ما بين عشية وضحاها أوردت وسائل الإعلام العربية والعالمية نبأً عن انقلاب عسكري في روسيا للإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظامه حيث انفصلت مجموعة من الجيش الروسي قوامها 5 آلاف مقاتل مدربين تدريباً عسكرياً وتتلقى دعماً كبيراً، وكانت على مقربة من موسكو العاصمة، وأوردت الأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غادر العاصمة.

هل إلى هذا الحد أصبحت ثاني قوة في العالم يحدث بها انفلات عسكري كاد أن يزعزع العالم لو سقطت صواريخ نووية في يد الانقلابيين؟ ثانياً، أين الجيش الروسي، والمخابرات الروسية، والطائرات الروسية؟ مَن ترك مجموعة من متمردين أو مرتزقة تقوم بالتمرد على الرئيس بوتين ونظامه؟

إكمالاً للحديث انتهى التمرد وانسحب جيش الانقلابيين بعد تدخل من رئيس بيلاروسيا. السؤال الأهم هل ما حصل حقيقة أم مجرد مسرحية لاختبار بعض ولاء مَن حول الرئيس بوتين. ولكن لنفترض أن ما حصل حقيقة.. إذن ماذا سيحدث للعالم لو سقطت في أيدي الانقلابيين صواريخ نووية؟ ماذا سيكون وضع العالم؟ وماذا سيكون وضع الدول التي لا تمتلك مثل هذه الصواريخ؟ ففي هذه الحالة تنتهي فاعلية الطائرات الحربية والمدفعية والدبابات وغيرها وتبقى فقط قصة الضغط على الأزرار وينتهي العالم.

من خلال هذه العملية سواء أكانت حقيقة أم مسرحية يجب أن تفكر الدول البعيدة عن امتلاك السلاح النووي في وضعيتها ولنأخذ العبرة من حادثة هيروشيما ونجازاكي اللتين لاتزال الإشعاعات النووية تؤثر على كل من يولد في هاتين المدينتين.

* كاتب ومحلل سياسي