دمشق - رامي الخطيب

انقلب العيد من بهجة الى عبء لدى الكثير من السوريين فالفقر اجتاح الكثير من الأسر وسط غلاء الأسعار الذي تضاعف 10 أمثال ما كان قبل الثورة لتصبح مشتريات العيد من ملابس و حلويات و ألعاب هم كبير لرب الأسرة فراتبه بالكاد يكفيه لضروريات المعيشة فقط ..

تعتبر العيدية - و هي مبلغ يعطى للأقارب من النساء و الأولاد - طقس من طقوس العيد في سوريا و كثير من الناس تركوه بسبب العوز او خفضوه ليصبح هدية رمزية ..



اما زيارة القبور في سوريا بعد صلاة العيد فهي من عادات و تقاليد السوريين و اصبحت هذه العادة مثقلة بالهموم بسبب كثرة القتلى في الحرب فزيارة المقابر تتعذر على الكثيرين بسبب تهجيرهم و بعدهم عن اوطانهم و من يستطيع الوصول الى المقابر لا يعرف من أين سيبدأ لكثرة من فقد من اصدقاء او اقارب او ابناء ..

يكتفي الكثير من السوريين الآن بالمعايدات عبر وسائل التواصل الإجتماعي بسبب بعدهم عن أهلهم و اصدقائهم بعد أن كانت لمة الأهل ضرورة من ضروريات العيد ..

تفتقر الكثير من الاماكن لمنتزهات الترفيه في العيد بسبب الحرب و أصبح العثور على متنزهات مهمة صعبة لرب الأسرة في حال قرر الترفيه عن ابنائه ليمضوا العيد في البيت على غير عادتهم ...

اغلب العائلات السورية قد تشتتت ما بين قتيل و مفقود و معتقل و مهجر و أصبح الاجتماع في العيد مستحيلا ليصبح العيد هو استرجاع لذكريات سعيدة في ايام خلت فكيف لأم أبناؤها الخمسة قد قتلوا في الحرب أن تشعر ببهجة العيد ...

و حول العيد الحزين على أغلب السوريين يحدثنا الصحفي السوري مؤيد أبازيد وهو لاجىء في فرنسا:

"هو العيد السابع الذي اقضيه بعيدا عن الاهل والاقارب والاصدقاء ودائما مع قدوم العيد، الامل يتجدد في نفوسنا بأن يكون العيد القادم في ارض الوطن. في العيد تتردد على مخيلتنا المواجع والأشواق، فهنا العيد لا يتجاوز صلاة العيد وبعدها ينتهي كل شيء، ما يزيد من نار الشوق و الذكريات بقلوبنا، حين كنا نقضي العيد في سوريا حيث الفرح يعم نفوس الجميع ومناسبة لفض الخلافات بين الاخوة والاصدقاء، فهو يوم مقدس تفتح فيه العلاقات بين الناس من جديد ، علاقة مبينة على المحبة والمودة والالفة.... وعلى الرغم من غصة الفراق وعتبات اللجوء وما تحمله من مشاق لم تغب عن بيوتنا بعض اكلات وحلويات العيد و التي كنا نتشارك فيها الاقارب والجيران في يوم العيد كخبز العيد والمعمول" ..