كان يقول في إحدى المساحات على موقع إكس «تويتر» سابقاً بتعنتر أحمق وتحت اسم حساب شبه متخفٍّ: نحن لسنا معنيين بأهل الشام العربي!

رحت أحاول جاهدة شرح تاريخ المنطقة له حيث إنني شعرت بعد معرفة أن عمره لا يتجاوز الـ22 عاماً وأمام شخص مبتدئ في عالم السياسة وجالس يحاول «يتشطر» أمام عدد من أصحابه الشباب، يبدو أن لديهم ضحالة فكرية في تاريخ هذه المنطقة، ولاحظت أنه يؤثر على فكرهم ويقودهم نوعاً ما ويستمعون له بإنصات متأثرين دون أن يعارضوه! قلت له: هل تعلم أن معظم العوائل الخليجية الأصيلة وكدليل على أنها فعلاً عوائل عربية ستكتشف أن لها امتدادات عائلية وقبلية ذات انتشار واسع في معظم دول الخليج العربي وعلى طول خط الخليج ومن الكويت إلى سلطنة عمان، وهناك العديد منها أيضاً لهم انتشار وامتدادات في منطقة الشام العربي؟ هل تعلم أن كثيراً من القبائل العربية الموجودة في الأردن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين بالأصل جاءت من منطقة نجد بالسعودية؟ وأن لهم صلات رحم وأقارب في عدد من دول الخليج العربي؟ من يحاول أن يصدر فكراً بنوع أننا في دول الخليج العربي لسنا معنيين بمنطقة الشام العربي وأن دول الشام العربي لا يخصها في دول المغرب العربي وأن دول المغرب العربي ليست معنية بالخليج ولا دول شبه الجزيرة العربية فهذا الفكر المؤدلج بالأصل يعتبر من بقايا الفكر الاستعماري المجند الذي يريد تقسيم المنطقة العربية ولا يختلف أبداً عن أتباع إيران الذين يدعمون احتلال نظام طهران لعدد من العواصم العربية ومحو تاريخها وهويتها وممارسة التغيير الديمغرافي لشعبها لتفكيكها عن امتدادها العربي!

بعد البحث عن صاحب الحساب المشبوه هذا توصلت إلى أن أمه من جنسية آسيوية وأن جده لأبيه يقال إنه جاء وافداً من سنين طويلة! هنا أدركت أننا أمام معضلة كبيرة للأسف، فهناك من يقود المشهد الإلكتروني ويؤثر على قيم وهوية الشباب دون أن يدركوا أن من أمامهم شخص جاهل أحمق لا يفقه في تاريخ المنطقة ويحاول غسل أدمغتهم بفكر استعماري مستحدث يأتي بوجوه عربية مندسة بيننا، وأن ما قاله عن أنهم فقط يشتركون معنا في التحدث باللغة العربية فقط يمثله هو فـ«خواله» ليسوا عرباً أساساً، ويبدو أن لديه عُقَد نقص تتلاقى مع هذا الفكر السياسي المؤدلج الذي يريد تقسيم الأمة العربية لدويلات مفككة، فأراد تفريغ هذا في عقليات شباب ناشئين يجهلون قراءة التاريخ العربي، وأنه فعلاً الأم مدرسة، فإن كانت الأم لم تغرس فيه القيم العربية الأصيلة وهو بالأصل جاهل لتاريخ العوائل، فبالتأكيد سيكون هذا الشخص لديه نوعاً ما حقد على العرب وإن أخفاه! أو عقدة أصل سيمارسها بنوع من التطرف والعنصرية الخفية إن تولى منبراً إلكترونياً ما! بديهياً سيكون أول من يتبنى ويعتنق فكراً مغايراً ومعادياً لمن حوله ستفوح رائحته العنصرية في كلامه مهما حاول إخفاءه بمبررات واهية!

نحن أمة عربية واحدة وأمام الأحداث التي تابعناها في كل من المغرب وليبيا والجزائر وقيام معظم الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط بالتكاتف ودعم قيادتها في مد يد العون لأشقائهم المنكوبين في هذه الدول، فإن ذلك يجسّد ما قاله الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». نحن في الضراء قبل السراء كيان عربي واحد متحد مهما حاول مجندو الفكر الاستعماري والذباب الإلكتروني وأصحاب الأجندة المشبوهة ونظرية فرق تسد وعملاء الأجندة الصفوية والطوابير الخفية والجماعات المتأسلمة الاندساس بيننا وإظهار عنتيريات وطنية ظاهرها عكس باطنها وتفريقنا بمبدأ «والله إحنا في الخليج وكخليجيين مالنا شغل بقضايا منطقة الشام وأهل الشام ما لهم خص في المغرب العربي!».

وللحديث بقية.