يقول مركز مكافحة استغلال الأطفال وحمايتهم على الإنترنت في بريطانيا إن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم ثمان سنوات أجبروا على القيام بأعمال «تشبه أعمال العبيد»، إضافة إلى القيام بممارسات جنسية، كانت الانتهاكات أحياناً تشمل إجبار الطفل على إيذاء نفسه، إلى جانب محاولات قليلة للحصول على أموال بالإكراه.
وأشار المركز إلى قيام سبعة من الضحايا بقتل أنفسهم من بينهم صبي في السابعة عشرة من عمره. وألحق سبعة آخرون الإيذاء بأنفسهم بشكل خطير.
معلومات وأخبار وأرقام مرعبة تتزايد بشكل جنوني حول العالم، حيث يتم محاولة استغلال الأطفال وابتزازهم عبر الإنترنت، من قِبل عصابات وأفراد من مختلف دول العالم، حيث يشير الخبراء إلى أن الأمر يمكن أن يستغرق أربع دقائق فقط ليتحول الحوار من مجرد التحية وسؤال الطفل إذا كان برغب بالتعري إلى إيذاء الطفل لنفسه.
وبسبب الانتشار السريع لمثل هذه العصابات في مختلف دول العالم وتحقيقها لكثير من النجاحات في استغلال وابتزاز الأطفال؛ كانت الحاجة ملحة للتحركات على كافة المستويات، محلية وإقليمية ودولية، لتوفير الحماية للأطفال والمراهقين، ليس لجهة إصدار قوانين وتشريعات لحماية الأطفال فقط، وإنما لمنع حدوث هذه الممارسات الشاذة وتوعية الأطفال والأهل بخطورتها، وآليات التعامل مع المستغلين والمبتزين.
لأجل ذلك فقد جاءت الحملة الوطنية التوعوية لحماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني «حماية»، والتي أطلقت يوم الأربعاء الماضي، بالشراكة ما بين عدد من المؤسسات الرسمية المعنية في مملكة البحرين، تأكيداً على ما توليه الدولة من أهمية وعناية في حماية الأطفال، وتوفير الأمان الكافي لهم عبر الإنترنت، إلى جانب حماية الأسرة والمجتمع بشكل عام.
الحملة ركزت على التوعية بالمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال عبر الفضاء الإلكتروني، إلى جانب تعزيز الجانب الرقابي لدى الأهل، والتعرف على الطرق المثلى للتعامل مع الحالات التي يمكن أن يكون فيها الطفل ضحية للابتزاز أو الاستغلال، وصولاً إلى التعريف بالضوابط والقواعد الأساسية لتعامل الأطفال مع الفضاء الإلكتروني والتعرف على تطبيقات الحماية المتوفرة.
جهود مملكة البحرين في توفير الحماية للأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني ليست جديدة؛ فقد أكدت القوانين والتشريعات الوطنية على ضرورة تأمين أقصى حماية للأطفال، وتوفير بيئات ملائمة لهم على الإنترنت، إلى جانب إنشاء وزارة الداخلية وحدة أمنية متخصصة لحماية الطفل في الفضاء الإلكتروني والابتزاز، يعمل بها متخصصون وخبراء في التعامل مع هذه الحالات.
ولكن المهمة الأساسية والدور الرئيس يقع على عاتق الأسرة، عبر المراقبة والتدقيق والمتابعة لاستعمالات الأطفال للفضاء الإلكتروني، وضرورة توفير برامج الحماية الخاصة في أجهزتهم، والعمل على توعيتهم بما يمكن أن يتعرضوا له من محاولات الاستغلال والابتزاز، وضرورة الإبلاغ عن أية منشورات أو إعلانات أوروابط قد تكون مشبوهة، وعدم التعامل مع الغرباء عبر الألعاب الإلكترونية أو المحادثات المباشرة.