بسمة عبدالله



شيطان متخفٍّ، ربما لا ندرك مدى تأثيره السلبي والخطير على العلاقة الأسرية بوجه عام والعلاقة الزوجية بوجه خاص اسمه وسائل التواصل الاجتماعي (social media) بكل أنواعها واتس أب، فيس بوك، إنستغرام، تويتر وغيرها من مواقع للتسلية والدردشة لا يسعني أن أذكر كل ما أعرفه ناهيك عما لا أعرفه.

في الماضي كنا نخشى أصدقاء السوء والخروج إلى الأماكن المشبوهة أو مشاهدة وسائل الإعلام المحدودة آنذاك التي من شأنها أن تؤثر على الفطرة السليمة والأخلاق والقيم النبيلة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، وعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا وتربينا عليها جيلاً بعد جيل.

أما الآن فأصبح هؤلاء الأصدقاء السيئون، وحتى من هم ليسوا في دائرة الأصدقاء والقرباء (غرباء)، وتلك الأماكن المشبوهة تقطن معنا في بيوتنا ونستطيع أن نرتادها في أي وقت، ومن خلالها يتم التواصل والتحدث معهم عن طريقها وبكل أريحية وبدون أن نبذل أدنى جهد أوعناء.

إنها مواقع التواصل الإلكتروني على اختلافها، ما يؤدي إلى احتمال الوقوع في فخ التخلي التدريجي عن القيم والخصال الحميدة وتخطي الخطوط الحمراء في العلاقة بين الجنسين، ومن ثم تبدأ شرارة العلاقات غير الشرعية، ومما زاد الطين بلة وشجع المراهقين والشباب بل حتى الكبار والراشدين عنصر السهولة والأمن والسرية التي يلاقونها في تلك المواقع ، ما ينشأ عن ذلك الوقوع في شرك الذنوب والمعاصي بالسماح لأنفسهم بالكلام والدردشة وتبادل الصور تحت مسميات مختلفة، مثل حجة العمل أو التعارف والتسلية وغيرها من حجج وأعذار أدت إلى تسهيل وتزيين كل ما هو ممنوع ومُحرم، وبالتالي إلى تدمير العلاقات الزوجية وإنهيار البيوت وتشتت الأسرة.

ضرورة التثقيف بهذا الشأن والتوعية وتوضيح أخطار وسلبيات استخدام تلك المواقع بشكل خاطئ وغير مقيد بعيد كل البعد عن أوامر ديننا الإسلامي الحنيف القائم على الخُلق والقيم في تعاملاتنا العملية والحياتية أمر مهم جداً (إن الله لا يحب كل خوان كفور)، وذلك أن من أسباب الطلاق في عصر الانفتاح والتكنولوجيا هو إدمان الأزواج أو أحدهم مواقع التواصل الاجتماعي واستسهال الانخراط في العالم الافتراضي وإباحة ما لم يتم استباحته في العالم الحقيقي، ينتج عنه تدريجياً البرود في العلاقة الزوجية والميل إلى العزلة الإسرية للاستمتاع بعالم افتراضي يؤثر بلا شك على العلاقة العاطفية والنظرة الواقعية بين الزوجين.