قد قلنا في مقالنا السابق إن صلالة الخضراء والتي يلقبها البعض بسويسرا الخليج قد تكون في المستقبل القريب الوجهة السياحية المنافسة للدول الأوروبية بالخارج بالأخص خلال موسم الصيف الذي عادة ما تهتم العوائل بالسفر إلى الدول المعتدلة أو الباردة الجو والممطرة إذا ما تم استكمال كافة الجهود والمشاريع السياحية القائمة والنمو السياحي المستقبلي فيها لجعلها وجهة سياحية متكاملة تتوافر فيها كافة الخدمات والاهتمامات والأنشطة السياحية التي ينشدها السائح.

ونحن هنا نشير إلى أن محافظة ظفار بسلطنة عمان الشقيقة والتي تحوي العديد من المناطق الخضراء الجميلة والخلابة والتضاريس الجبلية والزراعية والجغرافية المتنوعة قد اهتم القائمون على قطاع السياحة فيها بإطلاق موسم خريف ظفار عوضاً عن المسمى السابق بموسم خريف صلالة وتنظيم العديد من الفعاليات السياحية على مستوى المحافظة ككل وذلك لتأكيد أن جميع المناطق فيها تحتفي بهذا الموسم السياحي الهام ولترجمة الإرادة السلطانية السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه بتخفيض أسعار الوقود في مطار صلالة وتخفيض أسعار التذاكر لدعم الحركة الجوية والسياحية في المطار لأجل تعزيز هذا الموسم ودعم النشاط السياحي وتحقيق رؤية عمان 2040 وإنجاحه كما ذكر المهندس زكريا بن يعقوب الحراصي نائب الرئيس التنفيذي لمطارات عمان خلال حفل افتتاح فعاليات المنتدى العربي الثالث للسياحة والتراث وحفل توزيع جوائز أوسكار الإعلام السياحي الذي نظمه مشكوراً الاتحاد العربي للإعلام السياحي التابع لجامعة الدول العربية وأقيم برعاية كريمة من صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار بمنتجع روتانا صلالة وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والسفير البحريني لدى سلطنة عمان د. جمعة بن أحمد الكعبي وشاركت فيه العديد من الوفود من مختلف الدول العربية حيث تشرفنا بتقديم حفل الافتتاح والمشاركة في تنظيمه وقد اطلعنا خلاله عن قرب وعن كثب عن الجهود الرامية لتحويل ولاية ظفار إلى أحد أقطاب السياحة الخليجية العائلية وتسليط الضوء على أهمية السياحة التراثية والكنوز الطبيعية والسياحية التي تزخر بها سلطنة عمان وتحديداً محافظة ظفار خلال الكلمات التي قدمها عدد من المسؤولين في قطاعات السياحة العمانية، فظفار تعد منافساً يفرض نفسه في الساحة السياحية الإقليمية والدولية نظراً لما تحتوي عليه من العديد من المعالم السياحية والمقومات الطبيعية من جبال ووديان وبحار وشلالات وبحيرات ومواقع تاريخية وتراثية تؤكد الإرث الإسلامي والتاريخي لدينا بالمنطقة العربية.

لقد كان الفيلم المعروض عن محافظة ظفار والذي استعرض ما تتفرد به سلطنة عمان من هوية عمانية أصيلة تعبر عن جزء من الهوية الخليجية والعربية ومدى ارتباط العماني ببيئته ومجتمعه وما أوجزه الفيلم عن الأزياء العمانية والفنون التقليدية والموروثات والعادات والتقاليد إلى جانب بيان ما تزخر به من حصون وقلاع ومواقع أثرية ومساجد ومتاحف سجل عدد منها لدى اليونسكو بقائمة التراث العالمي كلها شواهد تعكس أننا في منطقة الخليج العربي نمتلك إحدى أهم المناطق السياحية العربية المميزة والمتفردة عن بقية الخليج بجوها البارد المعتدل والممطر وجماليات طبيعية تجعلها القبلة المميزة لوجهاتنا السياحية القريبة منا بالمنطقة وفي وقت قصير مقارنة بتلك الدول الخارجية البعيدة عنا بكلمات أخرى فإن سلطنة عمان تحظى بموقع جغرافي مميز يربط ما بين الشرق والغرب وتمتلك مقومات سياحية جغرافية وتراثية وتاريخية تلبي حاجات السياح التي ينشدونها عادة خلال السفر.

لقد أحببنا ونحن نتجول ونتنزه بين مناطق صلالة الجميلة وادي دربات الأخضر والذي يعد إحدى مظاهر الطبيعة الخضراء الجميلة ويحوي شلالات وبحيرات جميلة محاطة بجبال وتضاريس خضراء تشبه الغابات الاستوائية الكثيفة الأشجار والخضرة ويمكنك هناك التجول في البحيرات بالقوارب والدراجات المائية وممارسة الأنشطة الرياضية المائية وكذلك التخييم حيث لاحظنا أن كثيراً من العوائل قد افترشت المروج الخضراء فيه لتنظيم التجمعات العائلية إلى جانب شاطئ المغسيل والذي يعتبر أحد أجمل عشر شواطئ في العالم إذ يشتهر بمياهه الكريستالية ذات اللون الأزرق الفيروزي ويحوي العديد من عيون المياه الساخنة والتي تنطلق على شكل نوافير دافئة تندفع إلى أعلى بقوة في عدد من مواقع الشواطىء وبإمكانه ملامسة مياه النوافير بشكل مباشر كما أن شاطئ افتلقوت والذي هو عبارة عن جبل مرتفع للغاية يجاوره بحر جميل المنظر ويحتضن العديد من التلال والصخور الخضراء ستلحظ عند زيارته والوقوف فيه الجو البارد ورذاذ المطر واللوحات الطبيعية الجمالية التي قد تعد كنزاً لمحبي التصوير ومنتجي محتويات الطبيعة. وللحديث بقية..