* انطلاق فعاليات "المنتدى الاستراتيجي العربي" في دبي

* 2018 يتطلب أن يكون مجلس التعاون أكثر قوة لمواجهة إيران

* الأزمة القطرية ستحسم في 2018



* قطر تعاوني من نزيف مالي ضخم لن تتحمله

* الدوحة أمام خيارين إما العودة إلى مجلس التعاون أو الخروج الكلي

* الحوثيون خسروا أكثر من 50 % من قوتهم بخروج صالح وبعد وفاته

* نحن بحاجة إلى ضمان دعم العراق وحمايته من أي تدخلات خارجية

دبي – صبري محمود

استبعد خبراء ومراقبون "استمرار قطر في منظومة مجلس التعاون الخليجي وهي وتُمارس أعمالا معادية"، مشيرين إلى أن "النزيف الاقتصادي الذي تعاني منه قطر ضخم ولن تحتمله"، مضيفين أن "النظام القطري في 2018، سيكون أمام خيارين، إما العودة إلى مجلس التعاون الخليجي أو الخروج الكلي منه.

وشددوا خلال مشاركتهم في "أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي في دورته العاشرة"، والذي يعد المنصة الرئيسة الأبرز لاستشراف الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية التي ستمر بها المنطقة والعالم في 2018، على أن "عام 2018 يتطلب أن يكون مجلس التعاون الخليجي أكثر قوة لمواجهة إيران"، موضحين أن "المتمردين الحوثيين في اليمن خسروا أكثر من 50 % من قوتهم بخروج الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وحتى بعد وفاته".

وقد شارك في فعاليات المنتدى، الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، ووزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس، بالإضافة إلى جوزف ستيجليتز، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، والكاتب والإعلامي عبدالرحمن الراشد، ونخبة من المفكرين والخبراء السياسيين والاقتصاديين.

المحيط الجيوسياسي الخليجي

وشهدت جلسة الكاتب والإعلامي عبد الرحمن الراشد حول المحيط الجيوسياسي الخليجي في 2018، والتي حضرها نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إقبالاً واسعاً من المفكرين والباحثين ووسائل الإعلام العربية والأجنبية.

وقال عبد الرحمن الراشد "عام 2018 يتطلب أن يكون مجلس التعاون أكثر قوة لمواجهة إيران ومواجهة الحرب في اليمن والأوضاع ليبيا وفي إيران والعراق وسوريا".

وتوقع الراشد أن "يكون 2018 عاماً حاسماً بشأن الموضوع القطري"، مؤكداً أن "قطر لا يمكن أن تستمر في مجلس التعاون وتظل تُمارس أعمالاً معادية للمجلس، والنزيف الذي تعاني منه قطر ضخم ولن تحتمله وبالتالي قطر ستكون أمام خيارين إما العودة إلى المجلس أو الخروج الكلي".

وأضاف أن "التقارب والتحالف السعودي الإماراتي له انعكاسات إيجابية كبيرة ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل حتى على المستويات السياسية والاستراتيجية في معظم الملفات الإقليمية".

وأضاف الراشد أن "التغييرات التاريخية الحاصلة في السعودية على المستوى الداخلي والخارجي ستستمر في 2018"، مؤكداً أن "السعودية تعيد الآن ترتيب أوراقها في العديد من الملفات، مثل ملف اليمن والعراق وغيرها وستستمر في ذلك"، مشيراً إلى أن "السعودية حالة مبهرة في الوقت الراهن"، لأنها "متغيرة تماماً عن الحالة التي ارتسمت بها في السنوات الماضية".

وحول الأزمة اليمنية أوضح الراشد أن "الحوثيين خسروا أكثر من 50 % من قوتهم بوفاة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وفي 2018 سيكون التركيز على تحرير الحديدة وصنعاء لكن الحرب في اليمن لن تنتهي وقد تستمر لسنوات خصوصا في صعدة المجاورة للسعودية".

واشار الى ان "الأزمة اليمنية شهدت تطورات دراماتيكية مؤخراً"، وتوقع أنه "في عام 2018 سيكون من الصراع على مدينتين فقط، وهناك آمال بتغيير في خريطة المتمردين خلال الأشهر المقبلة".

وأكد الراشد أن "الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس التعاون الخليجي لديهما مصلحة مشتركة فيما يتعلق بالعراق على اعتبار أنها منطقة استراتيجية".

وأوضح الراشد أن هناك تحجيماً للفوضى التي كانت حاصلة في الإدارة الأمريكية أيام باراك أوباما وليس من المنطقي تسفيه سياسات ترامب لأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وقرار ترامب حول القدس قرار خاطئ لكنه بحاجة لخمس سنوات كي يطبق ويمكن إلغاؤه".

وقال الراشد "روسيا أصبحت على توافق مع دول المنطقة والعلاقة معها في 2018 ستكون أفضل، وقد اتخذت مواقف إيجابية تجاه الوضع في اليمن ووقفت ضد تغلغل الميليشيات الإيرانية في سوريا وهذا كله يعزز العلاقات معها".

