجاه أصحاب المصلحة في التعامل مع المنشأة مثل المصارف والموردين والزبائن والموظفين، إضافة إلى أن التدقيق المالي يعتبر إلزامية قانونية، ويسهم في تقييم أداء المنشأة، ووضع الخطط المستقبلية، والمساعدة في تحديد الاستثمار الأمثل للموارد، وتقدير وتقديم الحوافز للعاملين فيها، بالإضافة إلى الاستحواذ على المزيد من الثقة من قبل المتعاملين معها، كما أن وجود بيانات مالية مدققة يساعد بدرجة أكبر على المنافسة، النمو، والحصول على التمويل ويشجع على دخول شركاء عند الحاجة إلى ذلك، إضافة إلى معرفة ما هي الكمية المباعة أو الخدمات المقدمة؟ ما هي التكاليف المتكبَّدة؟ ما هي الأنشطة التي تحقق الربح، وما إذا كانت أسعار البيع والقدرة على البيع تترك هامشاً مناسباً مقابل التكاليف، وغير ذلك.

واستعرض القاهري خلال الورشة عدداً من المصطلحات المحاسبية مثل الأصول "الموجودات" الثابتة والمتداولة وغير الملموسة، والقوائم المالية، والإيرادات، والمصروفات، وميزان المراجعة، ودليل الحسابات، والميزانية الختامية وغيرها، مشيراً إلى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تتطلب محاسبة فعّالة منخفضة التكاليف وإرشاداً إدارياً، وبالتالي يجب أن يكون لديها القدرة على إعداد البيانات المالية بشكل صحيح وكفوء.

يذكر أن "معسكر ريادة الأعمال" برنامج تدريبي يعمل على تشخيص تحديات وفرص تأسيس المشاريع وتنميتها في البحرين، وتقديم حلول نظرية وتطبيقية لأصحابها، ويحرص القائمون على البرنامج على تطوير مفرداته في كل دورة، بما يعزز من فائدته المنشودة لأصحاب ورواد الأعمال والاقتصاد الوطني ككل.