بين عام انقضى، وبين عام آت، كثير من الأمنيات والتطلعات تحققت، وأخرى نتطلع لرؤيتها وتحققها، بعضها تأجل لأسباب معروفة، وأخرى مجهولة. ونحن في سلطنة عمان نأمل أن يكون عامنا هذا أفضل بكثير مالياً واقتصادياً واجتماعياً، وعربياً، فإقليمياً نأمل أن تحلّ كل القضايا والإشكاليات بين بعض الدول التي ما زالت في عراك سياسي وحدودي، وعالمياً نرجو أن تتوقف الحروب ويتفق الجميع على حل الأزمات بالطرق السلمية والنظام الدولي.

مضى عام، بكل ما حفل به من أزمات صحية واقتصادية وحروب وخلافات حدودية يمكن حلها بالعقل والحكمة، بعيداً عن الفتن وزرع الكراهية بين الشعوب، والفرص متاحة أن يتدخل العقلاء لحل هذه الخلافات، فما يجمع المختلفون أكثر مما يفرقهم، والفرص متاحة اليوم، وربما الحلول المتاحة اليوم لا تتيسر غداً.

ودعنا عاماً، ولا زلنا نطمح بنسيان كورونا (كوفيد 19) وآثاره، ونعمل على تحقيق أهداف اجتماع أعمال المؤتمر الوزاري العالمـي الثالث رفيع المستوى حول مـقاومة مضـادات الميكروبات الذي استضافته سلطنة عمان في نوفمبر الماضي، خاصة وأن هناك حديثاً عن ما هو أخطر من ذلك قادم، وأن تبدأ الدول في التركيز على أمنها الصحي والغذائي في المقام الأول من خلال الصناعات والاهتمام بالزراعة والمنتجات الحيوية والرئيسية التي تزخر بها الأوطان.

عام 2022، كان ناجحاً وسعيداً وكان نقلة كبيرة في نهضتها التنموية، وفي السعودية التي حققت الكثير من الإنجازات والأعمال التطويرية في مختلف المجالات في عهد يشهد نهضة متقدمة على كافة المستويات، والبحرين كذلك تسير في طريق الازدهار والنمو وهناك نقلة ستشهدها في الشهور القادمة في هذا البلد العريق، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يعجز القلم عن الوصف أو الكتابة لأن كل شهر هناك إنجاز، وفي الكويت أشرقت الشمس من جديد في العهد الجديد، والرؤية الكويتية تختلف كلياً عن الماضي والأماني تسير حسب التطلعات وقريباً سنرى الكويت عروساً كما يتمناه أهل الكويت والخليج.

نستقبل العام الجديد، ونتطلع لرؤية كل الدول العربية في رخاء واستقرار وأمان، سوريا مستقرة وآمنة، ليبيا متحدة ومتفقة على حكومة وطنية، العراق كما عرفناه بلاد الرافدين والأمان، وكلنا شوق بحل قضيتنا الأولى وعودة فلسطين كما نتمناها، وكلنا أمل بفتح صفحة جديدة من العلاقات الناجحة العربية ونسيان الماضي بكل ما فيه من سلبيات، ونرى التبادل التجاري والاقتصادي مفعلاً وقوياً والتنقل بيننا يسير في الاتجاه الصحيح، فما يجمعنا من مقومات وثروات يجعلنا كتلة عالمية لا يستهان بها، وكتلة تستطيع التفاوض كفريق واحد وليس كدول متفرقة. ولعل نتائج القمم الخليجية الصينية والعربية الصينية عملت لتأسيس وبناء سكة القطار في هذا الاتجاه.

ومع دخول العام الجديد ونتيجة الظروف الاستثنائية والمعيشية والمالية في بعض دول الوطن العربي، فإن سقف الطموح والآمال لا يقتصر على تحسين الظروف المعيشية فقط في هذه الدول، بل التفكير في اللحمة العربية والاتفاق والوحدة لمواجهة ما هو قادم من تخطيطات عالمية تستهدف بلادنا العربية وشعوبنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا الإسلامي الحنيف، تخطيط وراءه دول وشبكات ومنظمات، لزعزعة الأنظمة والقضاء على الوحدة الاجتماعية، من خلال الحريات والانفتاح، ونشر الثقافات الغربية بين المجتمع العربي والإسلامي، فاتحدوا واتفقوا وقرروا يا عرب أن الوحدة العربية والاتفاق في كل المجالات والعمل كفريق واحد لمواجهة كل التحريات أفضل لكم عن ما يفرقكم كأمة عربية مسلمة.. والله من وراء القصد.

* كاتب عماني