لو تساءلنا عن سبب تسمية إقليم البحرين، لتبادر لذهن القارئ تثنية بحر، وهو تعليل سليم ورد في المصادر المختلفة، لكن ما سبب إطلاق كلمة "بحر" وتثنيتها من الأساس؟ وما دلالتها؟ وهل التفسير ثابت أم هناك آراء متعددة في ذلك؟ وهل اكتسب إقليم البحرين مسميات أخرى في تلك الفترة؟


البحرين في اللغة

يُرجع أصحاب اللغة تسمية البحرين لتثنية بحر فهي مشتقة من البحر ومفردها بحر، فيذكر ابن منظور صاحب معجم لسان العرب البحرين بتسمية بحران أو بحرين. وذكر ابن عبد ربه البحران وهو يقصد البحرين في مواضع عدة من كتبه.

تسمية البحرين عند الجغرافيين والمؤرخين

اختلف الجغرافيون قديماً في تعليل تسمية البحرين، فذكر بعضهم أنها بسبب وجود كتلتين مائيتين أو إحاطتها بهما، سواء البحرين الإقليم أو الجزيرة. وفصّل آخرون فبيّنوا أنّ أحدهما مالحة ممثّلة بالبحر وأخرى عذبة وهي العيون والمياه الجوفية، أو لما تتصف به المنطقة من ظاهرة نبع العيون العذبة من قاع البحر في سواحل البحرين بما يُعرف باسم" الكواكب" وهو معروف عن أهل الغوص حيث يقصدونه للتزود أثناء رحلاتهم، وأضاف أحد الجغرافيين" والبحر يدخل في البر من جانبيها ولذلك عرفت بهذا الاسم،" وهناك رأي آخر يُفسّر التسمية باحتوائها على بحيرة بعمق ثلاثة أميال في الأحساء، بينما أضاف البعض آراءً أخرى كوفرة المياه الجوفية أو أنها مشتقة من قول العرب بحر البعير؛ إذا أُولع بالماء. من هنا يتّضح اختلاف المرويات بيد أنّ القاسم المشترك في كل الآراء السابقة هو وفرة المياه وهذا يجيب عن تساؤلنا السابق.


تسميات أخرى لإقليم البحرين

حمل إقليم البحرين في العصر الوسيط مسميات عدّة منها هجر وبلاد الخط، وبلاد عبدالقيس، وبلاد خط عبدالقيس وغيرها، ويعود ذلك لشهرة منطقة أو قبيلة في فترة ما.

التسمية بين الإقليم والأرخبيل

كانت البحرين جزءاً من إقليم البحرين الذي يمتد من الكويت شمالاً حتى ساحل عُمان جنوباً بينما كانت أوال تستخدم للدلالة على أرخبيل الجزر "مملكة البحرين".

إنّ مملكة البحرين اليوم قد اقتبست هذا المسمى، بعد أن تلاشى استخدام تسمية إقليم البحرين لتنحصر التسمية في الأرخبيل الذي يمثل المجال المكاني للكيان السياسي لمملكتنا البحرين.

* باحث في التاريخ وأكاديمي