كانت الملكة إليزابيث الثانية رمزًا للعالم تستلهم منه معاني الصمود والبقاء وطول العمر، حيث تمكنت من الحفاظ على قوتها البدنية والعقلية حتى سن 96 عاما على الرغم من الضغوط الهائلة والمسؤولية والفضائح العائلية.

وظلت الملكة الراحلة حتى أيامها الأخيرة، تفي بواجباتها الملكية، حيث اجتمعت مع ليز تراس في بالمورال يوم الثلاثاء الماضي ونقلت السلطة رسميًا إليها.

ويُعتقد أنها كانت قادرة على التقدم في السن بأمان، لأنها أبقت عقلها محفزًا ونشطًا حتى أشهرها الأخيرة، حيث قضت ساعات طويلة في القراءة والتعلم كل يوم، بحسب تقرير لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية.



وقالت الصحيفة، إنه ”على الرغم من إغراءات فريق موهوب من الطهاة موجود في حالة تأهب دائمة، إلا أنهم كانوا يأكلون إلى حد كبير النظام الغذائي المتوازن نفسه“.

وساهمت كلاب الملكة إليزابيث الثانية المحبوبة التي كانت تتمشى معها مرتين في اليوم حتى العام الماضي، والخيول التي ركبتها حتى قبل أسابيع قليلة من وفاتها، في إعطاء الملكة جرعة صحية من التمارين.

ولكن كان إحساسها المقدس بالواجب ورابطتها التي لا تنفصم مع زوجها الراحل الأمير فيليب، هو ما أعطاها بلا شك الدافع للاستمرار، ولم تبدأ صحة الملكة في التدهور بسرعة إلا بعد وفاة دوق إدنبرة في أبريل/ نيسان 2021.

وعاشت والدة الملكة إليزابيث الثانية، الملكة الأم، حتى 101 عام، ما يشير إلى أن طول العمر جزء من تكوين الأسرة، لكن الدراسات تظهر أن هذا يمكن أن يتراجع عن طريق العادات السيئة طوال العمر.

فكيف تمكنت الملكة إليزابيث من الحفاظ على لياقتها وصحتها؟

التمارين الرياضية

لم تتبع الملكة إليزابيث الثانية برنامجا رياضيا صارما، لكن النشاط البدني كان جزءًا كبيرًا من حياتها اليومية. ففي قصر باكنغهام كانت تتمشى مع كلابها الأليفة مرتين في اليوم، مرة في منتصف النهار تقريبًا بعد تناول كلابها غداءها، وثانية في وقت لاحق بعد الظهر.

واستمتعت الملكة إليزابيث الثانية بالمشي لمسافات طويلة في أراضي بالمورال، حيث مكثت خلال العطلة الصيفية وقضت لحظاتها الأخيرة، وواصلت المشي مع كلابها مرتين في اليوم حتى أواخر عام 2021 عندما بدأت صحتها في الضعف.

تحفيز الدماغ

منذ أن أصبحت إليزابيث الثانية ملكة في عام 1952، تلقت صندوقًا أحمر كبيرًا مليئًا بالأوراق في كل يوم تقريبًا من أيام السنة، باستثناء يومي إجازتها الرسمية يومي عيد الميلاد والفصح.

واحتوى الصندوق على تقارير برلمانية ووثائق استخباراتية وأوراق أخرى تستخدم لنقل الرسائل اليومية من الحكومة إلى الملكة.

وقبل أن تنخرط في عملها الرسمي، بدأت الملكة إليزابيث الثانية كل يوم في البحث في عدة صحف أو الاستماع إلى راديو ترانزستور قديم عند الإفطار، كما أنها كانت تمارس في المساء بعض الألعاب مع زوجها قبل رحيله، وعادة ما تستلقي الملكة على السرير في حوالي الساعة الـ11 مساءً مع مذكراتها أو رواياتها.

الوزن المثالي

لم تظهر الملكة إليزابيث الثانية أبدًا على أنها تعاني من زيادة الوزن حتى في سنواتها الأخيرة عندما تباطأت جسديًا وأصبحت أقل نشاطًا.

وكشفت دارين ماكغرادي، الطاهية الملكية السابقة في عام 2020، أن الملكة إليزابيث الثانية ليست من عشاق الطعام على عكس زوجها. وبحسب ما ورد، كانت تبدأ يومها بشاي ”إيرل غراي“ وبعض من البسكويت.

كما كانت تتناول إفطارها الرئيس في غرفة الطعام الخاصة بها في قصر باكنغهام، حيث قيل إن الحبوب واللبن والخبز المحمص والمربى كانت طعامها المفضل.

واستمتعت الملكة إليزابيث الثانية أحيانًا بالسمك على الإفطار، والذي قيل إنها أصبحت مولعة به خلال سنوات الحرب عندما كان من السهل الحفاظ على الأسماك المعلبة والمدخنة.

ويُعتقد أن الملكة إليزابيث الثانية أبقت الأشياء بسيطة لتناول طعام الغداء والعشاء، وغالبًا ما كانت تستمتع بطبق من الخضار واللحوم الحمراء أو الدواجن أو الأسماك. وقيل إنها تتجنب الكربوهيدرات البسيطة مثل المعكرونة والبطاطس عند تناول الطعام بمفرده.

الروتين المنظم

يقال إن الملكة إليزابيث الثانية كانت من الشخصيات الروتينية، ووفقًا لبريان كوزلوفسكي، الذي كتب عن الروتين اليومي للملكة في عام 2020، كان يومها يبدأ بالاستيقاظ في الساعة الـ7:30 صباحًا وتستمتع بكوب من شاي ”إيرل غراي“ مع أخذ حمام قبل الإفطار، وكانت تتصفح عدة صحف أو تستمع إلى الراديو خلال وجبة الإفطار.

وكانت بعد ذلك تتنقل بين صناديقها الحمراء وتحضر الاجتماعات وتقوم بزيارات بعد الظهر خارج القصر، وفي الوقت المناسب تتناول الشاي بعد الظهر وتقرأ المزيد من التقارير البرلمانية، وتحضر حفل كوكتيل محتمل أو عشاء عام وتشاهد التلفزيون. وتخلد إلى السرير بحلول الساعة الـ 11 مساءً مع دفتر يومياتها وكتابها.

حب العائلة والحيوانات

لا شك أن حب الملكة إليزابيث الثانية الخاص لزوجها، الذي وصفته بـ“صخرتها“، جعلها أصغر من سنواتها، وبعد وفاة الأمير فيليب في عام 2021، كافحت الملكة للقيام بالعديد من واجباتها الشخصية المعتادة، حيث أجبرتها مشاكل الحركة على الانسحاب من الأحداث أو الظهور عبر مكالمات الفيديو.

وكان لدى الملكة أيضًا شغف بالخيول والكلاب، وخاصة فصيل ”كورجي بيمبروك“ الويلزية، حيث بدأت علاقة حبها مع هذه السلالة في عام 1933، عندما استحوذ والداها على أول فصيل ”كورجي“ للعائلة يُدعى (Dookie)، وتشير التقديرات إلى أن الملكة امتلكت كذلك 30 كلبًا طوال حياتها.

صور