حالة العالم سياسياً

وتحدث الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ووزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس في جلسة حول حالة العالم سياسيا في 2018. وقال هولاند "من المفارقة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتيح فرصة لأوروبا لتصبح أكثر تماسكا". وأوضح أن "فرنسا لم تكن في موقف ملائم كما هي عليه اليوم".

وقال "نحن بحاجة ماسّة إلى ضمان دعم العراق وحمايته من أي تدخلات خارجية مباشرة"، مشيراً إلى أنه "على مدى السنوات الثلاث الماضية، تحسّن وضع روسيا بشكل كبيراليوم وبفضل جهود بوتين وما يرافقها من ضعف في القوى الغربية، تعتبر روسيا قوّة كبيرة في الجيوسياسية العالمية".

حالة العالم العربي 2018

وقال الدكتور جهاد أزعور من صندوق النقد الدولي، في جلسة "حالة العالم العربي 2018"، إن "أبرز التحديات الأساسية في عام 2018 هي التكيف مع مرحلة ما بعد النفط، والإصلاحات البنيوية، وتخفيض أو تقليص تأثير الصراعات في المنطقة، ودعم المؤسسات من خلال التمكين ومحاربة الهدر والفساد".

وأوضح أن الدول المصدرة للنفط شهدت في عام 2017 نمواً منخفضاً نسبياً، يقابله تحسن في الاقتصاد غير النفطي، وأن الاقتصاد العالمي شهد خلال العام المنصرم تحسناً كبيراً في مستويات النمو عالمياً. وأكد أن "التحول الاقتصادي يحتاج إلى 3 مكونات هي تحرير القدرات المالية للاستثمارات الاستراتيجية، وفتح آفاق استثمارية جديدة، وبناء القدرات". ويجب أن يكون التركيز على الاستثمار وتحسين مستويات التعليم، عبر بناء القدرات وليس بناء المؤسسات التعليمية فقط.

وأكد أزعور أن "الحكومات هي المُوظِّف الأول في العالم العربي، وأظهرت دراسة أخيرة أجريناها أن منطقتنا هي صاحبة النسب الأعلى في التوظيف بالقطاع الحكومي".

وأشار الى ان "الدراسات الأخيرة أظهرت أن أي تطور في استخدام تكنولوجيا إدارة الأعمال، يؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل".

وتوقع جهاد أزعور أن "ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.7 % في عام 2018"، مؤكداً ان "الاقتصاد العالمي يتحول، والتحوّل ليس حكراً على العالم الغربي، بل إن الاقتصاد العالمي بأسره في حالة تحوّل". وقال "يجب ألّا يقتصر التمويل على البنوك، بل يُمكن أن يتم التمويل عبر رأس المال الاستثماري أيضا، وهي طريقة أكثر مرونة في التمويل".

وأكد الدكتور جوزيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، أن "الاقتراح الضريبي الذي طرحه الرئيس الأمريكي ترامب سيؤدي إلى زيادة في العجز بما يتراوح بين 2 و3 تريليونات دولار على مدى السنوات العشر المقبلة".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة رفضت تعيين قضاة جدد داخل منظمة التجارة العالمية، ما يجعل من الصعب اكتمال النصاب القانوني".

خارج السرب

من جهته، أكد الدكتور فواز جرجس رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط وأستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية أن "الرئيس الأمريكي يغرد خارج السرب، جراء سياسته، فهو يضرب ركائز القوة الأمريكية في العالم".

وتوقع جرجس في العام المقبل أن يشهد الصراع اليمني تصعيداً خطيراً، مشيراً إلى أن الصراع اليمني مرحلة جديدة يُمكن أن تغيّر مجراه في السنتين المقبلتين، مؤكداً أن "هناك علاقة عضوية بين الحالة السياسية الإقليمية والحالة السياسية العالمية لا يُمكن التغاضي عنها".

وأكد الدكتور آيان بريمر المختص في السياسة الخارجية الأمريكية، ورئيس ومؤسس الجمعية الأوروبية الآسيوية، أن المنتدى الاستراتيجي العربي فرصة لتعزيز مبدأ التعاون وبناء الشراكات بين المؤسسات المختصة بعلوم استشراف المستقبل وصياغة السياسات الاستراتيجية من ناحية، وبين الحكومات وصناع القرار من ناحية ثانية.

وأوضح أن أبرز الأحداث الرئيسية التي تؤثر على العالم في عام 2018 أنّ الهجرة لن تكون أزمة فحسب، بل ستتحول إلى حالة مزمنة.

وذكر أن الحكومة الصينية تستخدم اقتصادها بقوة حول العالم، وأكثر بكثير مما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً ان سياسة ترامب فتحت المجال للصين لتؤدي دور القائد في العالم.