تسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي بإحداث موجة حرائق مبكرة في سوريا، والتي كانت تتركز عادة في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس من كل عام.

ويستمر صراع فرق الإطفاء، مع الحرائق المتنقلة في الحقول والغابات والمنشآت السورية، المستمرة منذُ منتصف شهر أيار/مايو الماضي، وطالت مساحات شاسعة من الأراضي.

وتسبب تزامن اشتعال الحرائق في عدة مناطق وفي وقت واحد، بإرباك فرق الإطفاء، التي تحاول تغطية جميع الأماكن، بمساعدة الأهالي، وتُسهم الرياح، في انتشار الحرائق بسرعة في حقول القمح والغابات، ما أدى إلى انطلاق موسم الحصاد باكرًا.

ولا تغيب أنباء الحرائق عن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيثُ يوجه الأهالي نداءات استغاثة لفرق الإطفاء والمتطوعين، من أجل المساعدة في إخماد النار المشتعلة، والتي تحولت إلى معركة موسمية قاسية.

وتشير الأنباء الراهنة إلى احتراق 10 دونمات من الشجر في قرية المختارية باللاذقية، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من إخماد النار بعد جهود مضنية.

وسبق حريق اللاذقية بساعات، حريق ضخم في مدينة السويداء جنوب سوريا، أسفر عن احتراق حوالى 1000 دونم، من الأشجار المثمرة وفقًا لسلطة الإطفاء في المدينة.

وتزامن حريق اللاذقية، مع انفجار واحتراق محول كهرباء رئيس في حي التضامن بدمشق، ومنزل في حي المزرعة.

ونشب حريق ضخم في أراضي قرى "داما وخرسا وعريقة" بمدينة السويداء جنوب سوريا، التهم أكثر من 1000 دونم من الأراضي الزراعية والحراجية، ليصل عدد الحرائق في السويداء إلى 46 حريقًا خلال اليومين الماضيين.

كما نشبت عدة حرائق في المنطقة الوسطى، أحدها التهم عشرات الدونمات من القمح في مدينة سلمية، إضافة إلى حرائق شهدتها أرياف مدينتي حمص وحماه.

وتتصدر حقول القمح والشعير الأراضي المتضررة بالحرائق حتى الآن، حيث وصلت إلى أكثر من 4000 دونم، وفقًا لما هو متداول في الإعلام المحلي.

ويعدّ عام 2021، الأكثر كارثية على سوريا بسبب الحرائق، إذ تقول إحصائيات الأمم المتحدة إن النيران التهمت أكثر من 9000 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات الخضراء، ودمرت المنازل وإمدادات المياه والكهرباء، كما تسببت بنزوح 140 ألف شخص.

وكل عام، تضع وزارة الزراعة السورية، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني والإطفاء، خططًا لمواجهة الحرائق مبكرًا، من ضمنها حملات توعية للفلاحين، بضرورة ترك مساحات فارغة بين الحقول، تحد من انتقال النار.

وتخشى الحكومة السورية، أن تتسبب حرائق الموسم الحالي، بإفشال خطتها الهادفة للاكتفاء الذاتي من القمح، خاصة بعد أن زادت المساحات المزروعة إلى حدها الأقصى في جميع المناطق.