أصبح معدل مشوار الذهاب إلى العمل يتراوح بين الساعة وخمس وأربعين دقيقة ذهاباً وإياباً، ولو أننا اتفقنا في المجمل على الساعة الواحدة فهذا يعني 10 ساعات أسبوعياً يقضيها الموظف في طريقه للعمل وعودته، وأنا أتحدث هنا عن أوقات الذروة من السادسة صباحاً حتى التاسعة، ومن الثانية حتى الخامسة مساء، فلك أن تتخيل أخي القارئ أنك تضيع 40 ساعة شهرياً تقريباً في مسار العمل، ما يعادل 480 ساعة في السنة وهذا يساوي 20 يوماً من حياتك في الزحمة في السنة الواحدة خلال مشوار الشغل!!

وفي تساؤل طرحته في صفحاتي على مختلف وسائل التواصل عن أسباب الازدحام من وجهة نظرهم، كان هناك عدة أسباب تكررت بحسب رأيهم، وأشار كثيرون إلى أن شركات التوصيل هي أحد الأسباب الرئيسية للزحمة، وذلك بسبب العدد الكبير من السائقين الذين يزاحمون الناس خلال أوقات الذروة، ففي السابق كانت أغلب شركات التوصيل تعتمد على الدراجات أما الآن فأصبحت السيارات هي الأبرز، وفي الأوقات التي لا يعمل بها سائق التوصيل فإن البعض منهم يقوم بممارسة التوصيل إلى الأشخاص دون تصريح أو «يتكس» كما نقول في البحرين باعتباره تاكسي غير مرخص.

وأشار عدد كبير كذلك إلى أن الزحام يزداد بسبب عدم التزام الشاحنات بقرار المرور في عدم الخروج خلال وقت الذروة، وأن هناك الكثير من الشاحنات التي تزاحم الذاهبين إلى العمل والذين يريدون إيصال أبنائهم إلى المدارس، كما أن سائقي الشاحنات يتواجدون في الطرق الرئيسية بكثرة خلال أوقات الذروة ويمرون من أمام سيارات المرور ولكن لا يتم مخالفتهم بحسب القرار الصادر، وهذا ما يتضح بسبب كثرة الشاحنات في جميع الشوارع خلال أوقات الذروة.

وتراوحت إجابة البقية أن السبب يرجع إلى عشوائية وسهولة إصدار رخص السياقة للوافدين، فليس من المعقول أن يستطيع أي وافد يمارس أي مهنة التقدم للحصول على رخصة سياقة، إلا إذا كان في وظيفة تحتاج إلى ذلك، كالسواقين والمسؤولين وغيرهم، ولكن لماذا يتم إصدار رخصة سياقة لشخص يعمل في مصنع أو في أي حرفة لا تستدعي الرخصة؟

تكرر طرح هذا الموضوع من قبل كثيرين غيري، والسبب في ذلك أن الزحمة في ازدياد، ولا تخف، بل تزداد يوماً بعد يوم، وفي حال حدوث حادث بسيط ينشل أهم شارع في البحرين فترة ليست بالقصيرة، وأي قطرة مطر تسقط تسبب زحاماً يطول بالساعات، فما هو الحل؟