مما لاشك فيه بأن مستلزمات المدرسة كثيرة ومتعبة لكثير من أولياء الأمور وإن كان التعليم مجانياً، حتى أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة يعانون أيضاً من المتطلبات الدراسية التي لا تنتهي، وطفل هذا الجيل غير الطفل في زمن الطيبين، فالمنافسة بين الطلبة دائماً للأسف شكلية وليست تعليمية، فأمسى الطفل يتباهى على نوع القرطاسية وجودتها وعلى «برند» حقيبة الكتب ومستلزمات حقيبة الأكل، فالتباهي بين الطلبة -مدارس الحكومة أو الخاصة- واضح يعايشه الكثيرين، نجد كثيراً من أولياء الأمور «يرشون» أبناءهم بهذه المستلزمات الغالية من باب التحبيب للمدرسة والدراسة «عل وعسى يفيد»، لذلك عنصر التباهي خصوصاً في أول أسبوع دراسي وارد لدى معظم الأطفال، في زمن أصبح التباهي بالكماليات ملازماً الكثيرين وكأنه الماء والهواء، كما أن الغلاء المعيشي وركود الرواتب هاجس وهم الكثيرين، حتى أصبحت الخمسة دنانير فارقة في ميزانية المنزل خاصة مع اقتراب السنة الدراسية وتلبية جميع المستلزمات لأول يوم دراسي. لذلك نثمن التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله بتعزيز وإثراء المسيرة التعليمية، ونثمن دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة نائب جلالة الملك ولي العهد في تفعيل التوجيه السامي بصرف قسيمة مالية لكل طالب في المدارس الحكومية التي تسهم في توفير الحقيبة المدرسية ومستلزماتها الأساسية.

هي بادرة سامية لتخفيف بعض الشيء على أولياء الأمور، ربما يكون هذا المبلغ زهيداً عند البعض، ولكنها تعني الكثير لدى الآخرين الذين يتحملون أعباء دراسية لأكثر من شخصين، ونتمنى في السنة المقبلة أن تتكفل وزارة التربية والتعليم بتوفير القرطاسية ومتطلبات الدارسة لتحقيق هدفين الأول تخفيف العبء على أولياء بالأمور والثانية تحقيق السواسية بين الطلبة من خلال كسر صفة التباهي لدى الأطفال.

وموضوع آخر عن القسيمة المالية وشراء المستلزمات من محلات معينة، يا ليت تتفهم الوزارة بأن هذه المحلات الكبرى ما عادت تبيع القرطاسية كما السابق بأسعار مناسبة فلماذا لا تعطي الوزارة لأولياء الأمور فرصة للتسوق الحر لربما هناك بضائع أقل سعراً عند مكتبات ومحلات أخرى من تلك التي صدر التعميم عنها بحيث يستطيع ولي الأمر شراء أكثر من هذا المبلغ، خاصة أنهم ملتزمون بالقسيمة والقسيمة لا يمكن استبدالها بالمال. وأمر آخر هذه المحلات الكبيرة لديها زبائنها لتنوع بضائعها فلماذا نحرم المحلات الصغيرة من الاستفادة من هذه المكرمة الملكية أيضاً؟