خلال مسيرتها الممتدة لأكثر من خمسين عاماً، أظهرت الدبلوماسية البحرينية قدرتها الفائقة على إدارة ملفات السياسة الخارجية البحرينية، بفضل الرؤية الحكيمة لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حيث استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات في مجال توطيد العلاقات وترسيخ أوجه التعاون المختلفة مع الدول الشقيقة والصديقة.

فهناك العديد من اتفاقات التعاون في كافة المجالات تربط المملكة بدول العالم، وهو ما يتوافق مع توجهات النظام الدولي والمواثيق الدولية التي تؤكد على ضرورة التعاون بين الأمم والشعوب، وحل الخلافات بالطرق الودية والدبلوماسية بعيداً عن النزاعات والحروب، كما أن هناك مبادئ وقيماً أصيلة تستند إليها الدبلوماسية البحرينية في كافة تحركاتها على المستوى الإقليمي والدولي وفي مقدمتها احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومد جسور التعاون والصداقة مع كافة الشعوب والأمم، وأن أفضل الطرق لحل الخلافات التي قد تنشب نتيجة تعارض المصالح مع الدول الأخرى تتمثل في الطرق الودية من قبيل المفاوضات والوساطة والتوفيق وغيرها، ونبذ العنف واستخدام القوة المسلحة، وهو ما تأكد في نهج البحرين في التسامح والتعايش السلمي، ومشاركتها في تعزيز جهود إحلال الأمن والسلام في ربوع العالم، والمشاركة في دعم الدول التي تواجه أزمات مثل الكوارث الطبيعية أو أزمات ناجمة عن النزاعات.

فقد بذل منسوبو الدبلوماسية البحرينية جهوداً كبيرة في رفع مكانة البحرين ووزنها في العالم، وارتبطت بعلاقات وثيقة مع كافة الدول، حيث تقوم بدورها الفعّال في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما تحظى بمكانة هامة في محيطها العربي والإسلامي، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهي تحظى بمكانة عالمية ويربطها بالدول الكبرى علاقات صداقة وتعاون في كافة مجالات التنمية الاقتصادية، وتنسيق الجهود السياسية لخدمة القضايا العربية والإقليمية.

وعلى المستوى الثقافي تحرص وتؤكد على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأمم سواء من خلال تواجدها في المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها أو من خلال تحركاتها في الإطار الإقليمي، وهذه الجهود بارزة في نجاحاتها المتواصلة لتضيف يوماً بعد يوم عطاء إلى مسيرتها.