تعتبر القمة التي ستعقد بالمملكة العربية السعودية خلال الساعات القادمة والتي يطلق عليها «قمة جدة للأمن والتنمية»، بمثابة النقلة النوعية في العلاقات بين الدول المشاركة فيها، لذا نأمل أن تخرج بقرارات تخدم وحدتنا وقوتنا في المقام الأول في مواجهة أعدائنا.

فقمة جدة، تأتي وسط متغيرات متلاحقة واضطرابات وجائحة كورونا، وبعد جولة ناجحة لولي العهد السعودي لمصر والأردن وتركيا، وحراك دبلوماسي عربي نشط، وأيضاً الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على الأمن الغذائي، وما تشهده العلاقات الأمريكية العربية من تجاذبات وخلافات وغيرها.

لذا فزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية كأول زيارة له للمنطقة تحمل في طياتها الكثير من التحليلات والملامح، والملفات التي تحملها الإدارة الأمريكية لهذه القمة عديدة، والخروج منها بنتائج تعكس الواقع على الساحة الدولية هو مطلب عربي ودولي.

نحن على قناعة تامة بأن قادتنا أو من يمثلهم في القمة سيتمكنون من توحيد آرائهم ومعرفة ما يدور حولهم من نوايا، فعلينا العمل على امننا الخليجي والعربي والاهتمام بجوانب الغذاء والتنمية والصحة والتعليم، ومن هنا فإن الأمر يتطلب منا إيجاد مصانع ومشاريع عملاقة مستدامة في دولنا العربية، لتكون لدينا القدرة على مواجهة الصعاب والمتغيرات القادمة المتلاحقة بيد واحدة متماسكة وقوية وقادرة على مواجهة المحن في أي وقت كان، لضمان الرفاه والصمود ولتغطية الأمن الغذائي والدواء لبلداننا وشعوبنا العربية من الخليج للمحيط.

لذا علينا إعادة صياغة القرارات لتكون بمستوى الطموح والتطلعات في هذه القمة الهامة، وان تكون قمة جدة هي الانطلاقة والبداية لعهد جديد لدول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية.

ولابد من تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وصيانة الوحدة العربية والدفع بهما نحو آفاق أرحب في الأيام القادمة.

فكما طويت صفحات عدة خلال الشهور الماضية، نأمل برؤية انفراجة في العلاقات الأمريكية العربية دون ضغوطات أو تدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتوصل لقواسم مشتركة ترضي كل الأطراف في إطار منظومة هدفها السلام والرخاء والتنمية في المنطقة والعالم.

فالأمن والتنمية متلازمان، وإطلاق قمة جدة بهذا الاسم يعني أن المنطقة مقبلة على نقلة نوعية في هذا الاتجاه، لإرساء دعائم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول المنطقة دون الإخلال بمرتكزات الأمن الضرورية بين دول المنطقة والحذر كل الحذر من الماسونية الجديدة وأهدافها ومن الأسد الجريح..!

فعلينا التفكير بالأمن الغذائي والصحي، وهناك دول تستطيع تطوير بنيتها التحتية في هذا الاتجاه، لذا علينا الإسراع بالاهتمام بالزراعة والتصنيع والغذاء والدواء في المرحلة القادمة كي نخرج من عباءة الدول المسيطرة على هذا السوق. أما في الجانب السياسي، من المهم التركيز على الموضوعات والقضايا الملحة التي تهم دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية ذات الصلة وأهمها السلم والأمن والتنمية الزراعية والأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

والواضح أن التحرك الخليجي العربي الأخير، أخذ بعين الاهتمام المستجدات والمواقف الإقليمية والدولية خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

لذا نأمل أن يكون هناك توافقاً كبيراً في هذه القمة حول التحديات التي تواجهها دول المنطقة، والحفاظ على إنتاج النفط وسلامة مروره، فالمنطقة بحاجة إلى جو جيوسياسي قبل اتخاذ أي خطوات مستقبلية، ومن ثم العمل على تكامل المصالح بين دول المنطقة ليعيش الجميع في أمن وسلام، فالمنطقة بحاجة إلى السلام والتنمية.