- للخير الذي تقوم به أصداء واسعة في الكون الذي تتنفس أجواءه، فنفسك المُحبة له تنشر طاقة الفرح والبهجة في جميع المساحات التي تطأ فيها قدمك. للخير الذي تتبناه في حياتك أثر وتأثير في كل خطوة تقوم بها، فهي الأثر الباقي في موازين الحسنات، وهو انعكاس إيجابي لمستوى الرضا النفسي الذي تعيشه، فعش للخير دائماً.

- برك بوالديك وإحسانك لهما هو ذلك الخير الذي تعيشه في حياتهما وبعد مماتهما. خير تقدم فيه برهما بأجمل الأفعال وفاءً بوفاء. وتستثمر باباً مفتوحاً من الجنة في حياتهما، وبدعواتهما الصالحة المباركة. فاحذر أن تثقل عليهما بالهموم والسلوكيات المُزعجة وأن تعاملهما بالضد، ولا تعنفهما بالكلام الفض الغليظ، وكن لهما الصدر الرحب الحنون. «وقل رب الرحمهما كما ربياني صغيراً».

- الخير الذي تقدمه في عملك، هو ذلك الإحسان للمهام التي تُكلف بها، ومهام وظيفتك التي تم تعيينك من أجل إتمامها وإنجازها وتأديتها بالصورة المُتقنة. فأصداء أثرك في مهام عملك ستكون بائنة لكل من يتعايش معك، ولكل من يُتابع عملك، هذه الأصداء لن تقف في مساحة صغيرة، بل سوف تتعدى تلك الحدود التي وضعتها، وستكون لأولئك الذين تقوم بإنجاز معاملاتهم، فالخير في دعوة خير لك في ظهر الغيب، وبأثر تركته في نفوسهم سوف يتحدثون عنه عند الآخرين، حينها سيكون اسمك مُخلداً في تاريخ «الخير» لأشخاص لربما لم يعرفوك أصلاً في قاموس معاملاتهم.

- أصداء الخير التي تبهج نفسك بها، هي تلك الصدقة العابرة التي يمتد أثرها لأجيال قادمة، ويمتد أثرها لأناس يستفيدون منها كل يوم بل كل لحظة. «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنها: صدقة جارية». هي صدقة صغيرة ولكنها كبيرة الأثر وعظيمة النفع للآخرين، لربما لم تحسب لها حساباً ولكنها ظلت تتحدث عنك لفترات طويلة من الزمن، فهنيئاً لك. ومن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما أنفقت شماله».

- أصداء الخير بائنة في أخلاقك العالية الرفيعة التي تتعامل بها في كل المواقف التي تمر عليك، في بيتك مع زوجك وذريتك، ومع أهلك من إخوانك وأخواتك، ومع أهل من عائلتك الممتدة، ومع زملائك في المسجد وفي المجتمع وفي العمل. أخلاقك هي التي تتحدث عنك، وأصداء الخير هي التي تمتد في حياة كل أولئك لتكون لهم البلسم الجميل الذي يتذوقون نكهته الجميلة. بأخلاقك ستكون أصداء محبتك في جميع تلك القلوب، فلا تتراجع عنها قيد أنملة، واستذكر ذلك الإطراء الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم «وإنك لعلى خلق عظيم». أصداء الخير في أخلاقك هي التي تبقى في تلك النفوس المحبة لك أبداً ما حييت.

- أصداء الخير بتلك الكلمات والعبارات المعبرة، وبذلك المقطع الجميل الذي تختاره، وبتلك الاقتباسات التي تختارها من آيات القرآن الكريم أو من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومن مواقف الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، والسلف الصالح ومن تبعهم بإحسان. ومن أولئك الأفذاذ المعاصرين والعلماء والمتخصصين. أصداء الخير بتلك الإضاءات التي تنثرها كورود زكية تبتغي منها الأجر والتأثير فيكون لها الأصداء الواسعة. احرص على «النفع» باختيارك الجميل لكل ما تنشره في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تتردد في نشر ولو كلمة واحدة تراها نافعة استفدتها في أيام حياتك.

- أصداء الخير بتلك الجلسة الإيمانية القرآنية التي تعلم فيها الآخرين تلاوة كتاب الله الكريم، وتقف وقفات تأمل في كل آية تمر عليك، فتتدارسها مع أولئك الذين انتظموا في حضور حلقات البركة والأجر. «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده». أصداء جميلة تمتد لأسر أولئك الذين تعلموا تلاوة آيات القرآن، فيعلمون أسرهم وينشرون الخير الذي لمسوا أثره في رحاب بيت من بيوت الله تعالى.

ومضة أمل

اللهم اجعلنا أصحاب أثر وخير جميل لا ينقطع في حياتنا وبعد مماتنا، اللهم آمين.